«الحشد الشعبي» يشارك في الاحتفال بتحرير الموصل


احتفل العراق أمس بتحرير الموصل من سيطرة تنظيم «داعش» بعرض عسكري في بغداد، شاركت فيه مركبات عسكرية من الجيش والشرطة و «الحشد الشعبي»، فيما حلّقت طائرات فوق العرض. وحضر الاحتفال رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد خمسة أيام على إعلانه من الموصل تحقيق الانتصار على «داعش» الذي سيطر على المدينة لثلاثة أعوام.
في غضون ذلك، واصلت القوات الحكومية تطهير جيوب «داعش» في البلدة القديمة بالموصل، وأعلنت أمس مقتل «قيادي كبير» وإلقاء القبض على 250 من عناصر التنظيم، فيما لا تزال أصوات الانفجارات تُسمع وما تخلفه من أعمدة الدخان تُشاهد في المدينة، لكن قادة عسكريين قالوا أنها تفجيرات تحت السيطرة لتفكيك آلاف القنابل والألغام التي خلفها التنظيم في المدينة.
ووجهت القيادة العسكرية أمس بإرسال تعزيزات عسكرية قوامها ثلاثة أفواج من الرد السريع للالتحاق بقوات جهاز مكافحة الإرهاب «لتطهير بعض الجيوب في الموصل القديمة ومعالجتها».
وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» التابعة للقيادة العسكرية في بيان، أن القوات الأمنية ألقت القبض على عدد كبير من مسلحي التنظيم، بينهم قياديون «كانوا يختبئون في الأنفاق». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع، العميد الطيار محمد خضر، أن «قوات الجيش وأثناء عمليات التفتيش التي تجريها في الموصل القديمة عثرت على أمير تنظيم داعش، المدعو أبو صالح داخل حفرة مجار مع 25 عنصراً من مساعديه، حيث باغتوا القوات بإطلاق النار عليهم». وأضاف أن «القوات الأمنية تمكّنت من قتل الأمير الداعشي وجميع مساعديه الذين كانوا معه داخل الحفرة».
إلى ذلك، كشف عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار، عن انتشال 1700 جثة لمدنيين من تحت الأنقاض في الموصل، وقال في بيان: «وفق إحصاءات وصلت إلينا من الدفاع المدني في الموصل، تبين انتشال أكثر من 1700 جثة من تحت الأنقاض لمدنيين قتلوا نتيجة العمليات العسكرية»، مضيفاً أن «هناك مئات المنازل المدمرة وبعضها يوجد تحت أنقاضها ضحايا مدنيون». وأشار العبار إلى أن «تبين أن تنظيم داعش قتل أكثر من عشرة آلاف من أهالي الموصل إبّان سيطرته على المدينة وألقاهم في موقع الخسفة المعروف بحفرة الرعب».
ويؤكد ضباط عراقيون أن مهمة إدارة الموصل ليست سهلة، وهي تتمثل في إعادة ترتيب أوضاع المدينة، إذ إن غياب قوات أمنية محلية وانتشار خمسة تشكيلات عسكرية مختلفة يعززان مخاوف الحكومة من تقويض الانتصار في المدينة، ما قد يضطر الجيش إلى مسك الأرض لأسابيع أو أشهر إلى حين فرض الاستقرار.
وبعد مرور أيام على انتهاء معارك الموصل، لا تزال الحكومة مترددة في إعلان وجهتها المقبلة، فيما تشير مصادر مقربة من العبادي إلى أنه يستعد لخوض معركة تلعفر التي تبعد 60 كيلومتراً عن الموصل، لكن حساسيات قومية وطائفية تثيرها إيران وتركيا، تعقّد المهمة.
وتقول مصادر مطلعة أن العبادي يفكر في تشكيل قوة عسكرية وفق حسابات دقيقة لخوض المعركة لنزع فتيل أزمة قد تندلع بين الغريمين، إذ ترفض تركيا مشاركة الفصائل الشيعية في المعركة، في حين تصرّ هذه الفصائل على المشاركة في تحرير المدينة باعتبار أن سكانها خليط من التركمان السنّة والشيعة.



صدى الشام