زكي الأرسوزي


جيرون

ولد المفكّر السوري زكي الأرسوزي في اللاذقية عام 1899، وتلقّى تعليمه الأول فيها. انتقل مع عائلته إلى أنطاكية، ومن بعدها إلى قونية في تركيا، حيث واصل دراسته فيها وأتقن اللغة التركية، وفي عام 1919 سافر إِلى بيروت، وتعلم الفرنسية في معهد (اللاييك)، ثم عاد إِلى أنطاكية وعمل مدرسًا للرياضيات في مدرستها الثانوية.

عُيّن عام 1924 مديرًا لناحية أرسوز، ومن ثم أمينَ سرٍّ لدائرة المعارف في أنطاكية، وفي عام 1927 أوفدته الحكومة السورية لدراسة الفلسفة في جامعة (السوربون) في فرنسا، وبعد عودته في العام 1930، عمل مدرسًا للفلسفة في مدارس أنطاكية، وبعدها نُقل إلى حلب ثم إلى دير الزور.

نظّر في الفكر القومي العربي، وشدّه الشقّ الفلسفي للعروبة أكثر من شقّها السياسي، وأسس جريدة (العروبة)، كما ألّف عشرات الكتب التي مجّد فيها اللغة العربية، وأضاء على أصالة الفكر العربي والأخلاق العربية.

عاود في عام 1946 عملَه مدرسًا للفلسفة والتاريخ في مدارس حماة وحلب، ثم انتقل إلى دمشق ليعمل مدرسًا في دار المعلمين، وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد عام 1959.

نادى بالعدالة وبحق العرب بالحرية، وبإلغاء التمييز بين الناس والإصلاح الاجتماعي، وأخلص للعروبة ودعا إلى الدفاع عنها وحمايتها، وكان وفيًا لسورية. تتلمذ على يده كثير من الطلبة والباحثين والكتاب.

كان لاقتطاع لواء إسكندرون من سورية، من قبل الفرنسيين، أثرٌ كبير عليه، إذ كان يرى أن جزءًا من بلاده يُنتزع دون وجه حق، وأدت هذه الحادثة إلى ثورته على الظلم، ولاقت أفكاره ودعوته تأييدًا من المثقفين والطلاب في دمشق.

عُرف عنه تواضعه وحبه الناس، إذ كان يجلس في مقهى شعبي في دمشق، يجمع فيه أصدقاءه وتلاميذه يحدثهم عن العدالة والحريات. كذلك كان يرتاد إحدى المقاهي، يلتقي فيها المثقفين والكتاب والأدباء والطلبة.

يُعدُّ الأرسوزي من أهم مؤسسي الفكر القومي العربي في القرن العشرين، أرسى الدعامة الفكرية لحزب البعث دون أن ينخرط فيه بشكل مباشر. توفي عام 1968 ولا تزال مدرسة زكي الأرسوزي الثانوية لتعليم الإناث، في حي الميسات الدمشقي، ذكرى وشاهدًا على مآثره.




المصدر