الأزمة السورية!


عبد الحفيظ الحافظ

كتبتُ، على وسائط التواصل الاجتماعي، كلمةَ ترحيب بمدنيين هُجِّروا ونَزحوا من حمص/ الوعر، ورجعوا إليها، قائلًا: لقد بكينا عند مغادرتكم وتوديعكم حرصًا وخوفًا عليكم وعلى حمص، وبكينا عند عودتكم ترحيبًا وفرحًا بكم، وتمنينا الخير للإخوة الذين في مناطق النزوح والهجرة، وأضفتُ: لا تُحل “الأزمة السورية” إلا بعودة المواطنين السوريين كافة.

اعترض عدد من الإخوة والأحبة، ووجّه البعض انتقادات قاسية لاستخدام مصطلح “الأزمة”، وهنا أود توضيح ما يلي:

– نعم، سورية الوطن والشعب والدولة في أزمة.

– استبدال التطرف والإرهاب والأجندة ضد الوطنية بالإسلام الوسطي في سورية، كان السلاح الذي رُفع في وجه الشعب والربيع السوري.

– احتلال عسكري روسي يمرح في سماء الوطن، وله قواعد جوية وبحرية، ويقصف أنى يشاء، ووضع مشروع دستور لسورية بغياب “النظام” والشعب السوري.

– إيران المُسلمة ذات المشروع الفارسي والشيعي، تسعى وتضحّي بالشيعة لتهيمن على الدول العربية وشعوبها، وتسعى للوصول إلى البحر المتوسط، واستبدل البعض منا أجندة إيران بالأجندة الوطنية.

– دول العالم، من تركيا إلى الولايات المتحدة وحتى الدول العربية، تتصارع على مصالحها في المنطقة، وعلى مناطق خارجها، وخاصة التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا.

– كان عدد الدولة الصديقة للثورة السورية وللشعب، وللائتلاف 135 دولة، ففرخت روسيا وغيرها معارضة موسكو والقاهرة، ومؤتمرات جنيف والقرارات الدولية الأخرى ذات الشأن، لتضمحل هذه الدول الصديقة للمعارضة.

– انجدلت اليوم كافة المهمات بجنرال المهمات: المهمة الوطنية، وتعني بناء الدولة بمواطنة متساوية، ذات سيادة، وحدة سورية أرضًا وشعبًا ودولة، تحرير سورية من الجيوش الأجنبية المحتلة كافة ومن الغرباء، وخروج المعتقلين والمفقودين من السجون والأقبية، عودة نصف الشعب السوري الذي نَزح وهُجر، وإعادة ما هُدم من الأبنية ومن القيم.

ما زال الشعب السوري أمام مهمّات “ربيع سورية”، “مهمّات الثورة”، مهمات “التغيير الديمقراطي”، عودة جنين دولة ما بعد الاستقلال ودستور 1950، مهمات بناء الدولة المدنية بلا أي صفة، لكيلا تتغول على الموصوف، دولة المؤسسات المدنية وفصل السلطات، وسموها ما شئتم، وهنا، الآن، لم تعد التسميات والمصطلحات مهمة، بل لتذهب إلى الجحيم… فهل استخدام “الأزمة السورية” خطأ وغير لائق، ويُعبّر عن تراجعنا؟!




المصدر