‘موقع روداو: كيف سيؤثر اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي-الروسي على أكراد سورية؟’

12 يوليو، 2017

محمد شمدين

الصورة: قوات (وحدات حماية الشعب) الكردية في شمال سورية. دليل سليمان/ الوكالة الفرنسية

في الاجتماع الأخير في هامبورغ، بين الرئيسَين الأميركي ترامب والروسي بوتين، أُعلِن عن تفاهم وإطار عملي لوقف إطلاق النار في سورية. وليس هذا أولَ إعلان لوقف إطلاق النار في سورية، دون أن يطبق أي منها، ولكنه أول مفاوضات على هذا المستوى.

كانت (وحدات الحماية الشعبية/ YPG) الوحدة العسكرية الأكثر نجاحًا في القتال في سورية، والآن تُقدّم لها المساعدة من مستشارين من القوات الخاصة الأميركية، فضلًا عن تزويدها، في بعض الحالات، بتغطية جوية من الولايات المتحدة. وقدّمت روسيا الدعمَ الكامل للحكومة السورية.

مع سقوط المعقل القوي لـ (داعش) في الموصل في العراق، والسقوط المحتمل في المدى القريب للرقة عاصمة (داعش) في سورية؛ فإن السؤال الملحّ هو ما نهاية وقف إطلاق النار؟ (داعش) هو العدو المشترك لكل من الولايات المتحدة وروسيا، ووقف إطلاق النار الذي يسمح للجانبين بحرية بمهاجمة (داعش)، من شأنه أن يقصر من الجدول الزمني لتدميره نهائيًا. ثم ماذا بعد!

لا تسمح العقيدة العسكرية الروسية بوقف لإطلاق النار على المدى الطويل؛ فالدفاع هو وقف مؤقت لاستئناف الهجوم. بمجرد هزيمة (داعش) بوصفها قوةً عسكريةً، ماذا ستفعل كل من الولايات المتحدة وروسيا؟ لا يتوقع أن ينتهي (داعش)، سيعود إلى بداياته منظمةً إرهابيةً تقوم بعمليات كر وفر. فهل سيكون لدى الولايات المتحدة أي سبب للبقاء في سورية، وهل سيكون لدى الروس أي سبب لتعهد بوقف إطلاق النار؟ وأي حل نهاية بالنسبة إلى وضع الأكراد في سورية لا بدّ أن يتم قبل حدوث هذا الأمر. فمن غير المرجح أن يُسمح للأكراد بالاحتفاظ بكل الأراضي التي كسبوها، ولكن كيف ستكون الحدود؟ وإن انتصر أكراد العراق في نيل الاستقلال؛ فما هو التأثير الذي سيحدث في سورية؟

عارض الروس أي شكل من أشكال تغيير النظام، وسوف يدعمون الأسد، ويصرون على بقاء سورية كما كانت قبل التمرد (الثورة). إن وقف إطلاق النار في هذه الحالة هو في الواقع مؤقت، وسوف تستأنف كل من سورية وروسيا الهجومَ ضد الجيش السوري الحر/ FSA وكذلك ضد (وحدات الحماية الشعبية/ YPG) إذا ما أصرت الأخيرة على الاحتفاظ بالأرض أو الاستقلال الذاتي الكامل. وسيكون حينذاك لتركيا القدرة على مواصلة حربها ضد الأكراد.

إلا أن وقف إطلاق النار نفسه يتركز في الجنوب، على طول الحدود السورية مع الأردن و(إسرائيل)، وهذا في الواقع يترك القسم الكردي في حاله، وإن أثر وقف إطلاق النار الذي تدعمه الأردن و(إسرائيل) مهم للأكراد، ذلك أن كلا البلدين يدعم بأشكال مختلفة الأكرادَ. إن نجاح وقف إطلاق النار سيكون له تداعيات على المنطقة وسوف يمكّن الأكراد من التعامل مع كل من دمشق وأنقرة. من الأمور الأساسية في هذا الصدد، وجودُ القوات الأميركية وقوات من الاتحاد الأوروبي، وبغض النظر عن الأيديولوجية السياسية، فإن الاستقرار في المنطقة له أهمية قصوى بالنسبة إلى الجهات الإقليمية الفاعلة، وكذلك بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأوروبا. الأمن، في جميع أنحاء العالم، يعتمد على استقرار الشرق الأوسط، والأكراد هم حلقة الوصل المركزية، إذا كانوا يرغبون في قبول هذا الدور.

لقد قاتل الأكراد وانتصروا في كثير من هذه المعارك، ولكنهم الآن يعتمدون على قبول روسيا بوقف لإطلاق النار طويل الأمد، وأيضًا على رغبة الولايات المتحدة في البقاء في سورية واستمرارها في المساعدة لهم. الجديد هو الأردن، وهي الآن في وضع يسمح لها بالعمل كحارس للسلام، إذا سُمح لها ذلك. وسيعتمد هذا كله على رغبة روسيا في قبول سورية جديدة، أصغر ولكن أكثر استقرارًا. هناك بالطبع تركيا وإيران، ولكن يجب التعامل معهما بشكل منفصل، في أي حال.

العنوان الأصلي
How Will the US/Russian Ceasefire Affect the Syrian Kurds?

الكاتب
باول ديفس

الرابط
http://www.rudaw.net/english/analysis/11072017

المصدر وتاريخ النشر
موقع روداو، 11/7

المترجم
محمد شمدين

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]