محمية رأس الخور دبي … «تثقيف» بيئي حيّ


تفرض محمية رأس الخور للحياة الفطرية في دبي توازناً بيئياً وتنوّعاً أحيائياً، مشكّلةً وجهة للزوار والباحثين على السواء، كونها تعدّ واحدة من المناطق المحمية الحضرية لتحسين الظروف البيئية والمحافظة على استدامة الحياة الطبيعية. وتمتد هذه المحمية على مساحة 6,2 كلم مربع محاطة بمنطقة عازلة، وتحضن نحو 450 نوعاً من الحيوانات والطيور و47 نوعاً من النباتات. وهي واحدة من أفضل الأراضي الرطبة في المناطق الجافة التي تحسّن إدارتها تعزيز ثروتها والنهوض بمقوماتها.
في هذا الإطار، أشار خالد العوضي مساعد المدير العام لقطاع رقابة البيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي، إلى أن المحمية تقع في نهاية خور دبي البالغ طوله 14 كلم ضمن المنطقة التي تربط الخليج العربي بصحراء العوير. وقد استحدثت البلدية أخيراً نظاماً للمراقبة في صورة مستمرة لمنع أي إزعاج للحياة البرية وتدهور الموارد الطبيعية، والمساهمة في تطوير السياحة البيئية في الإمارة.
أما الدور الحيوي غير المباشر للمحمية فيكمن في الحدّ من عمليات التجريف ومواجهة الاحتطاب الجائر وإزالة النباتات والصيد والحرائق، وكذلك حماية الأنواع الفطرية النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض وتنميتها، وفق المهندسة علياء الهرمودي مديرة إدارة البيئة في بلدية دبي. وينشط في المحمية مشروع تحجيل الطيور المهاجرة (وضع حلقات معدنية حول سيقانها)، مستعيناً بأجهزة تتبع عبر إرسال إحداثيات بواسطة الأقمار الإصطناعية، بغرض متابعة الطيور ومساراتها المختلفة خلال مواسم هجرتها، ومنها طيور مائية كالزقزاق الإسكندراني ودريجة الشاطئ والبقويقة وأبو مغازل، وطيور جارحة مثل الصقور والعقبان الكبيرة المنقطة، والنسر الأصلع، وأبو ملعقة الآسيوي، وأخرى مهددة بالإنقراض مثل الغاق السقطري (اللوهة) واللقلق الأبيض وأبو ملعقة والنحام أو الفنتير، والزرقاوي الأحمر (البط الصديئي) والطيطوي أحمر الساق المنقّط.
تضم المحمية أعداداً كبيرة من القشريات والأسماك والثدييات الصغيرة، وتتميّز بوجود أشجار القرم (الرمادي) التي توفر ملاذاً آمناً لتكاثر أنواع الطيور، وتساهم في صدّ الرياح وتثبيت التربة وامتصاص الفضلات والسموم وحماية الشواطئ من مدّ الأمواج العاتية والكوارث الطبيعية. وهي تمتاز بسماكة أوراقها الخالية من الأشواك ويبلغ ارتفاعها من 2 إلى 4 أمتار وتمتد جذورها في قاع البحر، وتجذب طيوراً برية وبحرية كثيرة تحتمي بها من الحيوانات وحرارة الشمس في وقت الظهيرة.
واستقبلت محمية خور دبي حوالى 140 ألف زائر خلال النصف الأول من العام الحالي. وأحرزت جائزة أفضل محمية ضمن جوائز مجلس التعاون للبيئة والحياة الفطرية عام 2015، وجائزة الشرق الأوسط لتميّز البلديات (فئة حماية البيئة والموارد الطبيعية) في العام الماضي.



صدى الشام