بوابات التفتيش تشعل فتيل الغضب.. اشتباكات مع سلطة الاحتلال وإصابة فلسطينيين عند أبواب الأقصى


شهد اليوم الأول لإعادة افتتاح أبواب المسجد الأقصى المبارك جزئياً، بعد إغلاقه منذ الجمعة، توتراً ومواجهات بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.

المواجهات اندلعت على خلفية تمسك سلطات الاحتلال بتفتيش المصلين عبر بوابات إلكترونية، بل ومنع موظفي الأوقاف من الدخول بعد رفضهم الخضوع للتفتيش.

وأصيب عدد من الفلسطينيين (لم يتضح عددهم بدقة)، مساء أمس، إثر اندلاع مواجهات مع قوات الشرطة الإسرائيلية، عند باب الأسباط، أحد بوابات المسجد.

وقال شهود عيان إن قوات الشرطة هاجمت المعتصمين فور انتهاء صلاة العشاء، التي أداها المعتصمون قبالة باب الأسباط، من دون سبب يذكر.

وكان المئات من الفلسطينيين يعتصمون على كافة بوابات المسجد الأقصى، وخاصة بابيّ "الأسباط"، و"المجلس"، احتجاجاً على اشتراط إخضاعهم للتفتيش قبل الدخول.

وتنتشر القوات الإسرائيلية بكثافة في محيط المسجد الأقصى، منذ الجمعة الماضي. وتمنع الشرطة الفلسطينيين من خارج سكان البلدة القديمة، من دخول محيطها أو المسجد الأقصى.

وفي وقت سابق الأحد، اعتدت الشرطة الإسرائيلية، على المعتصمين منذ ساعات الظهيرة أمام باب الأسباط.

ودفع عناصر الشرطة المعتصمين أمام باب الأسباط، في محاولة لتفريقهم وفض اعتصامهم. كما أن القوات المتواجدة اعتقلت شاباً، خلال المناوشات.

ونصبت سلطات الاحتلال، منذ الصباح، بوابات تفتيش إلكترونية، أمام بابيّ المسجد "الأسباط" و"المجلس". ولم تفتح الشرطة الإسرائيلية، باقي بوابات المسجد الأقصى (10 أبواب) التي أغلقتها، الجمعة الماضي، بذريعة عملية إطلاق نار وقعت بالمسجد أسفرت عن مقتل 3 فلسطينيين وشرطيين إسرائيليين.

وقالت الناشطة الفلسطينية لطيفة عبد اللطيف، عبر صفحتها في موقع "فيسبوك"،: ما زال الموقف جماعياً برفض الدخول إلى المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية.

وأضافت عبد اللطيف: الجميع يتواجد الآن عند بابي الأسباط والمجلس معلنين رفضهم لهذه السياسات الجديدة.

من جهته، قال الشيخ عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية، إن "موقف دائرة الأوقاف من المسجد الأقصى واضح، وهو المحافظة على الوضع التاريخي للمسجد الأقصى، ولا نسمح بوجود أبواب إلكترونية أمام بواباته".

وأضاف الخطيب: "يجب على المسلم أن يصلي داخل المسجد الأقصى بحرية ودون أية عوائق. نرفض بشدة استمرار وجود هذه البوابات الإلكترونية، ولن نتنازل عن موقفنا".

وأشار إلى أنه دخل صباحاً برفقة عدد من الحراس إلى باحات المسجد الأقصى وتفقد الخراب الذي تسببت فيه القوات الإسرائيلية.

وكان مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، وموظفو دائرة الأوقاف الإسلامية (تابعة لوزارة الأوقاف الأردنية) رفضوا الخضوع للتفتيش قبل دخول المسجد، عندما فتحت الشرطة الإسرائيلية أبوابه قبل صلاة الظهر بقليل.

وشرعت السلطات الإسرائيلية، صباح الأحد، بتركيب بوابات إلكترونية على بوابات البلدة القديمة في القدس المحتلة، تنفيذًا لقرار اتخذه رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، رداً على عملية إطلاق النار، التي وقعت الجمعة الماضي بالمسجد الأقصى.

من جانبها، نددت الحكومة الفلسطينية، بالإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان، إن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة "باطلة وتمس بقدسية المسجد".

كما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس إلى تكثيف المواجهات مع الجيش الإسرائيلي "ردًا على جرائمه بحق المسجد الأقصى".

وقالت الحركة، في بيان، إن "الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تنتقص من دور المسلمين فيه، وتعطي السيادة لسلطات الاحتلال للتحكم بمصيره".

وبالتزامن مع الدعوة، شارك عشرات الفلسطينيين وعدد من علماء الدين في قطاع غزة، في وقفة، نصرةً للمسجد الأقصى، وتنديداً بالإجراءات الإسرائيلية.

ورفع المشاركون في الوقفة، التي نظّمتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمدينة غزة، لافتات كُتب على بعضها: "الأقصى يستغيث، فهل من مجيب؟"، و"أيها العلماء أدركوا مهبط الأنبياء".




المصدر