“يونيسيف” تروي ظمأ نازحي الركبان


عاصم الزعبي

قال سمير بدران، مدير الإعلام والاتصال في (يونيسيف) في الأردن: إن المنظمة تتجه لحفر بئرٍ في الأراضي الأردنية القريبة من مخيم الركبان الحدودي، لتسهيل تزويد اللاجئين فيه بمياه الشرب.

وأضاف بدران، حسب صحفٍ محلية، أن حصة اللاجئين اليومية من المياه في مخيم الركبان تبلغ 12 ليترًا من مياه الشرب للعائلة الواحدة، بينما تبلغ في مخيم الحدلات القريب من الركبان نحو 25 ليترًا، وأن (يونيسيف) تسعى لرفع الكمية المخصصة للفرد، خاصة خلال موجات الحر.

جاء تصريح بدران، في الوقت الذي ناشدَ فيه اللاجئون السوريون في الركبان، منذ مدة، المنظماتِ الإغاثية زيادةَ كميات المياه الصالحة للشرب، مؤكدين أنه لم يعد بإمكانهم شرب المياه الموجودة لديهم، بسبب ارتفاع درجة حرارتها إلى معدلات مرتفعة.

وتزيد معاناة السوريين في مخيم الركبان، خلال موجات الحر المتعاقبة في الصيف، وتتجاوز درجة الحرارة حاجز 45 درجة مئوية، مما يضاعف صعوبة الحياة، ويزيد الطلب على مياه الشرب. ويؤكد اللاجئون أنهم لا يحصلون على أيّ زيادة في كميات مياه الشرب، مما يزيد الأمراض المرتبطة بالحرارة والجفاف.

وكان علي المذود، رئيس مجلس العشائر السورية في الأردن، صرّح، منذ مدة قريبة لصحف محلية، بأن مياه الشرب التي تصل إلى اللاجئين في الركبان غير كافية من جهة، وهي لا تصلح حتى للاستحمام، إذ تسبب حروقًا وخاصة للأطفال.

ودعا المذود، إلى توفير برّادات كبيرة للمياه المخصصة للشرب، “حيث لم يعد بمقدور اللاجئين شرب المياه من الصهاريج والخزانات، بسبب ارتفاع درجة حرارتها ارتفاعًا كبيرًا”.

كما طالب بالعمل على حفر آبار مركزية للمياه في المخيم لتأمين كميات مياه كافية، حيث إن مياه الشرب لا تتوفر في معظم الأوقات داخل المخيم أو تكون نادرة.

وقال أبومحمود، أحد قاطني مخيم الركبان، لـ (جيرون): “أن فكرة حفر البئر جيدة، لكن على أن يتم العمل على ذلك بسرعة، فمعاناة الناس تزداد بشكل يومي مع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة والمناخ السيئ أصلًا في المخيم”.

وأضاف أن المشكلة تكمن في قلة مياه الشرب، وبُعد الخزانات عن الخيام، فضلًا عن الازدحام، لذلك يلجأ عدد كبير من الناس إلى تعبئة أو شراء المياه من الصهاريج، وهي في الأصل مياه غير صحية، مما يسبب أمراضًا عديدة، ولا سيّما بين الأطفال.

يذكر أن طفلَين توفيا، مطلع الشهر الجاري في مخيم الركبان، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ونقص المياه، ووسائل الحماية من الحر، كما أصيب العديد من الأطفال بحالات إسهال وإغماء وإقياء، بسبب النقص الشديد في الخدمات الطبية، والنقص الحاد في المياه الصالحة للشرب.

يقع مخيم الركبان داخل الأراضي السورية، في المنطقة الدولية منزوعة السلاح بين الحدود السورية–الأردنية، ويبلغ عدد ساكنيه نحو 85 ألفًا، من مناطق تدمر وريف حمص الشرقي، والرقة وريف حلب.




المصدر