تحسباً للعائدين من سوريا والعراق.. مصر تطور منظومة لمراقبة الحدود


طور الجيش المصري منظومة مراقبة الحدود تحسباً لعودة عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد هزيمتهم في الموصل والرقة، عبر إبرام صفقات للحصول على أسلحة ومعدات غير تقليدية، مُخصصة لهذا الغرض.

وبحسب معلومات ذكرتها صحيفة "الحياة"، فإن الجيش المصري حصل على طائرات من دون طيار من الصين بدأ استخدامها شمال سيناء في أعمال الاستطلاع والمسح الجوي، وتلك الطائرات من طراز متطور يمكنه شن هجمات على الأهداف المشبوهة المحددة، ويمكنه التحليق لفترة طويلة من دون إعادة ملء خزان الوقود. واستخدمت تلك الطائرات في تعقب المسلحين الذين هاجموا الشهر الجاري منطقة "البرث" جنوب رفح.

كما حصلت مصر من روسيا على مجسات وأجهزة مراقبة ليلية تُستخدم لتأمين الحدود الغربية، ويُنتظر وصول دفعة جديدة من تلك المعدات في الفترة المقبلة.

ووفقاً لقرار أمريكي لقي عدم اعتراض من القاهرة، فإن جزءاً من المعونة العسكرية الأميركية المقدمة إلى مصر، وتقدر بنحو بليوني دولار سنوياً، سيُخصص بداية العام المقبل لأسلحة مكافحة الإرهاب.

وبحسب "الحياة" فقد بيّن قال في شؤون الأمن والإرهاب في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد كامل البحيري: أن "عناصر داعش في سورية والعراق ستسعى حتماً إلى الانتقال إلى ملاذات أخرى. كلما زاد الخناق عليها في الرقة وبعد تحرير الموصل، فإن خطر العائدين من الدولتين يتعاظم".

وأوضح البحيري لصحيفة "الحياة" أن أفراد التنظيم سيسعون إلى العودة إلى دولهم لإنشاء فروع تنظيمية هناك أو القيام بهجمات مستوحاة من "نهج الذئاب المنفردة"، أو ستنضم إلى فروع التنظيم القائمة في مناطق أخرى كتلك التي في شمال سيناء أو ليبيا أو بوكو حرام في نيجيريا.

وأشار إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" سيسعى قطعاً إلى تقوية فروعه بعد الهزائم التي تلقاها في المركز.

وأشار البحيري إلى أن هناك طرقاً متعددة لدخول الأفراد إلى مصر، فهناك طرق تقليدية قديمة للتسلل عبر السودان مروراً بخط الجنوب والبحر الأحمر وصولاً إلى سيناء، أو من طريق البحر مباشرة إلى داخل سيناء، أو من طريق خط الحدود الأردنية ثم الانتقال إلى سيناء، وهناك مسارات عدة للتهريب والتسلل عبر الحدود الغربية المترامية الأطراف، أو من خلال نقاط عند سواحل المتوسط.

لافتاً إلى أن بعض المتطرفين يمكن أن يدخل البلاد من طريق المنافذ الشرعية، إن كان تسلل إلى مناطق "تنظيم الدولة" من دول الوصول بتأشيرات سليمة وبطريقة شرعية، وفي هذه الحالة يمكن أن يعود هؤلاء عبر المطارات، ويتوقف الأمر على مدى رصد تلك العناصر من الاستخبارات.

وأضاف البحيري أن هذا الرصد يمثل تحدياً لأجهزة الأمن، فكثير من العناصر المنضمة إلى "تنظيم الدولة" لم يكن لها نشاط متطرف مرصود في السنوات الأخيرة، وقاعدة بيانات التكفيريين عند أجهزة الأمن على رغم تحديثها، لا يُتصور أن تكون شاملة لكل العناصر.

ولفت إلى أن الحديث هنا لا يدور عن قيادات في "تنظيم الدولة" لكن عن العناصر القاعدية، فكثير من قيادات التنظيم من ذوي الأصول المصرية مرصودون وتم تحديد هوياتهم، وبعضهم تم اغتياله في الخارج، لكن الأزمة في العناصر العادية، وتلك المعضلة تعتمد في شكل كبير على قدرة الأجهزة الأمنية على جمع المعلومات وتحديثها.




المصدر