مثقفون وعسكريون سوريون: القائمون على اتفاق "تخفيف التصعيد" يمنحون الشرعية للقوات الأجنبية


سمارت-جلال سيريس

أصدر عدد من المثقفين والحقوقيين والعسكريين السوريين، اليوم الأثنين، بيانا اعتبروا فيه القائمين على إنشاء مناطق "تخفيف التصعيد"، وخصوصا جنوبي سوريا، بأنهم "يضفون الشرعية على وجود قوات أجنبية في سوريا".

وقال البيان، الذي نشر على موقع فيسبوك"، إن التفاهمات تمت "دون أدنى اعتبار للسوريين، ولا لأهدافهم ومستقبلهم، وهناك إصرار على وضع حلول منعزلة لكل جزء من سوريا على حدى".

وأضاف البيان أن "رفض السوريين للوجود العسكري الروسي والإيراني، لا يعني قبولهم وجود قوات أجنبية جاءت من وراء الحدود (...) وإذا أرادت الدول الكبرى والإقليمية مصلحة السوريين فعليها اتخاذ موقف على أساس بيان جنيف الأول".

وتابع أن "السوريون بحاجة لوقف إطلاق نار شامل، وليس اتفاق يتخذ من ذريعةِ (المناطق الآمنة)، حجة لتقسيم سوريا وتناهب أرضها بين القوى الإقليمية أو الدولية وتوازع مناطق النفوذ فيها".

وختم البيان بالتأكيد أن الموقعين عليه يرفضون ما سماها "الصفقة الأميركية الروسية"، ويطالب السوريين وخاصة في جنوبي سوريا برفض الاتفاق.

وقال الكاتب والمفكر الإسلامي الدكتور أحمد فؤاد شميس، وهو أحد الموقعين على البيان، في تصريح إلى "سمارت"، إن هذه المناطق المعلنة تعني "شرعنة وجود روسيا وإيران في سوريا، وكذلك شرعنة النظام السوري".

وأضاف أن هذه التفاهمات التي تجري علنا، والتي تضرب باتفاقيات جنيف عرض الحائط ولا تحسب لها أي حساب، وهم يظنون أنهم يضحكون على الشعب السوري، ويسعون لتقاسم الأرض السورية وكأنها قالب كاتو، و الشعب السوري الحر برمته يدرك نواياهم وأفعالهم وليس بمقدورنا إلا أن نجهد بكل قوانا حتى نمنع ما يحلمون به".

وأكد "شميس" أن "البيان صدر لينبه العالم أن الشعب السوري الحر واع، ولا يمكن أن نسمح لأي اتفاقات أن تعقد دون أن يكون لنا كرسي و قرار وصوت يصرخ في وجوههم، وأن الشعب السوري هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة بأي قرار يتعلق بسوريا".

ومن بين الموقعين على البيان الشيخ محمد كريم راجح، هيثم المالح، برهان غليون، أحمد معاذ الخطيب، جمال سليمان، وآخرون.

وكانت الأمم المتحدة، رحبت في وقت سابق اليوم، بإعلان روسيا والولايات المتحدة والأردن وقف إطلاق النار، جنوبي غربي سوريا، كما دعت جميع الأطراف إلى "مضاعفة الجهود للوصول إلى حل سياسي".

وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم، بهرام قاسمي، إنه يجب توسيع اتفاق "تخفيف التصعيد" الذي توصلت إليه أمريكا وروسيا في محافظات جنوبي سوريا، ليشمل كافة أنحاء البلاد.