تنديد واسع بعنف الاحتلال الإسرائيلي في القدس ومحيط المسجد الأقصى.. ومظاهرات غاضبة في عدة دول


مراد الشامي

طالبت أطراف عدة الاحتلال الإسرائيلي بوقف العنف والتصعيد ضد الفلسطينيين في القدس ومحيط المسجد الأقصى، وسط تنديد واسع لقتل الاحتلال 3 شبان فلسطينيين، اليوم الجمعة.

وقالت مصر إن على إسرائيل أن توقف فوراً العنف، وأعربت عن "استيائها الشديد" لوقوع ضحايا ومصابين من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء جراء الاستخدام المفرط للقوة.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الكويتية، اليوم الجمعة، إن الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الفلسطينيين في مدينة القدس والمسجد الأقصى، "لن تقود إلا لمزيد من التهديد للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن مصدر مسؤول في الخارجية (لم تسمه) إدانة الكويت واستنكارها الشديدين للممارسات الإسرائيلية بالقدس والمسجد الأقصى.

ودعا المصدر السلطات الإسرائيلية إلى إعادة فتح بوابات المسجد الأقصى بشكل كامل ورفع كافة القيود التي تحول دون أداء المصلين شعائرهم بيسر وطمأنينة.

واليوم الجمعة، استشهد 3 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، في مدينة القدس المحتلة، وأصيب العشرات، مع تصاعد المواجهات بين المحتجين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.

كما شهدت عدة أحياء في مدينة القدس ومدن وبلدات بالضفة الغربية، اليوم، تظاهرات ومواجهات رفضا لتركيب السلطات الإسرائيلية بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى.

بدورها أعربت الأمم المتحدة عن "أسفها" لمقتل الفلسطينيين الثلاثة، وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، خلال تصريحات صحفية في مقر المنظمة الدولية بنيويورك "نأسف لمقتل أشخاص وخاصة صغار في السن (..) ونحن قلقون للغاية إزاء تصاعد حدة العنف".

ودعا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الفصائل الوطنية والإسلامية للاجتماع "الفوري" في مصر أو لبنان، للاتفاق على استراتيجية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

وتابع هنية خلال خطبة جمعة ألقاها في المسجد "العمري" وسط مدينة غزة: "هذا الاجتماع يهدف إلى وضع سياسة واستراتيجية لمواجهة المخططات الصهيونية الرامية للاستيلاء على المسجد الأقصى".

وطالب هنية الدول العربية والإسلامية بتحمل "مسؤولياتها والقيام بواجباتها تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس". وجدد تأكيد حركته "عدم سماحها بتنفيذ المخططات الإسرائيلية في المسجد الأقصى". وقال: "نرفض رفضا قاطعا كل الإجراءات والسياسات والمخططات الصهيونية في المسجد الأقصى، وخرج الشعب ليؤكد أن هذه المخططات ستبوء بالفشل، ولن تمر".

مظاهرات غاضبة

وخرجت مظاهرات في عدد من الدول تنديداً بسياسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، وذكرت وكالة الأناضول أن مظاهرات متضامنة مع المسجد الأقصى، ومناهضة لإسرائيل وانتهاكاتها ضد المسجد المبارك عمت في تركيا.

ففي إسطنبول، تظاهر الآلاف أمام القنصلية الإسرائيلية، مرددين هتافات ضد إسرائيل، كما أقيمت مظاهرات حاشدة وكبيرة في مناطق مختلفة من المدينة. وفي العاصمة أنقرة، تجمع المتظاهرون في باحة مسجد "حاجي بيرم ولي"، وأدوا صلاة الغائب على أرواح الفلسطينيين الذين سقطوا بالاعتداءات الإسرائيلية.

كما خرج مئات التونسيين، اليوم، بعد صلاة الجمعة في مسيرة غضب نصرة للأقصى، وتجمع المتظاهرون في العاصمة التونسية رافعين شعارات من قبيل "الشعب يريد تجريم التطبيع"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة"، ولافتات كتب عليها "إغضب للأقصى"، و"قاطعوا إسرائيل"، و"لبيك يا أقصى إنا قادمون" و"إسلامية أقصاوية رغم أنف الصهيونية".

وبالموازاة مع ذلك، تظاهر مئات الماليزيين في العاصمة كوالالمبور، بمظاهرة احتجاجًا على اعتداءات القوات الإسرائيلية وتضامنًا مع المسجد الأقصى.

وجاءت المظاهرة بعنوان "أنقذوا الأقصى"، وجال المشاركون الذي حملوا لافتات ورددوا شعارات رافضة للإجراءات الإسرائيلية، بعدة شوارع في العاصمة الماليزية وانتهت المظاهرة أمام السفارة الأمريكية بكوالالمبور.

والجمعة الماضية، أغلقت إسرائيل المسجد الأقصى، ومنعت الصلاة فيه قبل أن تعيد فتحه جزئياً، الأحد الماضي، غير أنّها اشترطت على المصلين والموظفين الدخول عبر بوابات تفتيش إلكترونية، وهو ما رفضه الفلسطينيون.

ويقيم الفلسطينيون الصلاة في الشوارع المحيطة بالمسجد الأقصى؛ حيث يعتبرون أن إسرائيل تريد من وراء تلك البوابات فرض سيادتها على الأقصى.

وفجر اليوم، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، الإبقاء على البوابات الإسرائيلية على مداخل المسجد.

وأدى آلاف الفلسطينيين اليوم صلاة الجمعة في شوارع مدينة القدس، رفضا للبوابات الإلكترونية التي وضعتها إسرائيل على بوابات المسجد الأقصى.

وأدى الفلسطينيون الصلاة في عدد من محاور الطرقات بينها شارع صلاح الدين والمصرارة وباب الأسباط ووادي الجوز، وهي مناطق متاخمة لأسوار البلدة القديمة في المدينة.




المصدر