“درع القلمون” يسوق أبناء “المصالحات” إلى مقصلة النظام


خالد محمد

يحتال قادة ميليشيا (درع القلمون) الموالية لنظام الأسد، على أبناء مدينة التل، المنضوين في صفوفها، للزج بهم في معارك النظام ضدّ “تنظيم الدولة”، في ريف حماة الشرقي.

في هذا الشأن، قال مراد مارديني، مسؤول التواصل في شبكة (صوت العاصمة): إن “ميليشيا (درع القلمون) احتالت مؤخرًا على 50 عنصرًا، من أبناء مدينة التل المنضوين في صفوفها، وأوهمتهم بأنهم ذاهبون لتنفيذ حملة دهمٍ واعتقال لمطلوبين من بلدة حفير، في منطقة القلمون الشرقي؛ ثمّ تغيرت وجهة الحافلات التي تقلهم فجأةً إلى ريف حماة الشرقي”.

وأوضح في حديثه لـ (جيرون) أن “هؤلاء الشبّان هم بالأصل من مقاتلي المعارضة السابقين المطلوبين لأجهزة النظام الأمنية، لكنهم فضلوا الخدمة في صفوف (درع القلمون) مقابل السماح لهم بالبقاء في مدينة التل، بعد تسوية أوضاعهم بموجب اتفاق (المصالحة) المُبرم بين النظام والمعارضة، أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2016”.

مصادر أهلية من مدينة التل أكدّت لـ (جيرون) أن “النظام لم يلتزم حتى الآن بتعهداته السابقة التي أعطاها لأبناء مدينة التل، ولا سيما وعوده بتشكيل كتيبةٍ لحفظ الأمن الداخلي، تضم نحو 200 شخص من أبنائها”، مشيرةً إلى أن المدينة “تشهد منذ سبعة أشهر حملات تفتيشٍ واعتقالات عشوائية متواصلة، بذريعة البحث عن أسلحة مخبأة أو مطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياط، كما أقام النظام حواجز تتبع لـفرعَي الأمن السياسي والمخابرات الجوية، ضمن أحيائها السكنية وشوارعها الرئيسة”.

ووفقًا للمصادر ذاتها، تقوم أجهزة النظام الأمنية في الوقت الراهن بمراقبة جميع المكالمات الهاتفية الأرضية والخلوية للمدنيين، بهدف رصد أي تواصل لسكان المنطقة، مع أشخاصٍ آخرين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية، وهنا أشار مارديني إلى “ملاحقة مخابرات النظام لمجموعة من الأشخاص، خصوصًا أولئك الذين كانت تربطهم صلات بأعمالٍ إغاثية في المدينة، قبل خروج المعارضة منها إلى الشمال السوري، بالإضافة إلى ملاحقتها لأصحاب التحويلات المالية الكبيرة من خارج سورية”.

الجدير بالذكر أن 25 عنصرًا من أبناء مدينة التل، قُتلوا مطلع حزيران/ يونيو الماضي، إثر مواجهات بين “تنظيم الدولة” وميليشيا (درع القلمون)، في ريف حماة الشرقي، حيث اعتادت الأخيرة إرسال تعزيزاتٍ بشرية منتظمة من أبناء “المصالحات” في ريف دمشق، للقتال إلى جانب قوات النظام في أنحاء متفرقة من سورية.




المصدر