جنيف بنسخته السابعة ومربّعه الأول


مشعل العدوي

قبل يومين، انطلقت جولة جنيف التفاوضية بنسختها السابعة؛ ولم تُخرِجه من مربعه الأول، على الرغم من كل الليونة التي أبداها الفريق المعارض المفاوض، وعلى الرغم من أن المعارضة قد أكملت إنجاز كامل الملفات المتفق عليها مع فريق الوسيط الدولي ستيفان دي مستورا، وهي أربعة ملفات رئيسة: الانتقال السياسي، الإعلان الدستوري، الأمن ومكافحة الإرهاب، والملف الرابع وهو الانتخابات.

الجديد في هذه الجولة هو محاولة تشكيل فريق مفاوض واحد مؤلف من الهيئة العليا للمفاوضات، كمُكّون أساس ورئيس، وكلٍّ من منصتي القاهرة وموسكو، حيث عُقدت حتى اليوم ثلاثة اجتماعات بين الهيئة العليا والمنصتَين؛ نجم عن هذه الاجتماعات توافقٌ بين الهيئة العليا ومنصة القاهرة، بينما يبدو أن المسافة ما تزال بعيدةً بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات وبين منصة موسكو، لذلك اتفق الطرفان على أن يُكثّفوا اجتماعاتهم على المستويين السياسي والتقني، خلال الفترة القادمة وقبل انعقاد جنيف ثمانية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق، إذا أمكنهم ذلك.

على الصعيد السياسي، اجتمع الوسيط الدولي اجتماعَين مع وفد النظام، محاولًا دفعه تجاه التقدم خطوة، والدخول في نقاش الانتقال السياسي، بينما اجتمع مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات، ولم يجد ما يقوله للوفد سوى أن وفد النظام ليس جادًا في الدخول في مفاوضات الانتقال السياسي.

رحّب نصر الحريري، رئيس الوفد المفاوض، بأي تقارب بين أطراف المعارضة، وشدد في حديثه لـ (جيرون) على أن يكون هذا التقارب على أساس التوافق على مبادئ الثورة، وأولها رحيل الأسد.

وأفاد عضو الوفد المفاوض فاتح حسون بأن جولات جنيف هي تحضير وتهيئة لحل قادم من خارج جنيف، وقال إن غياب الهيئة عن جنيف سيكون قرارًا خاطئًا، وإن حضورها مهم.

من جهة ثانية، قال عبد الأحد صطيفو لـ (جيرون): إن هذا الشكل من المفاوضات “لن يُفضي، بأي حال من الأحوال، إلى أيّ حل، ولا أرى أفقًا لما يتم في جنيف اليوم”.

أما القاضي خالد شهاب الدين، عضو اللجنة الاستشارية، وأحد خبراء الإعلان الدستوري، فقد أفاد بأنه لا أفقَ للحل دون توافق روسي-أميركي، فالنظام -بحسب رأيه- “ليس جادًا في الدخول بأي شكل من أشكال التفاوض، وهو غيرُ مستعد حتى للنقاش من خلال اللجان التقنية”. أما بالنسبة إلى ضمّ منصتي القاهرة وموسكو إلى الهيئة العليا؛ فقال: إن ذلك “مُرحّب به في حال وافقت المنصتان على الثوابت الثورية التي نصت عليها وثائق مؤتمر الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض”.

المحصلة النهائية لهذه الجولة من مفاوضات جنيف يُعبّر عنها ما قاله المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا للوفد المفاوض المعارض، وهو: “إن مجمل ما نفعله في جنيف ما هو إلا إجراء مقاربات ممكنة بين وفد النظام ووفد المعارضة، وإعداد الوثائق اللازمة لسورية المستقبل، تحضيرًا لحلٍّ مُحتمل قد يأتي بشكل مفاجئ، وينجم عن توافق دولي لإنهاء المأساة في سورية”، وقد عوّل على اجتماع زعماء العالم المزمع عقده في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل لمناقشة مكافحة الإرهاب، وأعطى مثالًا على ذلك أفغانستان، وكيف بدأ الحل فيها خلال أيام، بعد توافق القوى الدولية على إنهاء الأزمة في ذلك البلد.




المصدر