“حزب الله” يدفع اللاجئين السوريين إلى الجلاد


أحمد مظهر سعدو

يبدو أن “حزب الله” ومن معه من أدوات أمنية وعسكرية لبنانية، يدفع بقضية اللاجئين السوريين في لبنان إلى حافة الانفجار، عبر تهجير السوريين إلى الشمال اللبناني، ثم إرغامهم على العودة لوطن مُستلب، ليتلقفهم الجلاد.

ويرى المعارض السوري عبد الباسط حمودة أن “حزب الله” يتلطى وراء الجيش اللبناني، وحذّر من أن خطط الحزب تنطلي على كثير من اللبنانيين، وقال لـ (جيرون): “ما جرى وسيجري في لبنان للسوريين هو بفعل فاعل، الهدف منه دفع الكثيرين إلى العودة لمناطق تهجيرهم المحاذية للبنان، وكلها تشرب من كف نظام الأسد وإيران، ومعهما حسن نصر الله الذي يتلطى خلف الجيش اللبناني، وهو أمر لا يغير من حقيقة الأمر شيئًا، وأي عودة قسرية للسوريين إلى مناطق النظام تخالف القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين”.

وأضاف حمودة: “حين يفشل المُخططون للتهجير، يلجؤون لنهج تفجير الوضع بلبنان؛ ولنا في اختلاق أسباب التدخل الأخيرة في عرسال خير دليل، إذ رتب “حزب الله” المفخخات والتفجيرات، وعلى الرغم من أنها انفجرت وسط السوريين وآذتهم، إلا أن خطة الحزب انطلت على كثير من اللبنانيين، ومع هذا فعلينا الانتباه لضرورة الفصل بين أحرار لبنان، وأتباع حزب إيران بلبنان”.

من جهة ثانية، قال أحمد العسراوي، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، لـ (جيرون): “عندما نتكلم عن احتراق ثلاثة مخيمات للمهجّرين السوريين على الأراضي اللبنانية بتواقيت متلاحقة، دون المعرفة الدقيقة للفاعلين المجرمين، واستباقها بحصار الجيش اللبناني لمخيمات أهالي القلمون السوري بالقرب من منطقة عرسال، لا يمكننا إلا الإشارة إلى تأثيرات الصراع الداخلي اللبناني ودور القوى المؤيدة للنظام السوري في لبنان، مثل (حزب الله) ومن يؤيد موقفه في تأجيج هذه الحملة ضد تواجد المهجّرين السوريين على الأرض اللبنانية”.

وأشار العسراوي إلى “الطريقة التي عامل بها الشعبُ السوري -وليس النظام- الإخوةَ اللبنانيين، خلال حرب تموز عام 2006، يومَ فُتحت لهم القلوب قبل البيوت، وليس الخيم القماشية أو البلاستيكية، فمن حق المهجّرين السوريين حمايتهم، وليس إعادتهم قسرًا إلى مناطق سكناهم غير الآمنة”.

في السياق ذاته، قال محمد النعسان، رئيس التجمع الشعبي في الغوطة الشرقية، لـ (جيرون) “تتواصل الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري دون انقطاع منذ ست سنوات، وآخرها الجريمة المرتكبة بحق اللاجئين السوريين العزل في مخيم عرسال، والهاربين من بطش البراميل المتفجرة وإرهاب الدولة المنظم في بلدهم سورية. وتأتي هذه الجريمة الكبيرة من اعتقال وقتل تحت العذيب التي قام بها ظاهريًا الجيش اللبناني ووراءه (حزب الله) الإرهابي، ضمن سياق حملة ممنهجة متواصلة منذ أشهر، لزرع الكراهية والفتنة ضد السوريين، تحت ذرائع المزاحمة على فرص العمل، والإرهاب وغيرها، ولا تبتعد هذه الجريمة عن استغلال الظرف العالمي لمحاربة الإرهاب، لتصفية الحسابات الإقليمية ذات البعد الطائفي الذي تُغذّيه إيران، رأس محور الإرهاب والطائفية في الإقليم. وقد ﻻ تخرج عن حقد يعمل عليه اللاشعور الجمعي لبعض اللبنانيين للانتقام من السوريين، نتيجة الحقبة الدموية الأسدية التي عاثت فسادًا وقتلًا وتدميرًا في لبنان على مدى ثلاثة عقود، وتبدو أصابع (حزب الله) وراء كل ما جرى من جرائم بحق اللاجئين السوريين، وهو يهدف إلى تحقيق مجموعة من النتائج بضربة واحدة، أولها نبذ حقيقته الإرهابية المستمرة منذ تأسيسه، وإلصاقها بالآخرين، وثانيها تخويف المكونات اللبنانية من خطر مزعوم وهو الإرهاب ولصقه بالسنّة، ومحاولة تبرئة ايران والحزب منها، وثالثها -وهو الأهم- إيجاد مصادر وخزانات جديدة للقوة البشرية التي يفتقر إليها الجيش الأسدي، عبر إعادة اللاجئين قسرًا، لتجنيدهم في الجيش وزجهم في معاركه، بعد أن كاد ينفد رصيده من المرتزقة، وهو ما أشار إليه صراحة نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، حين دعا إلى اتصاﻻت مع الحكومة السورية لإعادة اللاجئين، وربما لتشكل حافزًا للاجئين في الأردن وتركيا للسير على منوال المصالحات، ضمن إجراءات عديدة تعيد إنتاج النظام السوري بحلّة جديدة وتنهي الثورة، وفق الرؤية الأسدية الإيرانية”.

وأضاف: “الرد على ما جرى ويجري من انتهاكات للاجئين في لبنان والأردن وغيرها، هو الطلب من المنظمات الدولية ذات الصلة للضغط، بكل الوسائل، لتطبيق القرار الأممي رقم 2254 الخاص بسورية، والذي يُشكّل مخرجًا حقيقيًا لوقف معاناة السوريين جميعًا، ووقف نزيف الدم والانتهاكات بحقهم”.




المصدر