سلقين مدينة “خارج الخدمة”

يعاني أبناء مدينة سلقين في ريف إدلب أوضاعًا سيئة؛ بسبب سوء الخدمات وقلة الاهتمام من المؤسسات المعنية، ولعل مشكلة تراكم القمامة في الأماكن العامة وداخل الأحياء السكنية تأتي في مقدمة المشكلات التي يعاني منها السكان.

حول هذه المشكلة، قال رائد أبو إلياس، وهو أحد أبناء المدينة، لـ (جيرون): “باتت مدينة سلقين أشبه بمكب للقمامة؛ بسبب انتشار النفايات في كل مكان، مع عجز البلدية التام”.

وأشار الى أن مدينة سلقين كانت، منذ سنة، مضربَ المثل من حيث النظافة، حينما كانت منظمة (GOAL) الإنسانية ترعى شؤون النظافة بكادر من 75 عاملًا، و5 آليات نقل، إلا أن برنامج النظافة في المنظمة توقف عقده منذ سنة، ولم يكن باستطاعة المجلس إكمال عمله”.

من جهة ثانية، قال أبو سعد، وهو من أبناء مدينة سلقين، لـ (جيرون): إن “سبب مشكلة النظافة، في مدينة سلقين، عدم توفر الإمكانات اللازمة في البلدية أولًا، والاكتظاظ السكاني ثانيًا، إذ يفوق عدد السكان 220 ألف نسمة، ولا يتوفر في البلدية سوى 35 عاملَ نظافة و5 آليات، ولذلك عجز العاملون فيها عن تغطية الخدمات”.

لا تقتصر معاناة أهالي سلقين على موضوع القمامة، فهناك أزمة مياه خانقة، وتؤكد مصادر من المدينة أن آلاف المنازل لا تصلها المياه إلا مرة واحدة، كل 20 يوم، وبكميات غير كافية، ولا سيّما الأحياء السكنية الواقعة في مُرتفعات المدينة.

وقال محمد أبو عبدو، وهو من سكان سلقين، لـ (جيرون): “من أهم المُشكلات التي تواجه وحدة المياه في مدينة سلقين، مسألةُ حفر الآبار غير المرخصة، وقد بلغ عددها نحو 35 بئرًا؛ وهذا يؤثر تأثيرًا كبيرًا في انخفاض منسوب المياه. إضافة إلى كثرة المخالفات؛ ما يعوق وصول المياه إلى بعض الأحياء السكنية، فضلًا عن مُشكلات الصيانة المستمرة لوحدة المياه ومحركات الديزل. وتكلف أعمال الصيانة شهريًا نحو 6000 آلاف دولار أميركي”. ولفت “أبو عبدو”، في حديثه، إلى أن كُلّ هذه المٌشكلات تأتي على خلفية الفصائلية، فجميعهم يعمل لخدمة مصلحته أولًا وأخيرًا.

إلى ذلك تفتقر سلقين إلى الطرقات والشوارع المعبدة، بسبب قصف طائرات النظام وروسيا للمدينة، ويَحول ارتفاع أسعار مواد تعبيد الطرقات دون قدرة البلدية على إصلاحها.

في هذا الشأن، قال منذر أبو عمر لـ (جيرون): “إن بلدية سلقين غير قادرة على تعبيد الطرقات، بسبب غلاء مواد الزفت؛ إذ إن إنشاء 10 أمتار مُكعب يكلف نحو 700 دولار أميركي. وبحسب دراسة بلدية سلقين حول مشروع تعبيد الطرقات، فإنها تحتاج إلى 170 متر مكعب من مادة الزفت، وهي لا تملك المال الكافي”.