الغارديان: دونالد ترامب يعطل برنامج وكالة الاستخبارات المركزية في سورية “في محاولة لتحسين العلاقات الروسية”


أحمد عيشة

يعلق الرئيس مبادرة غير ناجحة إلى حد كبير تهدف إلى تجهيز وتدريب المتمردين المعتدلين لمحاربة بشار الأسد

دونالد ترامب مع مستشار الأمن القومي، ماكماستر، الذي ساعد في اتخاذ القرار. تصوير: بابلو مارتينيز مونسيفايس/ أسوشيتد برس

قرّر دونالد ترامب وقفَ البرنامج السري لوكالة الاستخبارات المركزية، لتجهيز وتدريب المتمردين المعتدلين الذين يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد، في خطوةٍ يُحتمل أن تلاقي ترحيبًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال مسؤولان لـ (رويترز): بدأ برنامج وكالة الاستخبارات المركزية عام 2013، كجزءٍ من خطة دعم باراك أوباما للإطاحة بالأسد، لكنه لم يحقق نجاحًا يُذكر، حيث انشق بعض المتمردين المسلحين، والمدربين من قبل هذا البرنامج، وذهبوا باتجاه “تنظيم الدولة الإسلامية”، والجماعات المتطرفة الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله: إنّ الولايات المتحدة لا تقدّم تنازلاتٍ كبيرة؛ نظرًا إلى استمرار سيطرة الأسد على السلطة، لكنها “إشارةٌ إلى بوتين، تفيد بأنَّ الإدارة تريد تحسين العلاقات مع روسيا”.

جنبًا إلى جنب مع إيران، لعبت موسكو دورًا حاسمًا في دعم الأسد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات.

اُتخذ القرار مع مستشار الأمن القومي ماكماستر، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، بعد التشاور مع مسؤولين رفيعي المستوى، وقبل اجتماع ترامب مع فلاديمير بوتين، في قمة مجموعة العشرين في ألمانيا في 7 تموز/ يوليو، كما ذكرت وكالة (رويترز). وقال المسؤولون إنّ القرار لم يكن جزءًا من المفاوضات الأميركية الروسية، حول وقف إطلاق نارٍ محدود في جنوب غربي سورية، اتفق عليه الزعيمان في القمة.

وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما: “إنّه انتصارٌ للأسد، وإيران، وبوتين، كلهم ربحوا. لكنه أيضًا انتصارٌ لأميركا: في هذه الحالة أعتقد أن ترامب يسعى إلى اتباع السياسة الصحيحة. وأضاف: “محاولة تدمير روسيا في سورية هي مسعى لا طائلَ منه، لأن روسيا تساعد على طرد القاعدة و(داعش) هناك. ولماذا لا تقبلون بأنّ تدمير التطرف أمرٌ إيجابي! وفقط لأنّ روسيا تقوم به يصبح سيئًا بشكل تلقائي”.

وبيّن لانديس: أصبح واضحًا أنَّ المتمردين لن يفوزوا، وأنَّ الولايات المتحدة ليس لديها نفوذ على الأسد، وأنَّ نسبةً كبيرة من الأسلحة تقع في أيدي المتطرفين. وأضاف: “كان أوباما في طريقه الى اتخاذ القرار نفسه. سيكون كثير من الناس الآن سعداء حقًا، إذا تمكّن الأسد من أن يستعيد بقية أراضي (داعش). وبمعنى ما، فإنَّ هذا هو النهاية الرثة لمنطق تغيير النظام. لقد تعلّمت أميركا، من تجارب سيئة كثيرة، أنَّ تغيير نظامٍ عنيف في الشرق الأوسط لا ينتج الديمقراطية، وحقوق الإنسان”.

وكانت صحيفة (واشنطن بوست) قد أعلنت للمرة الأولى عن تعليق البرنامج، يوم الأربعاء 19 تموز/يوليو (https://goo.gl/82kbSL)، ورفضت سارة هاكابي ساندرز، نائبة السكرتير الصحفي في البيت الأبيض، التعليقَ على هذا الموضوع، كما رفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق.

لكن تشارلز ليستر -وهو زميلٌ بارز في معهد الشرق الأوسط- قال لصحيفة (واشنطن بوست): “نحن نقع في فخٍ روسي. نحن نجعل المقاومة المعتدلة أكثر وأكثر ضعفًا.. نحن حقًا قطعنا رقابهم/ تخلينا عنهم في أحلك الأوقات”.

وسيستمر بذل مسعى منفصلٍ من قبل الجيش الأميركي لتدريب وتسليح ودعم جماعاتٍ متمردة سورية أخرى، عن طريق ضرباتٍ جوية وغيرها من الأعمال.

ويخضع ترامب الذي أطلق، في نيسان /أبريل الماضي، هجومًا بصواريخ كروز على سورية ردًّا على استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية، لتحقيقٍ من قبل الكونغرس، ومستشارٍ خاص حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وحول موظفيه إن كانوا قد تواطؤوا.

وفى يوم الأربعاء، 19 تموز /يوليو، قلّلت ساندرز من الجدل حول اجتماعٍ ثان سريّ، عقده ترامب مع بوتين حول مأدبة عشاء، خلال قمة مجموعة العشرين.

وقالت للصحافيين: “أعتقد أنّ الحمى الروسية من جديد تورطت مع وسائط الإعلام، وتفرق الجميع وحاولوا خلق قصةٍ، ببساطةٍ لم تكن موجودة من قبل”. وأضافت: “أن تحاول اختلاق أنّ هناك نوعًا من محادثةٍ خاصة في غرفة مع أكثر من 40 شخصًا، يبدو الأمر مثيرًا للسخرية قليلًا”.

ووفقًا للشهود، نهض ترامب من مقعده، وأخذ مكانًا مجاورًا لبوتين، ثم تحدثوا مدة ساعة تمامًا بحضور مترجمٍ روسي فقط. وقد اُنتقد بشدة غياب مسؤولٍ أميركي، باعتباره خرقًا للبروتوكول.

وأضافت ساندرز: “لقد أجروا محادثةً قصيرة، ولن أدخل بتفاصيل المحادثة، ولكن مرةً أخرى، كان هذا عشاءً اجتماعيًا، حيث تحدث الرئيس مع العديد من قادة العالم، كما هو معروف. وأعتقد أنَّه سيكون من المحرج للغاية، بالنسبة إليهم جميعًا، أن يكونوا في عشاءٍ ولا يتحدث أحدهم مع الآخر”.

وردًّا على سؤالٍ حول القرار بإنهاء برنامج وكالة الاستخبارات المركزية، إن كان قد برز خلال محادثة العشاء، قالت نائب السكرتير الصحفي: “لستُ أنا من يعرف بذلك، لا علم لي بذلك”.

اسم المقالة الأصلي Donald Trump drops CIA Programme in Syria ‘in bid to improve Russia ties’ الكاتب ديفيد سميث، David Smith مكان النشر وتاريخه الغارديان، The guardian، 19/7 رابط المقالة https://www.theguardian.com/us-news/2017/jul/19/donald-trump-drops-syria-programme-in-bid-to-improve-russia-ties ترجمة أحمد عيشة


المصدر