مصدر في عرسال لـ"السورية نت": المواجهات قريبة جداً من اللاجئين وخسارة كبيرة لحزب الله مع بداية المعارك


مراد الشامي

تواصلت المواجهات حتى مساء، اليوم الجمعة، بين ميليشيا "حزب الله" اللبناني وقوات نظام بشار الأسد من جهة، ومسلحين من فصائل عدة في جرود بلدة عرسال الواقعة على الحدود السورية اللبنانية، فيما يزداد الخطر على اللاجئين السوريين الذين يعيشون قرب مناطق المواجهات.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن مقاتلي ميليشيا "حزب الله" سيطروا على سهل الرهوة في جرود عرسال، لكن مصدراً في مدينة عرسال قال لـ"السورية نت"، مساء الجمعة، إن القوات المهاجمة سيطرت على نقطتين في السهل انسحب منها مقاتلو "سرايا أهل الشام" بسبب القصف العنيف على المنطقة.

وتحدث المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن ميليشيا "حزب الله" حشدت قرابة 5 آلاف مقاتل خلال هجومها على منطقة سهل الرهوة، وأضاف أن المعارك مستمرة، حيث يشن مقاتلو الميليشيا هجوماً على محاور عدة، مؤكداً أنهم يستخدمون "سياسة التدمير الشامل" في الهجوم.

ولفت المصدر إلى أن هناك مخاوف كبيرة على مصير اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيمات بالمنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، وبيّن أن المواجهات لا تبعد عنهم سوى مسافة تتراوح بين 800 إلى 900 متر، مؤكداً أنهم غير محميين، وأشار إلى أن المواجهات والقصف العنيف قد يتسبب بسقوط ضحايا من اللاجئين أو إصابتهم.

وكانت وكالة رويترز، نقلت في وقت سابق، اليوم الجمعة عن مصدر أمني لبناني - لم تذكر  اسمه - قوله أن "اللاجئين الذين يعيشون في المنطقة يهربون باتجاه عرسال" مشيرا حسب قوله إلى أن "الجيش اللبناني يسهل دخولهم تحت إشراف الأمم المتحدة"، إلا أن عددهم غير معروف حتى الآن.

وأسفرت المواجهات، اليوم الجمعة، عن سقوط خسائر بشرية في صفوف ميليشيا "حزب الله"، وقوات هيئة "تحرير الشام"، ونقل المصدر عن قيادي عسكري في جرود عرسال قوله إن "قرابة 32 مقاتلاً من حزب الله قتلوا في معارك الجمعة".

كذلك أكد المصدر لـ"السورية نت" أن عناصر هيئة "تحرير الشام" أسروا مقاتلاً يتبع لـ"الحزب القومي السوري" ويقاتل ضمن صفوف ميليشيا "حزب الله" في جرود عرسال.

وعُرف من قتلى ميليشيا "حزب الله": حسين زهير سليم من بلدة الغبيري، حسن علي حمود من بلدة الطيبة الجنوبية، ياسر أيمن شمص من البقاع، ومهدي رعد"، بحسب ما نشرت حسابات ومواقع إعلامية موالية للحزب، ووفقاً لما ذكره موقع "imlebanon".

وتلعب كل من قوات نظام الأسد والجيش اللبناني دوراً بارزاً في الهجوم على جرود عرسال، إذ يقصف الطرفان مواقع الجرود من مواقعهما.

ويتوقع أن تأخذ المعارك الجارية في جرود عرسال وقتاً طويلاً بسبب طبيعة المنطقة الوعرة التي تتطلب الكثير من المقاتلين، وفي هذا السياق أشار المصدر إلى أن المنطقة جبلية وفيها مغارات وأنفاق ويصعب اختراقها بالصواريخ.

ورجح أن تتكبد ميليشيا "حزب الله" خسائر بشرية كبيرة لكونها هي القوة المهاجمة، ولا تمتلك المعرفة الكافية بالطبيعة الجغرافية للمناطق التي تدور فيها المواجهات.

وشهدت عرسال عام 2014 أحداثا أمنية خطيرة مرتبطة بالحرب الأهلية السورية بعد أن سيطر متشددون على البلدة اللبنانية لفترة وجيزة.

وفشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق لانسحاب المتشددين من منطقة جرود عرسال إلى أجزاء أخرى داخل سوريا تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وتسيطر هيئة "تحرير الشام"، و"سرايا أهل الشام" على مساحات واسعة من جرود وتلال بلدة عرسال اللبنانية، بالإضافة إلى سيطرة مقاتلين من تنظيم "الدولة الإسلامية" على جزء من تلال جرود عرسال.




المصدر