“جيش التحرير الفلسطينيّ” يقاتل مع النظام في 15 موقعًا


غسان ناصر

أكد اللواء طارق الخضراء، رئيس هيئة أركان ما يُسمى “جيش التحرير الفلسطينيّ” في سورية، أنّ “جيش التحرير الفلسطينيّ” الذي يبلغ تعداده نحو ستة آلاف عنصر يقاتل في أكثر من 15 موقعًا في أنحاء البلاد، منهم 3000 منخرطون في المعارك، وسقط منهم 213 جنديًا، والإصابات ضعف الرقم الأخير.

تحدث “الخضراء”، في مقابلة مع جريدة (الوطن) التابعة لنظام الأسد، عن وقوف “جيش التحرير الفلسطينيّ” منذ “بداية الأحداث” إلى جانب جيش النظام، وعن مشاركته في حماية المنشآت، ومن ثمّ انخراطه في المعارك ضد “التنظيمات الإرهابية” (وفق تعبيره)، في العديد من المواقع في مختلف أنحاء البلاد.

وقال اللواء الخضراء: “أنا مَن طلب من وزير الدفاع ورئيس الأركان، في الأشهر الأولى للأحداث، وكان الجواب: علينا التريث، وعندما نحتاج سنطلب. وكررت الطلب بعد عدّة أشهر، حيث كانت الظروف مهيئة لضرورة المساندة والمشاركة والمساعدة، فكانت رغبة القيادة في أن يتولى جيش التحرير حماية المنشات الوطنية، وكان لنا دور في التصدي لعدة محاولات لتخريب تلك المنشآت”. وأوضح أنّ دور جيش التحرير في ميدان القتال “بدأ بشكل دفاعي عن المنشآت، ومع تصاعد محاولات الاعتداء، بدأنا نتصدى لهم عن بعد، وبدأنا نشارك الجيشَ العربيّ السوريّ في الانتقال إلى أعمال هجوميّة وأعمال اقتحامات، في مختلف المناطق، منها ريف السويداء الشمالي ومنطقة مطار خلخلة، وتم صد الهجوم في تلك المنطقة ومنع الإرهابيين من الوصول إلى مطار خلخلة، وكبدناهم خسائر فادحة”.

وذكر الخضراء أنّ “جيش التحرير الفلسطينيّ” -وهو يتبع نظريًا إلى منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وعمليًا لقيادة أركان الجيش السوريّ- “قاتل إلى جانب الجيش العربيّ السوريّ في ريف درعا الشمالي ومنطقة دير علي والشيخ مسكين التي تمّ تحريرها من الإرهابيين، وأيضًا في غوطة دمشق الشرقيّة إضافة إلى غوطة دمشق الغربيّة وخصوصًا المعضيمة وداريا وخان الشيح التي تمّ تحريرها، وكذلك في معارك وادي بردى وأحياء القابون وبرزة وتشرين التي تمّ تحريرها أيضًا، وكذلك في معارك جوبر وعين ترما والبادية المستمرة حاليًا، وتم تحرير مساحات شاسعة منها”، مشيرًا إلى أنّ “جيش التحرير يتولى -حاليًا- حمايةَ خان الشيح وتنظيم الأمور فيها”.

وبشأن حل أزمة مخيّم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، وقد راجت أخبار مؤخرًا عن قرب التوصل إلى حل لها، بموجب اتفاق عبر وسطاء تمّ بين النظام وتنظيم (داعش) على خروج الأخير إلى معقله في شمال وشرق البلاد، بالترافق مع خروج عناصر (هيئة تحرير الشام) إلى إدلب، بموجب اتفاق البلدات الأربع، قال اللواء الخضراء: “منذ أكثر من سنتين، موضوع التسويات جار، ولكنها فشلت، وما تزال الأمور حتى الآن تسير في هذا المنحى، وهي عبارة عن أفكار تسويةٍ تفشل في آخر لحظة، ومن ثمّ تعود مجددًا”. وتابع قوله: إنّ “اتفاق مخيّم اليرموك قراره سياسي، فمنذ البداية كان يمكن اقتحامه، ولكن لرمزيّة المخيّم كان رأي القيادة السوريّة ألا يحدث دمار كبير فيه، وبالتالي تريثت القيادة باتخاذ قرار حازم هناك، وأرجأت حل أزمته إلى توقيت مناسب”. ولفت إلى أنّه “عندما تستنفد القيادة السوريّة الفرصَ لحل سياسيّ، ولا يبقى مناص من الحل العسكريّ؛ فسيكون الحل العسكريّ. والحل الأخير ليس صعبًا، ولكنه سيخلف دمارًا وخرابًا”.

وعمّا إن كان طُرح على جيش التحرير الفلسطينيّ القيام بدور كبير في مخيّم اليرموك بعد انتهاء أزمته، قال الخضراء: “حتى الآن لم يُطرح علينا أيّ شيء”، مشيرًا إلى أنّ لجيش التحرير مجموعة متمركز على مدخل المخيّم الشماليّ، وتقدّم الدعم للوحدات المدافعة عن المخيّم، وقد ردعوا عدّة محاولات لاختراق المنطقة هناك من قبل المسلحين”.

في مقابلته المطولة مع جريدة (الوطن) التي نشرت، الأربعاء (12 الجاري)، لفت الخضراء إلى أنّ الاتفاق الأميركيّ الروسيّ حول موضوع تخفيض التوتر في الجنوب، “لم يتوضح بعد، وما يزال الغموض يكتنفه”.

رفض وانشقاقات واعتقالات وإعدامات

تنظرُ منظّمات حقوقيّة وإعلاميّة فلسطينيّة، في الداخل السوريّ وخارجه، إلى تصريحات الخضراء باستياء شديد، وقد ذكرت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيّي سورية”، في وقت سابق، وجود حالة من السخط بين اللاجئين الفلسطينيّين، في المخيّمات والتجمعات الفلسطينيّة في سورية وخارجها، بعد سقوط ضحايا جدد بين الشبان الفلسطينيّين من عناصر “جيش التحرير الفلسطينيّ” في المحرقة السوريّة.

ووثّقت “المجموعة” مؤخرًا، أسماء 202 ضحية من “جيش التحرير الفلسطينيّ”، خلال سنوات الحراك، بينهم عشرات المجنّدين قضوا في قتال النظام السوريّ وتحت التعذيب في سجونه.

كما يستنكر أهالي المجنّدين الفلسطينيّين الزجّ بأبنائهم في المعارك التي يخوضها النظام على العديد من الجبهات، مستخدمًا غالبًا وسائل الإكراه.
ويقول ناشطون فلسطينيّون: “منذ السنة الثانية للثورة السوريّة، زاد الضغط على ضباط وأفراد جيش التحرير الفلسطينيّ، بغية زجّهم في معارك النظام؛ ما تسبب في حدوث انشقاقات واعتقالات وإعدامات في صفوفهم، كما طالت عمليّات اغتيال العديدَ من الضباط، في الفترة الأولى من الحراك الثوريّ، بهدف منع تشكّل أيّ تمرّد داخل صفوف جيش التحرير، على سياسات النظام في توريط الجيش في معركته ضد الشعب السوريّ”.

وكان العقيدان قحطان طباشة وخالد الحسن قد انشقّا، مع عناصرهما، بعد هجوم النظام على مخيّمي درعا واليرموك، وقاما بتشكيل “جيش التحرير الفلسطينيّ الحرّ”. يذكر، في هذا الصدد، أن اللواء طارق الخضراء من مواليد مدينة صفد الفلسطينيّة، ويحمل شهادة البكالوريوس في الآداب (قسم التاريخ)، من جامعة دمشق عام 1974. وأنّ “جيش التحرير الفلسطينيّ” يتكون من ثلاثة ألويّة مشاة وصاعقة، وهي “قوّات حطين” ومقرّها في قطنا قرب دمشق، و”قوّات أجنادين” ومقرّها في جبل الشيخ على الحدود مع فلسطين المحتلة، و”قوّات القادسيّة” وتتمركز قرب محافظة السويداء جنوبيّ البلاد، إضافة إلى بعض الكتائب المستقلّة المساندة. ويُعدّ “جيش التحرير الفلسطيني” أحدَ ألويّة جيش النظام السوريّ، ويختصّ بتجنيد الشبان الفلسطينين في صفوفه إجباريًّا، والزجّ بهم في محاور القتال إلى جانب جيش النظام، على الجبهات الملتهبة البعيدة عن مخيّمات اللجوء الفلسطينيّ في سورية، ويتعرّض كلّ من يتخلّف عن الالتحاق بالخدمة الإلزاميّة للملاحقة والسجن؛ الأمر الذي دفع الآلاف من الشبان للهجرة خارج سورية.




المصدر