تحركات أعقبت "وقف إطلاق النار".. تقدم للنظام في البادية و انسحابات من مناطق أخرى.. ماذا يجري جنوب سوريا؟


أمجد العساف - خاص السورية نت

لم تمض ساعات قليلة على إعلان بدء الهدنة جنوب غرب سوريا حتى شنت قوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية والعراقية وكذلك ميليشيات "حزب الله" ووئام وهاب اللبنانية وجيش "التحرير الفلسطيني" هجوماً واسعاً من عدة محاور في ريفي السويداء الشرقي ودمشق الشرقي.

وسيطرت تلك القوات على مناطق عدة أهمها تل أصفر وتل اشهيب وتلول سلمان شرقي مطار خلخلة على محور ريف السويداء الشرقي، في حين سيطرت على محور ريف دمشق الشرقي على نقاط أبرزها تل مكحول وجبل السيس بعد مواجهات عنيفة مع فصائل الجيش الحر المنتشرة في المنطقة وأبرزها "جيش أحرار العشائر وجيش أسود الشرقية وقوات أحمد العبدو".

وتمكنت الفصائل من استرداد إحدى النقاط في البادية الشامية تدعى أم رمم بحسب المكتب الإعلامي لـ"جيش أسود الشرقية" وقتلت نحو 35 عنصراً من القوات المهاجمة ودمرت دبابتين بصواريخ مضادة للدروع كما دمرت رتلاً للمليشيات بالقرب من تل مكحول براجمات الصواريخ وأصابت طائرة حربية بنيران مضاداتها الأرضية في المنطقة.

الفصائل المشاركة في معارك التصدي لقوات النظام المدعومة بالميليشيات المختلفة في ريف السويداء ودمشق المتاخم لها أكدت بدورها أن جميع المناطق التي تقدمت إليها تلك الميليشيات كانت خاضعة لسيطرتها منذ طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها قبل نحو أربعة أشهر، وحذرت من إعطاء النظام فرصة كبيرة للاستفراد بالمناطق واحدة تلو الأخرى ودعت الفصائل المشاركة في جنيف إلى رفض أي هدنة ما لم تكن شاملة لجميع المناطق السورية.

وهذا التخوف تعتبره العديد من فصائل المنطقة الجنوبية وكذلك سكان المناطق الخاضعة للهدنة تخوفاً مشروعاً ومنطقياً يجب العمل على أخذه بعين الاعتبار، فتقدم تلك الميليشيات بحسب العديد منهم يعتبر محاولة مكشوفة منها لاستغلال وقف إطلاق النار الحاصل في درعا والقنيطرة باتجاه قضم مزيد من الأراضي باتجاه مناطق سيطرة الجيش الحر على الحدود الأردنية وكذلك باتجاه قاعدتي التنف والزكف العسكريتين اللتين تتواجد فيهما قوات "مغاوير الثورة" المدعومة من التحالف الدولي، وقد تؤدي هذه العمليات في حال تواصلها إلى إضعاف موقف فصائل الجيش الحر في المنطقة المهمة التي تشكل عمقاً لأي محاولات تقدم باتجاه البوكمال ودير الزور من قبل جميع الأطراف.

انسحاب ميليشيات النظام

من ناحية أخرى رصد ناشطون ميدانيون تحركات عسكرية كبيرة من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في مدينة درعا باتجاه الشمال عبر مدينة خربة غزالة نحو جهة لم تحدد بعد، وتضمنت تلك التحركات نقل حوالي 80 آلية مختلفة بين دبابات وعربات ناقلة للجنود وراجمات صواريخ وغيرها، وتعتقد بعض المصادر الميدانية أن تلك القوات قد تكون هي ذاتها التي أرسلت كتعزيزات بهدف السيطرة على مدينة درعا من الفرقة الرابعة وغيرها لكنها فشلت في مهمتها بعد عدة محاولات.

وفي ذات الإطار رصدت حركة مشابهة لانسحاب عدد من الآليات من مدينة البعث وخان أرنبة في القنيطرة باتجاه أوتوستراد السلام ورجحت بعض المصادر في المنطقة أن تكون تلك القوات هي عبارة عن تعزيزات قدمت من الفرقة السابعة خلال المعركة الأخيرة.
فيما يقول البعض أن هذه التحركات المتزامنة في درعا والقنيطرة تتضمن انسحاباً للميليشيات الإيرانية وميليشيا "حزب الله" اللبناني من المناطق الخاضعة لاتفاق الهدنة المعلن قبل نحو ثلاثة أيام بين روسيا والأردن والولايات المتحدة الأمريكية.

"قاعدة عسكرية روسية"

وعلى صعيد التطورات الميدانية خلال الهدنة التي بدأت يومها الثالث فقد ترافق إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تشكيل مركز مشترك روسي أمريكي أردني مركزه عمان لمتابعة الهدنة ومراقبتها مع كشف عدد من الناشطين في ريف درعا الشمالي عن إنشاء الروس لقاعدة عسكرية في بلدة موثبين بريف درعا الشمالي الهدف منها الاجتماع الدوري والتنسيق مع قيادات النظام المسؤولة عن قطعات النظام العسكرية وكذلك القيادات الإيرانية المتواجدة فيها والتي تلعب دوراً محوريا في اتخاذ القرارات.

وسجل في ذات الإطار مكتب توثيق الخروقات المُحدَث من قبل ناشطين لمتابعة الخروقات المرتكبة من قبل قوات النظام جنوب غرب سوريا نحو أكثر من 20 خرقاً خلال الفترة المنقضية من عمر الهدنة في دلالة على عدم الالتزام الكلي من قبل النظام بالهدنة المعلنة، وتشير تلك الخروقات بشكل واضح إلى عدم الرضا الإيراني عن الهدنة والتي عكستها تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الذي أكد أن بلاده غير ملزمة فيها كونها ليست طرفا ضامنا وقد تقبل بها في حال تعميمها على الأراضي السورية ودعم تفاهمات أستانا.




المصدر