غرفٌ علنيةٌ للدعارة في السكن الجامعي بحلب والإدارة خارج التغطية
12 يوليو، 2017
زياد عدوان: المصدر
في غرف السكن الجامعي التابع لجامعة حلب تتعالى أصوات الموسيقى ليلاً ممزوجة بالرقص واحتساء المشروبات الروحية التي يتم إدخالها إلى غرف بعض الطلاب والطالبات الذين قدموا من محافظات طرطوس واللاذقية ودمشق في السكن الجامعي في وضح النهار.
ولم يعد غريباً أن تمارس الدعارة في تلك الغرف وبشكل علني وعلى عينك يا تاجر بعدما كانت مخفية ومعظمها يتم بالخفاء خوفاً من فصل الطلاب والطالبات من جامعة حلب، وذلك بسبب تجاهل عناصر أمن السكن لتلك التصرفات بشكل كامل مقابل عدم الخوض في غمار السياسة والأحاديث التي تمس بهيبة الدولة الأمر الذي جعل الطلاب والطالبات يهتمون بتلك الممارسات المنافية للأخلاق، حيث تحظى العشرات من غرف التي يتقاسم السكن فيها فتيات قدمن من محافظات طرطوس واللاذقية على وجه التحديد، بالخصوصية التامة بعيداً عن مضايقات عناصر أمن السكن الجامعي للطلاب والطالبات الذين يرتادون تلك الغرف التي يتم فيها ممارسة الدعارة.
وكشف عن تلك الغرف عبر السهرات الودية والتي تبدأ بالغناء والرقص وتناول المشروبات الروحية وتنتهي غالب تلك السهرات بقيام الطلاب والطالبات بممارسة الدعارة، وبالرغم من تقديم عشرات البلاغات والشكاوى لإدارة جامعة حلب من قبل بعض الطلاب الملتزمين دينيا وأخلاقية، إلا أن المشكلة لم تعالج بل ازادت مؤخراً وبشكل كبير من انتشار عشرات الغرف في جميع الوحدات السكنية التابعة للسكن الجامعي.
وقد تلقت إدارة الجامعة بلاغات عن السهرات أثناء حدوثها وعن الممارسات التي تتم إلا أن إدارة الجامعة لم تكن تولي أهمية كبيرة وذلك بسبب أن ما يحدث يصب في صالحها من أجل إشغال الطلاب والطالبات عن السياسة أو عن إحداث أعمال شغب وتظاهر في جامعة حلب وفي حرمها الذي شهد تظاهرات قام عناصر الشبيحة بقمعها، وقد سهل تجاهل الإدارة لتلك الأمور بأنها ازادت أعداد السهرات لتصبح بشكل يومي وفي أكثر من غرفة وتبدأ تلك السهرات بتبادل الأحاديث والرقص واحتساء المشروبات الروحية وتنتهي معظم تلك السهرات بقيام الطلاب بممارسة الدعارة، وقد تستغرق السهرة الواحدة أربعة ساعات وتتجاوز تكلفتها 50 ألف ليرة.
في الثاني والعشرين من شهر أيار الماضي نشبت مشادة كلامية بين طلاب في الوحدة الرابعة عشر، وفي التفاصيل التي حصلت عليها “المصدر” من أحد الطلاب المقيمين في تلك الوحدة، فإنّ أربعة طلاب من كلية الهندسة لذهبوا إلى إحدى الغرف التي تقام فيها سهرة وقد تسبب ارتفاع أصوات الموسيقى بالإزعاج للكثيرين من الطلاب والطالبات وخصوصاً أن معظم القاطنين في تلك الوحدة كانوا نائمين، وبعد وصول الطلاب الأربعة نشبت مشادات كلامية وعراك بالأيدي، وتفاجأ الطلاب الأربعة بوجود مشروبات روحية وإحدى الطالبات متعرية وهي مخمورة و بوضع مخلٍّ بالأدب، ونتيجة المشاجرة وصل عناصر من أمن السكن وطلبوا من الطلاب الأربعة العودة إلى غرفتهم وإلا سوف يتم اعتقالهم بتهمة الاعتداء على طلاب الغرفة التي كانت تحتفل والتعدي على حرية الآخرين وبأن المشروبات الروحية هي أمر شخصي ولا يجوز لأحد أن يجبر الآخرين عن الامتناع عنها، كما طلبوا منهم تقديم الاعتذار لطلاب الغرفة التي تعرضت للإزعاج.
وبعدما كانت تلك الغرف مخفية انتشرت وبكثرة خصوصا عقب إعلان ميليشيات النظام سيطرتها على كامل مدينة حلب، حيث أصبحت الطالبات اللواتي قدمن من محافظات طرطوس واللاذقية بالترويج العلني لممارسة تلك التصرفات اللاأخلاقية في باحات حرم الجامعة والسكن الجامعي، ولوحظت تلك الممارسات من قبل القائمين على إدارة الجامعة غير أن التجاهل المتعمد والمقصود جعل الطلاب والطالبات يتباهون بارتكاب تلك الممارسات وبشكل علني، وخاصة من قبل الطالبات الوافدات من محافظتي طرطوس واللاذقية، وبالرغم من الإجراءات المتبعة والمشددة التي تتخذها إدارة الجامعة، إلا أن غرف الدعارة والمساكنة انتشرت بشكل كبير في السكن الجامعي وذلك نتيجة تلقي إدارة الجامعة تهديدات بإقالة أي مسؤول يقترب من هذا الملف في إشارة لانتشار تلك الغرف.
وبسبب أن العديد من الطلاب والطالبات لديهم واسطات أو دعم من قبل أحد الضباط أو المسؤولين في حكومة النظام يتم غض الطرف عن انتشار تلك الممارسات والغرف في السكن الجامعي ويقول “غياث حسين” وهو طالب في كلية الطب بجامعة حلب لـ “المصدر” إن “الطالبات اللواتي قدمن من محافظتي طرطوس واللاذقية يبحثن باستمرار عن إقامة علاقات غير شرعية وتتضمن ممارسة للجنس بشكل يومي، وقد سمعنا من أكثر من طالبة بأن الشبان في تلك المحافظتين انقرضوا بسبب مقتلهم بسبب المعارك التي مازال يدفع ثمنها الأكبر شبان المحافظتين، لذلك تلك الطالبات لا يهمهم الدارسة أو الحصول على الشهادات الجامعية وذلك أنهم يستطيعون شراء أي شهادة مقابل المبلغ الذي يطلب منهن، وأقصى ما يهمهم هو ممارسة الدعارة في السكن الجامعي الذي يتواجد فيه المئات من الشبان الذين لم يلقوا حتفهم حتى الآن”.
وشهد السكن الجامعي التابع لجامعة حلب عشرات الفضائح التي نشرت قبيل اندلاع الثورة السورية بعدة أعوام وذلك بسبب انتشار ما يسمى المساكنة بين الشبان والبنات وقد نشرت العديد من المقاطع المصورة والتي أظهرت طلاب جامعة حلب وهم يقومون بأفعال منافية للحشمة والأخلاق ولكن كان دور الإعلام ضعيفاً ومحصوراً بيد سلطات النظام، حيث أن ملاحقة تلك المواضيع إعلاميا كانت تتطلب الجرأة ولكن الصحف والمجلات الصادرة في سوريا كانت تدار من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام وقد أولى حافظ الأسد من خلال تكليف أشخاص سجلهم حافل بالجرائم بمتابعة الإعلام على أن يقتصر على إظهار دور سوريا المقاومة و الممانعة لإسرائيل واغفال العديد من الجوانب الحياتية بما فيها تلك الأمور والممارسات اللاأخلاقية.
وتحتضن جامعة حلب نحو 19 ألف طالب وطالبة في عشرين وحدة سكنية موزعة على محيط الجامعة وصولا إلى كلية العمارة، كما ان بعض تلك الوحدات السكنية يقطنها مدنيون نازحون من الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]