في بلدة “غلبون” اللبنانية.. سوريون يعملون بالسخرة


بثّت قناة “الجديد” اللبنانية تقريراً يوضّح كيف تقوم بلدية لبنانية باستغلال العمال السوريين الذين يعيشون فيها لتشغيلهم مجاناً دون أجر، مهددة إياهم بالترحيل في حال لم ينصاعوا.

وجاء التقرير بعد أن توجّه أحد صحافيي القناة إلى البلدة وصوّر مشاهد السوريين وهم يزرعون أحواض البلدة ويبنونها في يوم عطلتهم مجاناً دون أي أجر على مرأى الجميع.

وظهر الصحافي وهو يتحدّث مع مسؤول عن تشغيل السوريين في بلدة “غلبون” اللبنانية، وسأله أنه يريد بعض العمّال السوريين لتشغيلهم، فسأله عن الأجر فأجابه المسؤول أن السوريين يعملون مرّة واحدة بالأسبوع دون أجر، وأن البلدية لا تدفع لهم أي أجرٍ مقابل إبقائهم في البلدة، مضيفاً أن كل بلديات لبنان باتت تقوم بذلك.
وتضمن التقرير لقاءات مع لاجئين سوريين في البلدة، حيث ظهروا بعد تمويه وجوههم، وتحدّثوا عن الاضطهاد الذي يتعرضون له بالإضافة لعملهم بالسخرة.

وقال المحامي نعيم شاهين وهو من سكّان البلدة: “إن ثُلثي سكّان بلدة غلبون قُتلوا خلال حرب عام 1914، الثلث الأول جوعاً والثلث الثاني بعد سحبهم بالسُخرة إلى سفربرلك”، موضحاً أن عدداً كبيراً من سكّان البلدة هم في المهجر نتيجة العمل بالسخرة.

وأضاف أنه من المؤسف تكرار هذا المشهد بعد 100 عام بتشغيل عمّال سوريين أبرياء في يوم عطلتهم مجاناً دون منحهم أي حق، علماً أن هؤلاء العمّال لديهم عائلات وأولاد ومن حقّهم وفق جميع القوانين المحلّية والدولية أن يرتاحوا في هذا اليوم كونه يوم عطلةٍ رسمي.

وقد حاول مُعدّ التقرير مراسلة رئيس بلدية غلبون عدّة مراتٍ دون أي نتيجة، ثم توجّه إلى منزله لمواجهته لكن النتيجة كانت ذاتها حيث لم يتجاوب أحد مع محاولات الصحافي.

وبحسب التقرير ذاته فإن وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق، كان قد وجّه كتاباً إلى محافظ جبل لبنان طلب منه التعميم على البلديات بوجوب عدم استيفاء أي رسوم من النازحين السوريين تحت طائلة اتخاذ التدابير والعقوبات اللازمة بحقّهم.

ويُمثّل هذا الإجراء عودةً بالزمن أكثر من مئة عام، أيام السلطنة العثمانية وما تبعها من تشغيل بالسخرة وإرسال المقاتلين إلى الجبهات بالسخرة، وهو ما يتكرّر اليوم في عام 2017، دون أي احترام لمعايير حقوق الإنسان.

ويُعاني اللاجئون السوريين في لبنان عموماً من ظروف عملٍ قاسية جداً، نتيجة اتهامهم بمنافسة العمّال اللبنانيين وأصحاب الشركات اللبنانية، وهو ما أدّى إلى تصاعد الدعوات بإيقافهم عمّا وُصف بـ “منافسة اللبناني على لقمة عيشه”.



صدى الشام