خارطة السيطرة في درعا: النظام انكفأ في كبرى المدن ويسعى للعودة


مضر الزعبي: المصدر

شهدت محافظة درعا منذ منتصف العام 2015 واقعاً جديداً، فلم يعد بإمكان كتائب الثوار تحقيق تقدمٍ سريعٍ كما كان الحال في الأعوام 2013 و2014، وذلك نتيجة عدة عوامل أهمها انحسار مناطق سيطرة النظام إلى المدن الرئيسية في المحافظة، والتي تضم قطعاً عسكرية.

مناطق سيطرة النظام

الناشط أحمد المصري قال إن النظام يسيطر على ما يقارب 27 في المئة من إجمالي مساحة محافظة درعا، فهو يسيطر على ثلاث مدن رئيسة في المحافظة، وهي (الصنمين) شمال درعا، والتي تضم مقر قيادة الفرقة التاسعة بجيش النظام، كما يسيطر على مدينة (إزرع) شرق درعا والتي تضم كل من مقر قيادة (الفرقة الخامسة، واللواء 12، والفوج 175)، كما يسيطر على مركز مدينة درعا، حيث يتواجد (اللواء 132، والأفرع الأمنية).

وأضاف المصري في حديث لـ (المصدر)، أن المناطق التي يسيطر عليها النظام تمتد على الطريق الدولي (دمشق ـ درعا)، باعتباره خط الإمداد الوحيد لقوات النظام في مدينة درعا، وقد عمل النظام منذ منتصف العام 2013، وعقب سيطرة كتائب الثوار على مساحات واسعة من ريفي المحافظة الشرقي والغربي، على تأمين الطريق من خلال السيطرة على المدن والبلدات الواقعة على امتداد هذا الطريق، ومنها مدينة (خربة غزالة) وبلدة (نامر)، فالنظام قام بتهجر أهالي تلك البلدات منذ العام 2013، وحوّلها لثكنات عسكرية.

الجبهات المشتعلة في المحافظة

بدوره، أشار القيادي في كتائب الثوار، سعيد الحريري، إلى أن أبرز الجبهات المشتعلة مع قوات النظام في المحافظة هي جبهات درعا البلد، فالنظام حاول منذ مطلع العام الجاري خلق واقع جديد في محافظة درعا، فعمل على تحقيق مجموعة من المكاسب من خلال السيطرة على أحياء درعا البلد، ومنها الوصول إلى الحدود السورية الأردنية والسيطرة على معبري (نصيب، ودرعا القديم)، بالإضافة لعزل مناطق سيطرة كتائب الثوار في الريف الغربي عن مناطق سيطرتهم في الريف الشرقي.

وأضاف الحريري في حديثٍ لـ (المصدر)، أن الهدف الأبرز للنظام كان إعادة سيطرته على مهد الثورة درعا، كون هذه السيطرة سيكون لها تأثير نفسي على جميع السوريين، ولكن كتائب الثوار تمكنت من إفشال مخططات النظام على الرغم من حملته التي شارك بها قرابة 4 آلاف مقاتل من أربع فرق عسكرية وهي (الخامسة ـ التاسعة ـ 15 قوات خاصة ـ الرابعة)، بالإضافة لميلشيات (حزب الله ـ الحشد الشعبي ـ الحرس الثوري ـ جيش التحرير الفلسطيني ـ الدفاع الوطني ـ فاطميون ـ زينبيون).

وقال القيادي في كتائب الثوار إن النظام حاول التقدم على أكثر من جبهة، وهي (الوردات) شرق طريق دمشق ـ درعا القديم، وجبهة الكتيبة (المهجورة) غرب الطريق الدولي، بالإضافة لمحيط مدينة (خربة غزالة)، بهدف تأمين مواقعه على الطريق الدولي، كما أنه استمر بمحاولته التقدم في منطقة (مثلث الموت) شمال درعا، بهدف الوصول إلى تل (الحارة) ذو الأهمية الاستراتيجية.

مناطق استراتيجية بيد كتائب الثوار

وعلى الرغم من سيطرة قوات النظام على المدن الثلاث الرئيسية في المحافظة، إلا أن كتائب الثوار تبسط نفوذها على عدد من النقاط الهامة.

وأوضح الناشط معاوية الزعبي أن كتائب الثوار تسيطر على طريق السويداء ـ درعا، وهو الطريق العسكري الأهم في الجنوب السوري كونه يربط بين قيادة الفرقة 15 قوات خاصة بالسويداء والفرقة الخامسة في مدينة (إزرع) شرق درعا.

وأضاف الزعبي في حديث لـ (المصدر)، أن كتائب الثوار استطاعت منع النظام من إعادة سيطرته على طريق دمشق ـ درعا القديم، وذلك بعد محاولات استمرت لمدة عام ونصف، كانت البداية بمعركة مدينة (الشيخ مسكين) مطلع العام 2016، والتي تبعتها معركة بلدة (عتمان) بمشاركة الطيران الروسي، إلا أن كتائب الثوار تمكنت من المحافظة على مدينة (داعل) وهي عقدة هذا الطريق وبلدة (إبطع)، على الرغم من محاولات النظام فتح طريقٍ ثانٍ لقواته في مدينة درعا.

وأشار إلى أن كتائب الثوار تسيطر على كامل الشريط الفاصل بين محافظتي درعا والسويداء، والذي يبلغ طوله قرابة 70 كم، وكان لذلك دور في إفشال حصار النظام للمناطق المحررة، كون المنطقة يتواجد فيها عدد من المعابر التجارية البعيدة عن نقاط قوات النظام.

تواجد الميلشيات الطائفية

ومن جهته، قال القيادي في كتائب الثوار، أحمد الزعبي، إن الميلشيات الطائفية التابعة لإيران تتمركز بشكل أساسي في منطقة (الجامعات) على طريق دمشق ـ درعا الدولي، فهنالك مقر قيادة هذه الميلشيات، والتي من المقرر أن تنسحب إليه كل الميلشيات الطائفية وفق اتفاق الهدنة الجديد، بما فيها ميلشيا (حزب الله).

وأضاف الزعبي في تصريح لـ (المصدر)، أن ميلشيا (حزب الله) تتمركز بشكل أساسي في بلدة (قرفا) مسقط رأس اللواء (رستم غزالي) على طريق دمشق ـ درعا الدولي، فهنالك مجموعة من المقاتلين المحلين بقيادة لبنانيين، بالإضافة لتواجد الميلشيا في الصالة الرياضية في مدينة (إزرع) شرق درعا، وحي (الكاشف) بدرعا المحطة، ومنطقة (مثلث الموت) شمال درعا.

وأشار إلى أن الميلشيات (العراقية) تسيطر على بلدة (نامر) على طريق دمشق ـ درعا الدولي، بينما يتم استخدام ميلشيات (فاطميون ـ زينبيون) من (الأفغان والباكستانيين) وقت الحاجة، ويتم الزج بهم على الجبهات المشتعلة، بالإضافة لتواجد ميلشيا (جيش التحرير الفلسطيني) على طريق خربة غزالة ـ درعا.





المصدر