5 أعوامٍ على مجزرةٍ تسببت بتجنيد عشرات الشبيحة والفاعل ما زال مجهولاً

13 يوليو، 2017

زيد المحمود: المصدر

ما يزال الغموض يلف ملابسات حادثة مقتل 16 عنصراً من ميليشيا “جيش التحرير الفلسطيني” في إدلب بعد خمس سنواتٍ على ارتكاب المجزرة بحقهم، إلا أن مقتلهم كان الشرارة الأولى لنجاح مساعي النظام لتجنيد مئات الفلسطينيين من مخيم النيرب شرقي حلب ليكونوا شبيحةً في صفوف لواء (القدس)، الفصيل الفلسطيني الذي يساند النظام في معاركه بحلب.

الحادثة وقعت في العاشر من تموز/يوليو من عام 2012، حين كان الحراك المسلح ضد النظام ما يزال هشاً، وكانت المجموعة المكونة من 16 عنصراً من “جيش التحرير الفلسطيني” متوجهة من مكان خدمتها في مقارّ الجيش قرب مدينة مصياف بريف حماة، إلى المخيم الذي يقطنوه في حلب، حيث يتوجب عليهم المرور بإدلب.

اخطفت مجموعة ما تزال مجهولة حتى الآن العناصر الستة عشر وقتلتهم جميعاً، الأمر الذي ساعد أتباع النظام في مخيم النيرب على ترويج رواية النظام بأن “المسلحين” (كتائب الثوار) هم من اختطف أبناءهم وقتلهم.

يقول أحد النازحين من أبناء بلدة النيرب إلى تركيا، والذي كان في حلب وقت الحادثة، إن العشرات من أبناء المخيم الفلسطيني وكردة فعلٍ على الحادثة تطوّعوا في الميلشيات الموالية، وبدأ هؤلاء يحشدون في صفوفهم شبان مخيمي حندرات والنيرب ليتشكل فيما بعد ميليشيا (لواء القدس) الذي ساند وما يزال يساند جيش النظام في معظم معاركه بحلب وريفها، ويمارس تشبيحه على أبناء هذه المخيمات بحكم السلطات التي تمنحها حكومة النظام لميليشياته.

وعن الجهة التي ارتكبت المجزرة عام 2012، لفتت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، إلى أن المعارضة نفت تنفيذها لهذه المجزرة منذ وقوعها، وبقيت خيوط الحادثة غامضة حتى آذار/مارس 2015 حين اقتحمت كتائب الثوار ممثلةً بـ (جيش الفتح) مدينة إدلب وفرضت سيطرتها على أفرع الأمن بما فيها فرع الأمن الجنائي.

عثر الثوار في الفرع المذكور على صور قالوا إنها لمجموعة من المعتقلين تمت تصفيتهم تحت التعذيب على يد عناصر الأمن، ومن بين صور المعتقلين وُجدت صوراً لجثتي المجندين الفلسطينيين “محمود أبو الليل” و “أنس كريم ” تبدو عليهما آثار التعذيب، بحسب المجموعة.

كما أظهرت الصور المنشورة غرف ووسائل التعذيب التي كان عناصر الأمن يستخدمونها، الأمر الذي اعتبرته المعارضة دليلاً على مسؤولية الأمن السوري في إدلب على مجزرة جيش التحرير الفلسطيني.

ونقلت المجموعة عن ناشطين ترجيحهم احتمال أن يكون النظام من أقدم على تصفيتهم بقصد معاقبة الفلسطينيين كلهم لعدم وقوفهم بجانبه في صد الثورة، أو بقصد خلق فتنة قوية تعصف بالثورة السوية، أو قتلهم النظام بقصد إلصاق التهمة بالجيش الحر ليكسب طرفاً محايداً له. فيما رجحت مصادر أخرى أن يكون الجيش الحر قتلهم لعلمه أن جيش التحرير الفلسطيني وقف بجانب النظام.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]