“صدى الشارع”.. جلسة حوارية من منتدى (زيتون)


بلال الخربوطلي

نظم منتدى (زيتون) للحوار في الغوطة الشرقية جلسةً حواريةً، يوم الخميس الماضي، بعنوان (صدى الشارع)، بهدف استطلاع رأي الشارع الغوطاني، حول مؤتمرَي أستانا وجنيف. حضر الجلسةَ عدد كبير من المهتمين والناشطين، وشارك في الندوة التي أدارها هيثم البدوي من منتدى (زيتون)، كلٌّ من صخر الدمشقي مدير الصحة في الغوطة الشرقية، وعزو فليطاني مدير المكتب التعليمي في مدينة دوما.

تناول المحور الأول للجلسة أثرَ الاجتماعات الأولية المتمثلة بأستانا وجنيف، على سورية بشكل عام والغوطة على وجه الخصوص، وكانت آراء المشاركين والحضور متقاربة في ما يتعلق بهذا المحور.

ويرى عزو فليطاني أنه “لم يكن لجولات أستانا وجنيف المتعاقبة أي انعكاسات إيجابية على الشعب السوري، بل على العكس فقد كان لها آثار سلبية جدا في بعض الأحيان؛ كالاقتتال الداخلي والتهجير القسري وتشديد الحصار والتصعيد العسكري اللافت”. وأضاف أن “أستانا هو عبارة عن لعب الدول الراعية له على الورقة العسكرية، وإبعاد الثورة السورية عن مقررات جنيف”.

من جهته، قال الدكتور صخر الدمشقي: “في كلا الاجتماعين (أستانا وجنيف)، كان الشعب السوري هو الحلقة الأضعف، لكن يمكننا اعتبار (جنيف واحد) ومقرراته مرجعية للحل السياسي، ويمكن عدّها الأمل المتمثل بتشكيل حكومة انتقالية، أما أستانا فهو التفاف على مقررات جنيف، من خلال طرحه مبادرات وقرارات ذات سقف محدود، لا تتخطى تخفيف التوتر وإدخال قافلة مساعدات هنا وهناك؛ وفي هذا أبعاد سلبية على المناطق المحررة”.

تناول المحور الثاني من الندوة مدى فاعلية التفاهمات والاتفاقات التي تحصل خارج أروقة جنيف وأستانا، مثل الاتفاق الذي تمخض عن لقاءٍ، جمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في قمة العشرين؛ لإيقاف إطلاق النار في الجنوب الغربي لسورية.

وذكر فليطاني أن “الهدف الرئيس من هذه الاجتماعات التي تسعى لإظهار القضية السورية على أنها أزمة وحرب بين أطراف متصارعة، وليست ثورة بوجه نظام مستبد”

وأضاف أن “هذه الاجتماعات واللقاءات تحصل بعيدًا عن حيثيات القضية السورية وجوهرها، وتركز على ملفات أخرى (اللاجئين، إعادة اعمار، وقف إطلاق نار)”.

خصصت الندوة محورَها الثالث للحديث عن مدى جدوى هذه الاجتماعات الدولية في ظل الخلافات الخليجية والغربية والتشرذم الذي تعيشه هذه الدول، ورأى مشاركون أن الانقسام الخليجي الحاصل “أدى إلى مزيد من الانقسام في صفوف المعارضة عسكريًا وسياسيًا ومدنيًا”.

وقال الدمشقي: “إن هذه الانقسامات المتمثلة بالنزاع الخليجي الخليجي والنزاع الإسلامي-الإسلامي، إضافة إلى مواقف أوروبية متباينة ومختلفة، عرقلت مسار التقدم نحو الحل السياسي الشامل في سورية” وأضاف: “نحن بدورنا كمعارضة فشلنا في الحفاظ على حلفاء حقيقيين من البداية؛ الأمر الذي دفع القضية السورية إلى التعقيد”.




المصدر