‘(حرمون) يصدر تقريره السنوي الأول: “صناعة الضوء تحتاج إصرار الأنبياء”’
17 يوليو، 2017
حافظ قرقوط
أصدر مجلس أمناء (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) تقريرَه السنوي الأول، معرّفًا بنتاج جهدِ عامٍ كامل من العمل الدؤوب في المركز، في مجال “التأسيس والبناء”، ومجال “النشاط والفاعلية” الذي أدّى إلى مخرجات نوعية ونتائج لافتة.
رصد التقرير خطوات المركز منذ انطلاقته في 17 نيسان/ أبريل 2016، وعمد إلى أن يكون إعلان تأسيس المركز موافقًا ذكرى الاستقلال، إذ يدفع السوريون اليوم أثمن ما لديهم ليعيدوا استقلال قرارهم الوطني. وأشار التقرير إلى الصعاب التي واجهها (حرمون)، وإلى الآمال كيف انتقلت، بجهد جماعي لطاقم العمل، إلى واقع ملموس.
قدم للتقرير المدير العام لمركز (حرمون) الدكتور حازم نهار، وكتب واصفًا فريق العمل: “كانوا خلية عمل في مواجهة الريح، ناطحوا الصخر، وهم مستمرون، يأملون في إضاءة شمعة في درب آمال سورية الطويل، مدركين أن صناعة الضوء تحتاج إلى صبر الأنبياء وإصرارهم، وإلى حكمة العقلاء ورويتهم”.
لخّص التقرير الذي أتاحه المركز للقراء عبر الرابط:
https://harmoon.org/aboutus/annual-report ما أنجزه المركز من أعمال في عامه الأول، بما فيها التنظيم الإداري للمؤسسة، لتكون فاعليتها مستندة إلى التناغم والمثابرة والأداء، وبنسق يشكل خلايا عمل، لا تربكها البيروقراطية، ولا تثقلها مركزية القرار؛ فكانت أقسام المركز المختلفة مجمِعةً على هدف واحد، هو ما عرّف المركز به نفسه: “مؤسسة بحثية وثقافية مستقلة، لا تستهدف الربح، تهتم بالتنمية الثقافية والتطوير الإعلامي، وتعزيز أداء المجتمع المدني، ونشر الوعي الديمقراطي، وتعميم قيم الحوار، واحترام حقوق الإنسان، انطلاقًا من الهوية الوطنية السورية”.
إلى ذلك بيّن التقرير كافة الوحدات التخصصية التي تم تأسيسها لتثبيت خطواته في المجال البحثي، وهي: “وحدة دراسة السياسات، ووحدة الأبحاث الاجتماعية، ووحدة الترجمة والتعريب، ووحدة المقاربات القانونية، ووحدة الدراسات القانونية”. وكذلك برامج العمل المساعدة، وهي: “برنامج دعم الحوار وتنمية الثقافة، وبرنامج تكريم الشخصيات السورية، وبرنامج جوائز المركز”. وأشار إلى إمكانية فتح وحدات وبرامج جديدة في المستقبل.
عرّف التقرير السنوي بالمكاتب والمقار التي افتتحها خلال العام المنصرم، في “الدوحة وغازي عينتاب وباريس وبرلين”، وفي الداخل السوري أيضًا، ولفت إلى سعي المركز لفتح مقار جديدة في أماكن ومدن أخرى، داخل سورية وخارجها، وبيّن بشكل مفصّل الهيكلية التنظيمية للوحدات والبرامج المنبثقة من المركز، وهي “شبكة جيرون الإعلامية، مجلة قلمون للدراسات والأبحاث، معهد الجمهورية لمنهجيات البحث العلمي، دار ميسلون للطباعة والنشر والتوزيع”، وبيّن ما أنجزته خلال سنة كاملة، إضافة إلى ما أنجزته وحدة الترجمة من مواضيع تهم الشأن السوري، ومن لغات مختلفة، وُضعت جميعها في متناول المتابع.
قدم التقرير السنوي لمركز (حرمون) تفصيلًا عن أداء كافة الصالونات والمنتديات الداعمة للحوار والتنمية الثقافية، وهي صالونات “هنانو، والكواكبي، والجولان”، ومنتديات “الفرات، وبردى، وزيتون، والقوتلي”، وذكر ما أنجزته من أعمال.
وبيّن كذلك أُسس النظام المالي والمحاسبة في مركز (حرمون)، والصعوبات التي واجهت عمليات التحويل والأجور، بسبب توزع السوريين في أماكن مختلفة، كذلك أوضح مهمات مجلس الأمناء وطبيعة عملهم، والجهد الذي بذله للدفع بخطوات المركز وأعماله وإنجازاته إلى الأمام.
وأوضح التقرير الخارطة التفاعلية مع الجمهور على مستوى دول العالم، وأكثر البلدان متابعة، والآمال المعقودة لفتح آفاق جديدة، وبخاصة في أماكن تواجد السوريين، بسبب الظرف الراهن.
إضافة إلى ذلك لخّص التقرير أعمال كافة ورشات العمل التي أقامها المركز، واستضاف فيها مختصين ومثقفين وسياسيين وباحثين تناولوا قضايا مختلفة، ولفت إلى سعي المركز لبناء شراكات مع مراكز بحثية دولية ومحلية.
وأشار التقرير السنوي إلى تكريم المركز للمفكر السوري الشيخ جودت سعيد في إسطنبول، وإلى الندوة التكريمية للفيلسوف السوري الراحل صادق جلال العظم في برلين، وإلى حفل تأبين الكاتب والمترجم السوري الراحل عبد القادر عبداللي في غازي عينتاب، وأيضًا إلى الندوة التكريمية للفيلسوف السوري الراحل إلياس مرقص في الدوحة.
كما لفت إلى أنّ برنامج الجوائز الذي اعتمده المركز من أجل “تكريم شخصيات سورية معينة، كان لها دور فاعل في حقول المعرفة وميادين العمل الوطني”، يهدف أيضًا إلى تشجيع المثقفين والباحثين والإعلاميين، خصوصًا من جيل الشباب، على تقديم أعمالهم وإسهاماتهم، وقد أعلن المركز لهذا الغرض عن جائزتين: “جائزة حسين العودات للصحافة العربية، وجائزة ياسين الحافظ في الفكر السياسي”.
فصّل التقرير أيضًا بشكل موسع في مهمات (شبكة جيرون الإعلامية)، والطموح الذي بُنيت عليه، وما أنجزته في عامها الأول في كافة الأبواب التي اعتمدتها، السياسية والفكرية والثقافية، وكذلك الحملات الإعلامية التي قامت بها، وهي: “المعتقلون أولًا، المجرم طليقًا، أوقفوا العدوان الروسي، حلب أشجار الزيتون، نون الثورة، ثورة لحقوق الإنسان”، والمسابقات التي أطلقتها، ومساهماتها في دعم الحراك الثوري من خلال الوقفات الاحتجاجية.
كما أوضح التقرير مضامين العدد الأول من مجلة (قلمون للدراسات والأبحاث)، مع التعريف بأهداف المجلة وخططها في المجال المعرفي والفكري، وتدعيم الحركة العلمية والبحثية، في كافة القضايا المعاصرة، مع التعريف بالكادر التحريري والاستشاري.
وأشار التقرير إلى الأسس والمهمات التي بُني عليها (معهد الجمهورية لمنهجيات البحث العلمي)، ليكون منصة تعليمية وتدريبية تفيد الباحثين الشباب، بالتعاون مع الخبراء المتخصصين، وإلى ما أنجزه على مدار العام، وإلى طموحه المستقبلي.
ولفت أيضًا إلى ما أنجزته (دار ميسلون للطباعة والنشر والتوزيع)، بعد صدور قرار تأسيسها في كانون الأول/ ديسمبر 2016، إذ إنها استطاعت، في زمن قياسي، الوصولَ إلى الجمهور، وبدأت تتلقى طلبات لطباعة الكتب ونشرها، وأشار التقرير إلى أهداف الدار المستقبلية.
كان لافتًا، في تقرير (حرمون) السنوي الأول، اهتمامه بآراء وشهادات عدد من المثقفين والناشطين في أداء المركز، ومقترحاتهم لتطويره، وقد أُرفقت في التقرير الذي جاء في 370 صفحة شهاداتٌ لـ 50 شخصية سورية، من مشارب ورؤى مختلفة، قدّموا للمركز آراء مهمة تُعبر عن الشغف السوري بوجود مؤسسات تمثّل اهتماماتهم وتطلعاتهم، وعمّا لمسوه من جدّية في عمل المركز، وكان لمقترحاتهم دور في لفت النظر إلى تقويم الأداء، والسعي إلى الاستفادة القصوى من الجهود المبذولة، بما يخدم الطموح المستقبلي الكبير للمركز.
ولعل أهمية تلقف الآراء والشهادات، وضمها إلى التقرير دون أي تعديل أو اختصار، تتلخص في شهادة الباحث ميشيل كيلو، حيث قال: “هذه المبادرة التي تؤكد رغبتكم في إشراك مثقفين من خارج دائرتكم الوظيفية في العمل الثقافي، الإعلامي، الفكري، الذي يقوم به مركزكم، ليست من التقاليد المألوفة في عمل مؤسساتنا الثقافية أو الإعلامية، علاوة على السياسية، وإنّ أخذكم بهذا التقليد الجديد والحميد يدل على أنكم مؤسسة ترى، في ما تمارسه من نشاط، فاعلية وطنية عامة، تخص السوريين جميعهم، وتراها بدلالتهم، سواء بصفتهم مثقفين أو متلقين، وهذه نقطة تحتسب لكم”.
[sociallocker] [/sociallocker]