1150 طبيباً خارج نقابة الأطباء وبعضهم يؤكد: ما عاد تفرق


حذيفة العبد: المصدر

قال نقيب الأطباء في حكومة النظام عبد القادر حسن إن نقابته فصلت نحو 1150 طبيباً منضمين إليها بداعي تعامل قسم منهم مع كتائب الثوار، وخروج القسم الآخر من البلاد بطريقة غير نظامية.

وأشار نقيب الأطباء في لصحيفة الوطن الموالية للنظام أن 150 طبيباً فُصلوا من النقابة نتيجة “تعاملهم مع المسلحين ومخالفتهم للأنظمة والقوانين النقابية”، إضافةً إلى “فصل أكثر من ألف طبيب هاجر بطرق غير نظامية ولم يسددوا رسوم النقابة.”

ولفت أيضاً إلى مغادرة نحو خمسة آلاف طبيب للبلاد بطريقةٍ نظامية، مبرراً أن معظمهم سافروا لإكمال تحصيلهم العلمي، ومتجاهلاً في الوقت نفسه الأوضاع الأمنية التي أجبرت ملايين السوريين بمن فيهم الأطباء على مغادرة البلاد.

“الرسوم تصل والنقيب يكذب”

والتقت “المصدر” في تركيا أحد الأطباء المفصولين من النقابة مؤخراً، وقال إنه حاول حتى الرمق الأخير أن يحافظ على مقعده في النقابة من خلال إرسال رسوم الاشتراك السنوية، آملاً العودة إلى صفوف هذا التنظيم النقابي الذي يجب أن يكون بعيداً عن السياسة ويدافع عن حقوقهم، مستدركاً في الوقت نفسه أنّ النقابة حاربتهم بكلّ الوسائل لتنتهي مؤخراً بفصلهم من صفوفها بداعي عدم دفع الرسوم، رغم أنه كان يدفع الرسم سنوياً، مكذباً ادعاءات رأس هرم نقابة الأطباء.

وكان الطبيب عبد الحكيم لافي، الذي التقيناه في تركيا غادر قبل عامين مدينته حمص عقب اعتقاله من قبل الأمن العسكري من مناطق سيطرة النظام في حي المحطة جنوبي المدينة، وقال إنه يجهل حتى الآن سبب اعتقاله مشيراً إلى صنوف التعذيب التي ذاقها ليعترف بأي شيءٍ يُطلب منه، لتنتهي مأساته عندما قال للمحقق “لم أشارك مطلقاً في أي عملٍ ضد النظام ولكن ما ترغبون به سأعترف به، فقط خلصوني من هذا العذاب أو اقتلوني”، لتكون هذه الكلمات سبباً في الإفراج عنه كما يعتقد.

10 آلاف طبيب فُصلوا سابقاً

وكانت النقابة أعلنت قبل عامين عن شطب قيود 10 آلاف طبيب من المنتسبين اليها، عقب سفرهم خارج القطر، إضافة إلى إغلاق عشرات العيادات الخاصة في البلاد، بحسب ما نقلته مصادر موالية للنظام على لسان النقيب حسن.

وأكدت حينها مصادر مطلعة لـ “المصدر” أن عملية فصل الأطباء من نقابتهم التي يديرها أطباء متعاملون مع أجهزة المخابرات كانت بصبغة أمنية بحتة، حيث أن معظم الأطباء المفصولين من النقابة هم من المعارضين لنظام الحكم في سوريا، وغادروا البلاد نتيجة الملاحقات الأمنية.

وأفاد أحد الأطباء المفصولين من النقابة في حديث مع “المصدر” أنه لم يغادر البلاد يوماً، إلا أن الملاحقات الأمنية التي لاحقته في مكان عمله السابق في مستشفى “تشرين” العسكري بدمشق، أجبرته على ترك عمله والانتقال للعمل في المجال الطبي في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار شمال البلاد، ما يؤكد أن تذرّع النقابة بمغادرة البلاد هي دعاية إعلانية لا أكثر، على حد قوله.

“ما عاد تفرق”

وحول وقع هذا القرار عليهم، أكد أنه شخصياً قطع جميع علاقاته مع الجهات الحكومية مع النظام، وأن اسمه مدرج على جميع الحواجز الأمنية، لذلك لن يشكل الموضوع أي فرق بالنسبة له سواء كان له قيود في نقابة الأطباء من عدمها، مؤكداً أن هذه الحالة تنسحب على خمسة عشر طبيباً يعملون في ذات المستشفى الميداني في ريف إدلب الجنوبي.

وأضاف الطبيب الذي رفض ذكر اسمه، أن النقابة كانت أجبرت الأطباء في وقت لاحق على الحصول على موافقة أمنية للسماح لهم بالسفر خارج البلاد، ولهذه الموافقة إجراءات معقدة، مؤكداً أن من استطاعوا الحصول عليها هم من الأطباء الموالين للنظام حصراً، ولهم ارتباطات أمنية مكنتهم من تسيير معاملة السفر بسهولة.





المصدر