شركات روسية تحصل على عائدات من الثروات الباطنية السورية مقابل محاربة تنظيم "الدولة"


سمارت-رائد برهان, عمر سارة

قالت وسائل إعلام روسية، إن النظام السوري وقّع مؤخرا عقودا مع شركات روسية، تستخدم مرتزقة مأجورين، تقضي بحصول الشركات على نسبة من عائدات الحقول النفطية والغازية والثروات الباطنية الأخرى في سوريا، مقابل انتزاعها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومن ثم حمايتها.

وأضافت الوسائل، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن النظام وقع العقود مع شركتي "إيفرو بوليس" و"ستريوترانس غاز" الروسيتين، واللتين يمتلكهما رجال أعمال روس، بعضهم يخضع لعقوبات أمريكية، حيث نشرتا حتى الآن نحو 2,500 مرتزقا في المناطق الشرقية من سوريا.

وحصلت شركة "سترويترانس غاز" على عقود استخراج الفوسفات من حقل الشرقية القريب من مدينة تدمر بحمص، شمالي البلاد، بشرط تأمين الحماية لهذا المنجم، بحسب موقع "أر بي سي" الروسي، الذي أضاف أن الشركة مملوكة بمعظمها من قبل رجل الأعمال، غينادي تيمشينكو، الذي تفرض عليه واشنطن عقوبات.

وبحسب وسائل الإعلام، أكدت هذا التقرير "المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية"، التابعة للنظام، على موقعها الرسمي، مضيفة أن الشركة وقعت عقدا لإعادة تأهيل منجمي الشرقية وخنيفيس للفوسفات وتأمين الحماية لهما، إضافة إلى البدء بإنتاج الفوسفات ونقله إلى مرفأ التصدير في سلعاتا اللبنانية.

وكانت قناة "روسيا اليوم" قالت، إن شركة "سترويترانس غاز" سبق أن أنشأت محطة لمعالجة الغاز في سوريا، فيما تعمل حاليا على تشييد محطة مماثلة بقدرة 1.3 مليار متر مكعب سنويا.

أما شركة "إيفرو بوليس" يملكها رجل الأعمال، إيفيغني بريغوزين، المقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمعروف باسم "طباخ الكرملين"، بسبب توقيعه عقودا مع الإدارة الروسية، لتأمين الطعام لها، تحت مسمى شركة "كونكورد".

وتتعامل شركة "إيفرو بوليس" مع شركة "واغنر" الأمنية الروسية، التي أسسها ديمتري أتكين، الذي فرضت واشنطن عليه عقوبات الشهر الماضي، بسبب إرساله عناصر للقتال في أوكرانيا، وتقدم هذه الشركة المرتزقة لصالح "إيفرو بوليس"، من أجل السيطرة على حقول النفط والغاز في سوريا.

وتعليقا على هذه التقارير، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الأعمال الحرة التي تقوم بها الشركات الروسية الخاصة خارج البلاد "لا تخضع لرقابتهم".

وتدعم روسيا النظام حيث وبدأت التدخل العسكري المباشر في سوريا، نهاية أيلول العام 2015، واتخذت من قاعدة حميميم باللاذقية مركزا لها، ووقفت إلى جانب قواته في معاركها ضد كتائب إسلامية والجيش السوري الحر في عدد من المناطق السورية، إضافةً لدعمها معارك النظام ضد تنظيم "الدولة" في مناطق وسط وشرقي البلاد.

وكان مجلس الاتحاد الروسي صادق، منتصف تشرين الأول العام الفائت، على الاتفاقية التي وقعت مع نظام "الأسد" في سوريا، حول نشر مجموعة من القوات الجوية الروسية في سوريا، "إلى أجل غير مسمى"، والتي تسمح لروسيا باستخدام البنى التحتية والأراضي السورية دون مقابل.

ووقع كل من روسيا والنظام الاتفاقية، في 26 آب عام 2015، ليبدأ بعدها التدخل العسكري االروسي، وأحال الرئيس الروسي الاتفاقية، في 8 آب من العام 2016، إلى مجلس النواب الذي صادق عليها مطلع تشرين الأول 2016.