‘معاذ الخطيب: كرة التقسيم تتدحرج في سورية’
13 يوليو، 2017
عارف سالم
قال أحمد معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية: إن (الأمن مقابل التقسيم) أصبح واقعًا في سورية، وكرة التقسيم تتدحرج في سورية”، في إشارة إلى الهدنة في المنطقة الجنوبية. وأضاف، في حديث لـ (جيرون): إن “الأفكار عادة هي مقدمات النتائج، وثمّة أمرٌ خطير ازداد الحديث عنه عمليًّا، وهو ما يمكن أن أسميه: (الأمن مقابل التقسيم)، والأمور تتدحرج باتجاه هذا المصير، وعلى الرغم من أن الاتفاق السياسي شيء، والاعتراف القانوني شيء آخر، إلا أنه مقدمة له، ونحن نعلم أنه لم تمتد أيد أجنبية إلى التقسيم، في أي مكان في العالم، إلا كان وراءها دماء وحروب وتراكمات مقصودة؛ لذا فتفاهم مكونات أي مجتمع، على طريقة تعاملهم مع بعضهم، هو الأصلح للشعوب.
وفي شأن الأخبار المتواترة عن عزم أنقرة إدخال قوات إلى محافظة إدلب ومدينة عفرين التي تقطنها أغلبية كردية، قال الخطيب: إن” هناك إشكالًا يحصل في كل المنطقة، وهو تشابك المصالح أو تنافرها، وتريد تركيا حماية حدودها من أي تنظيم تراه إرهابيًا، كما أن الكرد يطالبون بأمور معينة، ولا تساعد الجغرافية الطرفين كثيرًا في هذا الموضوع، ولكن العامل الأخطر هو وجود مسلحين تكفيريين يزيدون الأمور تعقيدًا”.
قلّلَ الخطيب من شأن التهويل الذي لحق بورشة عمل حول الأقليات القومية في سورية، أقيمت في إسطنبول، وقال: إن “هذه الورشة مجرد أفكار ودردشات لا يُبنى عليها شيء، وقد حُمّلت ما هو أكبر منها، والإخوة الكرد ظُلِموا من قِبل النظام في عقود كثيرة، ولهم مطالب كثير منها مشروع، وأعرف كثيرًا من القيادات الكردية من كل التوجهات، وطالما تحدثنا عن أمرين: الأول أنهم يختلفون كثيرًا في ما بينهم؛ وهذا يؤدي إلى عدم فهم ماذا يريدون بالضبط، لأن هناك مجموعات وأحزاب تتعارض مع أجسام أخرى، والأمر الأكثر أهمية هو ما أؤمن به كخط في العمل السياسي، وهو الحقل المدني والسلمي، على الرغم من أن البعض يعارضني تمامًا في ذلك، ولكن أقول ما قلته لبعض الإخوة في أربيل يومًا: ما يؤخذ بالدم لا يمكن الحفاظ عليه إلا بالدم. بكل صراحة أقول: كفى المنطقة وشعوبها نزفًا للدماء، ويجب علينا التفكير بأساليب أخرى لنعيش معًا مع احترام حقوقنا جميعًا”.
وأشار الخطيب إلى أن “نظام الأسد لا يذهب إلا بالضغط الروسي”، وأن النظام وحلفاءه يكسبون الوقت، في حين “يستمتع بعض مفاوضي المعارضة باللقاءات الإعلامية”، لتخرج “مؤتمرات جنيف الأخيرة بفشل مدروس، والشعب السوري يدفع ثمن هذه اللعب السياسية”. ولفت إلى أن مخرجات جنيف1، سببت “صداعًا لا ينتهي للنظام، إذ إنها نصّت على إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة، تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية”.
ويلاحظ الخطيب أن “التعارض في المصالح الدولية والإقليمية، حال دون أن يخرج أستانا 5 بشيء إيجابي، فبعض الدول تشارك وبعضها يمتنع؛ وبالنتيجة فإن أستانا شكلت صدعًا كبيرًا، بسبب فصل المسار العسكري عن السياسي، ويخفت زخمها مع الوقت بسبب عدم التزام النظام وحلفائه ببنودها”.
وأضاف الخطيب لـ(جيرون) أن المعارضة السورية كانت تطالب على الدوام بـ “الحفاظ على سورية من التهدم والخراب، وتدعو إلى وقف سيول الدماء. كان هذا مطلبًا دائمًا نطرحه، لأننا كنا نحذَر ونحذّر من هذا المصير المأسوي الذي وصلنا إليه، وقد تعامل النظام مع كل المبادرات السلمية بتعالٍ وإهمال، وكذلك فعل بعض المعارضين الذي غرقوا في أوهام الوعود الدولية التي كانت عين السراب”.
[sociallocker] [/sociallocker]