وكالة “الأناضول” التركية تثير غضب واشنطن


فراس محمد

أعربت الولايات المتحدة عن غضبها، بعد أن كشفت وكالة (الأناضول) الحكومية التركية مواقعَ تمركز القوات الأميركية والفرنسية في الشمال السوري، بذريعة تعريض سلامة الجنود للخطر.

وقال أدريان رانكيين المتحدث باسم البنتاغون، يوم أمس الأربعاء: إن “الولايات المتحدة ستشعر بقلق شديد، إذا أقدم مسؤولون في بلد حليف، وعضو في حلف الناتو على تعريض سلامة جنودنا للخطر بشكل متعمد، من خلال نشر معلومات سرية”، معتبرًا أنّ الكشف عن هذه المعلومات السرية سيترتب عليه “تعريض قوات التحالف ضد تنظيم (داعش) لمخاطر لا لزوم لها”.

وأضاف أن واشنطن أبلغت أنقرة عن قلقها تجاه هذه الخطوة، ورفضَ في الوقت ذاته التعليقَ على مدى دقة المعلومات التي كشفتها (الأناضول).

تأتي التصريحات الأميركية ردًا على تقرير وكالة (الأناضول) التي نشرت، يوم الإثنين الماضي، تقريرًا يتضمن تفاصيل انتشار القوات الأميركية والفرنسية، بالإضافة إلى مواقع القواعد والمنشآت العسكرية الأميركية في شمال سورية.

وذكرت الوكالة أن 200 جندي أميركي و75 جنديًا فرنسيًا من القوات الخاصة، ينتشرون في موقع متقدم، يقع على بعد 30 كم شمال الرقة عاصمة تنظيم (داعش) في سورية، وبالتحديد في قاعدة عين عيسى التابعة لـ “وحدات حماية الشعب” الكردية، بالإضافة إلى تواجد قوات خاصة أميركية وفرنسية في موقع عسكري، يقع على تلة جنوب مدينة عين العرب “كوباني”، في حين يتم استخدام المركز العسكري في بلدة صرين العربية، جنوب غرب مدينة عين العرب “كوباني” للمركبات العسكرية المنقولة جوًا، لتزويد مقاتلي الوحدات الكردية بالأسلحة والذخائر.

أما في منبج فقد أنشأت الولايات المتحدة الأميركية نقطتَين عسكريتَين، عام 2016 بعد سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” على المنطقة، وتقع إحداها في بلدة عون الدادات، على الطريق بين مدينتَي منبج وجرابلس، وتستخدمها القوات الخاصة الأميركية للقيام بدوريات ضد وحدات الجيش السوري الحر المشارك في عملية (درع الفرات).

وتقع الوحدة العسكرية الأميركية الثانية في بلدة الأوشرية، شرق عون الدادات بهدف حماية “وحدات حماية الشعب” من فصائل الجيش الحر المنتشر شمال نهر الساجور.

كما كشفت (الأناضول) عن ثلاث نقاط عسكرية أميركية في الحسكة، كان آخرها نقطة شمال تل بيدر، حيث تم نشر 100 جندي من القوات الخاصة الأميركية، في إطار المعركة ضد تنظيم (داعش)، كما يوجد مقاتلون أجانب تابعون للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في إحدى مزارع تل تمر، قرب الحدود السورية-التركية، بينما ينتشر 150 عنصرًا من القوات الخاصة الأميركية في منطقة الشدادي، جنوب مدينة الحسكة.

في ما يخص القواعد العسكرية الأميركية في الحسكة، تحدث تقرير (الأناضول) عن قاعدتَين عسكريتين: الأولى في منطقة الرميلان، شمال شرق محافظة الحسكة، والثانية في قرية خراب عشك، جنوب مدينة عين العرب “كوباني”. وتستخدم قاعدة خراب عشك فقط من قبل طائرات الهليكوبتر العسكرية، في حين أن قاعدة الرميلان واسعة بما يكفي لهبوط طائرات الشحن الكبيرة التي تستخدم لنقل المساعدات العسكرية لمقاتلي “وحدات حماية الشعب”، بينما يتم إرسال جزء آخر من هذه المساعدات، عبر الحدود البرية العراقية-السورية.

يرى الصحفي روي غوتمان، في مقال له في موقع (ديلي بست) البريطانية، أن نشر (الأناضول) للمواقع والنقاط العسكرية الأميركية هو آخر ردّ للغضب التركي على السياسية الأميركية في دعمها العسكري لـ “وحدات حماية الشعب” الكردية التي ترى تركيا أنها الجناح السوري لـ “حزب العمال الكردستاني” المصنَّف دوليًا كمنظمة إرهابية.




المصدر