فزغلياد: “إسرائيل” تطلب من روسيا أخذ مصالحها بعين الاعتبار


سمير رمان

الصورة: Gali Tibbon/Reuters

المحتوى

مقدّمة……………………………………………………………………………………1

(إسرائيل) تتخوَّف من ظهور الإيرانيين على حدودها…………………………………….2

نتنياهو غير مسرورٍ من ظهور الشرطة العسكرية الروسية……………………………….3

تستمرُّ المفاوضات، ولكنَّ الموقف الإسرائيلي سيؤخذ بالاعتبار……………………………4

 مقدِّمة

(إسرائيل) غير راضيةٍ من قيام الشرطة العسكرية الروسية بمراقبة وقف إطلاق النار، في منطقة تخفيف التصعيد في المنطقة الجنوبية من سورية. يرى الخبراء أنَّ هذا هو أحد الأسباب التي دفعت بنيامين نتنياهو إلى انتقاد التهدئة السورية التي توافق عليها الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب. ولكن لدى (إسرائيل) مبرراتٌ أُخرى، تدفعها إلى الإعراب عن عدم رضاها عن السياسة الروسية في سورية.

أكَّد وزير الخارجية الروسية أنَّ روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية فعلتا ما بوسعهما لأخذ مصالح (إسرائيل) الأمنية بعين الاعتبار، بشكلٍ تامّ، عند إنشاء منطقة خفض التصعيد جنوب سورية.

“هناك خشية من حدوث تماسٍّ مع الشرطة العسكريّة الروسية”. بهذه الكلمات، علَّق وزير الخارجية الروسية على الأنباء المتداولة في الإعلام الإسرائيلي، حيث وردت أنباءٌ تستند إلى مصادر في الحكومة الإسرائيليّة، تقول إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعترض على شروط التهدئة المتوافق عليها بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، في منطقة جنوب سورية. يتعلَّق الحديث بالاتفاق الذي تمَّ التوصّل إليه بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، خلال لقائهما الأوّل على هامش قمَّة الدول العشرين G20. وكان نتنياهو قد أعرب عن عدم رضاه، قبل يومٍ في باريس، أثناء لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. (يُقصد بالتهدئة وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التصعيد). عقب ذلك بقليل، أكَّد سيرغي لافروف ما أوردته وسائل الإعلام عن استعداد موسكو وواشنطن لإعلان وقف النار في مناطق جنوب غرب سورية، ابتداءً من 9 تموز 2017. من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنَّ موسكو وواشنطن قد توصلتا إلى اتفاقٍ حول خرائط خطوط التماس بين الأطراف المتصارعة في منطقة جنوب غرب سورية. ونصّ الاتفاق على إيكال مهمَّة ضمان الأمن، في هذه المنطقة، إلى الشرطة العسكرية الروسية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية والأردن.

(إسرائيل) تتخوَّف من ظهور الإيرانيين على حدودها

بعد ورود الأنباء عن توصّل بوتين وترامب إلى الاتفاق، صرَّح بنيامين نتنياهو: (إسرائيل) سترحّب بـ “وقف حقيقيِ لإطلاق النار” في سورية. ولكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي عبَّر فورًا عن المخاوف التي “تبلورت” بعد أسبوعين، لتتحوَّل إلى اعتراضاتٍ حادَّة.

تخشى (إسرائيل) أن يؤدي وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التوتر إلى خلق ظروفٍ تساعد إيران (التي يُنظر إليها في “إسرائيل” كأحد أعدائها الرئيسيين) على تثبيت نفسها في المناطق الحدودية. وسبق أن دقّ نتنياهو ناقوس الخطر حول مخططات إيران لإقامة قواعد لقواتها الجوية والبحرية في سورية.

من المفارقة، أن يُصبح الرئيس دونالد ترامب “مذنبًا” غير مباشرٍ في تعزيز الوجود الإيراني في سورية، وهو الذي أظهر نفسه عدوًا صريحًا للجمهورية الإسلامية، وميَّالًا إلى مناصرة (إسرائيل).

تل أبيب غير راضية، بشكلٍ خاصٍّ، بسبب بنود الاتفاق التي تغلق مسافة 20 كيلو مترٍ فقط من الحدود، أمام التغلغل الإيراني المحتمل.

المحلل السياسي الإسرائيلي، ورئيس الاستخبارات الخاصّة (ناتيف) السابق يعقوب كيدمي، قال لصحيفة (فزغلياد): “عارضت (إسرائيلُ) الاتفاق، لأنَّ الأوساط العسكرية الإسرائيلية تعتبر أنَّ بعض بنود الاتفاق لم تشرْ بشكلٍ كافٍ إلى عدم إمكانية أو عدم الرغبة بتواجد القوات الإيرانية أو المستشارين الإيرانيين، وكذلك “حزب الله” وتشكيلات الميليشيات الشيعيّة على الأراضي السوريَّة. وبما أنّ هذا لم يُذكر ولا مرّة واحدة على الأقلّ، فإنّ ذلك يعني إعطاء الموافقة على تواجد هذه القوى في سورية”.

يقول مدير مركز (دراسة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى) سيمون بغداساروف لصحيفة (فزغلياد): إنَّ حزب الله يبدي اهتمامًا خاصًّا بالمنطقة المحيطة بمدينة القنيطرة في محافظة القنيطرة الواقعة جنوب هضبة الجولان؛ والإسرائيليون بدورهم، مهتمون بإقامة منطقة عازلة لمنع تسلّل مقاتلي الحزب والإيرانيين من فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية”.

بيَّن رئيس قسم (دراسة النزاعات في الشرق الأوسط) أنطون مارداسوف أنَّ (إسرائيل) تخشى ألّا يقلَّ النفوذ الإيراني في سورية، بعد إقامة “منطقة تخفيف التصعيد في جنوب غرب سورية” التي اتُّفق عليها أثناء مفاوضات أستانا (والتي جرى تحديثها على الأرجح أثناء المفاوضات بين واشنطن وموسكو).

نتنياهو غير مسرورٍ من ظهور الشرطة العسكرية الروسية

بحسب رأي المحلل السياسي الإسرائيلي كيدمي، يعود السبب الثاني للقلق الإسرائيلي من “تولّي الشرطة العسكرية الروسية مهمات مراقبة تطبيق نظام وقف إطلاق النار” إلى أنَّ القيادة الإسرائيلية تخشى أنَّ يصعِّب هذا التكليف “عمليات القوات الإسرائيلية ضدَّ (حزب الله) وغيره من القوى في المناطق التي تشرف عليها القوات الروسية”. وأضاف “بالدرجة الأولى هناك مخاوف من وقوع نزاعٍ مع الشرطة العسكرية الروسيّة”، لأنها ستعمل بحزمٍ على تطبيق كلّ القواعد.

ولفت الخبير الإسرائيلي إلى أنَّ ممثلي (إسرائيل) حاولوا إقناع الأميركيين، بأن تتولَّى القوات الأميركية الرقابة، لكنَّ الأميركيين بيَّنوا للإسرائيليين، بكلِّ وضوح، أنَّهم لا ينوون إبقاء وحداتٍ عسكرية لهم على الأراضي السوريّة، وأوضحوا أنَّ تواجدهم هناك مرتبطٌ بمحاربة تنظيم (الدولة الإسلامية) وحسب. وبرأيه، أنَّ القيادة الإسرائيلية لم تحدِّد هذين السببين مباشرةً، بل بطريقةٍ غير مباشرة. ويخلص الخبير على أنّ بنيامين نتنياهو “إمَّا أنه كان يخجل من قول ذلك بصراحة أو أنَّه كان يخشى الإفصاح عن مخاوفه”، ولكنَّ الصحفيين عبَّروا عما يدور في ذهن نتنياهو الذي تحدَّث مع الرئيس الفرنسي ماكرون حول ذلك.

تستمرُّ المفاوضات، ولكنَّ الموقف الإسرائيلي سيؤخذ بالاعتبار

لن تشكِّل المساعي الإسرائيلية تهديدًا للعملية التفاوضية، فهي ليست دولة ضامنةً للتهدئة في سورية. ولكن -كما يقول الخبراء- تقوم (إسرائيل) بعرقلة العملية التفاوضية بطريقةٍ غير رسميَّة.

يقول أنطون مارداسوف: “عند بدء العمليّة، كان أحد أكثر المواضيع حدَّةً السماح للإسرائيليين بتوجيه الضربات ضدّ (حزب الله) وغيره من المجموعات الموالية لإيران”. وبرأي الخبير، في هذا الوضع، اختارت موسكو اعتماد تكتيك التوازنات. فمن ناحية، عُقدت اتفاقاتٌ مع إيران بصفتها دولة مشاركًة في مباحثات أستانا. ومن جانبٍ آخر، حصلت (إسرائيل) -عمليًّا- على إمكانية قصف مواقع (حزب الله). أمَّا المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، فهي كفَّة الميزان الثانية التي تتيح لموسكو عدم الارتباط بإيران الشيعيّة (وهو أمرٌ مهمٌّ لسورية السنيَّة).

بحسب رأي مارداسوف، تعمَّدت (إسرائيل) تسليط الضوء على المشكلة، الآن بالتحديد، معلنةً من خلال وسائل الإعلام مطالبها. وأشار الخبير إلى أنَّ مجرّد توفّر منصةٍ تفاوضيّة يعزّز وضع روسيا كلاعبٍ عالميّ. وبيّن مارداسوف أنَّ “المواجهات الأميركية – الإيرانية والإيرانية- الإسرائيلية، هي مواضيع محرجة، تجدُ روسيا نفسها مضطرّةً للمناورة فيها”.

اسم المقالة الأصلية Израиль просит Россию учитывать и его интересы в Сирии كاتب المقالة  مارينا بالتاشوفا- ميخائيل موشكين مكان وتاريخ النشر صحيفة فزغلياد. 17 تموز 2017 رابط المقالة https://www.vz.ru/world/2017/7/17/878955.html

ترجمة سمير رمان

 




المصدر