المعارك على أشدها في البادية السورية والثوار يؤكدون استمرارهم في القتال
13 يوليو، 2017
محمد كساح: المصدر
يقاوم ثوار البادية السورية أكبر حملةٍ تديرها عدة جهاتٍ عسكرية، بغية فرض السيطرة على مواقع واسعة واستراتيجية في المنطقة، حيث تؤكد فصائل الثوار إن لكل جهةٍ مصالح محددةٌ في المنطقة الحدودية مع العراق والأردن.
وصرح “سعد الحاج” مدير المكتب الإعلامي لـ “جيش أسود الشرقية” لـ (المصدر) قائلاً: “إن المعارك بدأت فجر الإثنين من محوري ريف السويداء الشرقي وريف دمشق الشرقي”.
وشنت قوات النظام وميليشيات إيرانية بدعم جوي روسي هجماتها على مناطق القصر وتل أصفر وأشيهب والساقية في ريف السويداء، لتتمكن من فرض السيطرة على هذه المواقع بعد معارك شرسة.
وفي محور ريف دمشق، كان انطلاق الهجمات من مزرعة الإماراتي باتجاه عمق البادية إلى تل مكحول وسيس وسد ريشة التي وقعت تحت سيطرة قوات النظام والميليشيات الشيعية.
وقال “الحاج” إنهم تمكنوا بعد معارك طاحنة من استعادة السيطرة على منطقة أم رمم شمال غرب محروثة، بالقرب من تل مكحول.
وأشار إلى أن الثوار دمروا أكثر من أربع دبابات خلال المواجهات، إضافة لإسقاط طائرتين وتدمير تركس مجنزر وقتل أكثر من 50 عنصراً وتدمير رتل آليات نقل بالكامل.
* قاعدة “التنف”
المعارك الدائرة في البادية تعتبر الأعنف على الإطلاق، سواء بحجم القوات والآليات المشاركة في القتال، أو الدعم الجوي الروسي المكثف.
ويقدم الروس إضافة للدعم الجوي المكثف مستشارين وغرفة عمليات في محطة “سانا” الحرارية التي أصبحت ثكنة عسكرية.
ويحاول النظام إبعاد الجيش الحر عن المناطق القريبة من مواقعه في البادية، والتي تشكل خطراً عليه خصوصاً بعد سلسلة الهجمات والعمليات على مطاراته كمطار (بلي العسكري، وخلخلة، والسين، وضمير).
ولفت مدير المكتب الإعلامي لـ “جيش أسود الشرقية” إلى أن النظام يسعى للسيطرة على أكبر قدر من الأرض، وخصوصاً أن البادية السورية موقع استراتيجي لوقوعها كعقدة وصل بين ثلاث دول هي العراق والأردن وسوريا، بالإضافة إلى مصالح إيران باستكمال مشروع الهلال الشيعي.
ومع التقدم الأخير لقواته في البادية، أصبح النظام قريباً من معسكر التنف الذي يعتبر قاعدة لكتائب الثوار وقوات التحالف الدولي. وتعتبر قاعدة التنف موقعاً هاماً جداً نظراً لوقوعها في المثلث الحدودي الذي يصل بين الأراضي السورية والأردنية والعراقية.
وقال “سعيد سيف”، عضو المكتب الإعلامي لـ “قوات الشهيد أحمد العبدو”: “النظام يبعد عن التنف 60 كيلو متراً باتجاه الغرب، وهو يريد عزلنا في منطقة لا تتجاوز الـ 19 كيلو عن الحدود الأردنية، كما يسعى لعزل القلمون عن البادية”.
وأضاف “سيف” في تصريح لـ (المصدر)، أن من أهداف الحملة تأمين محيط جميع مطارات النظام والوصول لمسافة تؤدي إلى عدم قدرة مدفعية وراجمات الثوار على الوصول إلى مطارات (ضمير، خلخلة، الثعلة، وبلي).
* “الأرض لنا”
خلال الأسابيع الماضية أطلقت فصائل البادية معركة “الأرض لنا” التي تصدت لإحدى حملات النظام على المنطقة، ساهم فيها الروس بدعمهم الجوي، بينما يقاتل على الأرض الآلاف من عناصر المليشيات الطائفية الإيرانية والأفغانية والعراقية واللبنانية، بالإضافة لعناصر قوات النظام.
وكان من نتائج المعركة تعطيل شبه كلي لمطار “بلي” العسكري بريف السويداء الشرقي، وتدمير عدد من الطائرات المروحية فيه، واستهداف مطاري (خلخلة، والسين) ومعظم مواقع قوات النظام في منطقتي ريف دمشق وريف السويداء، وإسقاط طائرة وتدمير أخرى في مطار “السين”، وأسر ضباط وعناصر من النظام.
* استعدادات كبيرة
وتتواجد على أرض البادية ثلاثة فصائل تابعة للجيش الحر، ويختص “جيش مغاوير الثورة” بقتال تنظيم “داعش”، بينما يقول “جيش أسود الشرقية”، و”قوات الشهيد أحمد العبدو”، إن كل من يقف ضد الثور يعتبر هدفاً مشروعاً لهما.
وكان “سعد الحاج” مدير المكتب الإعلامي لـ “جيش أسود الشرقية” قال خلال حوار سابق مع (المصدر): “بالنسبة لنا نقاتل العديد من الأعداء: النظام وإيران وتنظيم داعش، هؤلاء بالنسبة لنا كلهم هدف مشروع”.
وحول التحضيرات التي تعمل عليها فصائل البادية لصد هجمات النظام، قال الحاج: “لدينا من العتاد ما يكفينا للاستمرار سنة في القتال”.
وأضاف “لدينا عزيمة لمقاتلة النظام بشكل مستمر، لأن هدفنا هو إسقاطه، وحتى لو توقف القتال فنحن مستمرون”.
من جانبه، قال “سعيد سيف” إن معنويات الثوار عالية، لكن ضعف الإمكانيات سبب العديد من المشاكل. وأضاف “نحن نحاول التعامل مع فورة النظام وإبقائه بعيداً عن المعسكرات، ولا زلنا في وضعية الدفاع ولا يخلو الأمر من استهداف عدة مواقع للنظام وتكبيده الخسائر”.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]