معارضون سوريون يقللون من أهمية إلغاء ترامب تسليح سي آي إيه للفصائل.. كيف برروا ذلك؟


مراد الشامي

قلّل قادة في المعارضة السورية من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإيقاف برنامج "سي آي إيه" لتسليح قوات المعارضة، واعتبروا أن القرار "لا يعني الشيء الكثير".

وأشار معارضون إلى أن الدعم الأمريكي لم يكن يشمل سابقاً السلاح والعتاد العسكري، بل يشمل تزويد المعارضة بالمعلومات وبعض أجهزة الاتصال، فضلاً عن مساعدات إنسانية وغذائية.

وقال إياد بركات من الجيش السوري الحر في جنوب سورية إن "الدعم الذي تُقدّمه الولايات المتحدة لفصائل المعارضة المسلحة مُقنن بالأساس، ولا يصل أي دعم بالأسلحة إلى لفصائل محدودة اختارتها الولايات المتحدة، ومحدودة العدد والانتشار، ومهمتها بالنسبة للولايات المتحدة محاربة الإرهاب لا محاربة النظام، بينما الغالبية العظمى من فصائل المعارضة المسلحة فتعتمد على مصادر متنوعة لتأمين السلاح، ذاتية التمويل أو عربية التمويل، وتعتمد أحياناً على السوق السوداء لتأمين السلاح".

وأضاف بركات في تصريح لوكالة "آكي" الإيطالية، نشرته اليوم الجمعة: "بكل الأحوال ليس من بين الأسلحة الأمريكية المُقدّمة لبعض فصائل المعارضة المسلحة أي أسلحة قادرة على قلب ميزان القوى، وأقصى ما تحصل عليه هو مضادات للدروع قوية التأثير"، وفق تأكيده.

من جانبه قال سعيد سيف مسؤول المكتب الإعلامي في قوات "الشهيد أحمد العبدو"، إن "الدعم الذي كانت تقدمه سي آي إيه لفصائل الجيش الحر في البادية كان لوجيستيا فقط ، وغير كاف، ولا يتناسب مع القوة العسكرية المهاجمة والمتمثلة في قوات النظام وميليشياته الأجنبية".

ولفت سيف في تصريح لصحيفة "الغد" الأردنية أن "قيادة قوات أحمد العبدو طالبت مرارا وتكرارا غرفة الدعم للحصول على سلاح نوعي مضاد للدروع وسلاح يحد من هجمات الطيران الحربي، إلا أنه لم يتم الاستجابة لنا".

وأوضح سيف عدم تبلغهم بالقرار الأميركي رسميا، بيد أنه أكد أنه وفي حال كان صحيحاً فإن ذلك لن يوقف المعارك وأن الفصائل ستستمر في حربها ضد النظام، وتنظيم "الدولة الإسلامية".

وأكد أن "السلاح الذي غنمته فصائل المعارضة في المعارك ضد النظام وتنظيم الدولة خلال الخمسة أعوام الماضية سيساعدهم على الاستمرار في القتال ضد هذين الطرفين لـ5 أعوام مقبلة"، وفق قوله.

من جهته، أكّد العقيد المنشق عن الجيش النظامي محمد الحريري أن الدعم اللوجستي الأمريكي "ليس له أي تأثير على التوازن العسكري على الأرض مع النظام، طالما أن هذا الدعم يتم توجيهه إلى المصالح الأمريكية، ولن يُشكّل أيّ تغيير في مسار المعارك، وسيكون لها تأثير سلبي على المدى البعيد من ناحية تبعية الفصائل للاستخبارات الأمريكية، ما يفقدها صفتها الوطنية".

وتقول المعارضة السورية إن الدعم الأمريكي ينقسم إلى دعم لوجستي وتقني ومعلوماتي تُقدّمه وكالة الاستخبارات الأمريكية، ودعم عسكري وأسلحة من (البنتاغون) موجّه إلى ميليشيا وحدات "حماية الشعب" الكردية، وبعض الفصائل السورية المسلحة المتواجدة عند قاعدة التنف العسكرية جنوب شرق سوريا.

وقوبل قرار ترامب بانتقادات من قبل مسؤولين أمريكيين، وأعرب السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام عن قلقه من هذه الخطوة واصفاً إياها في تغريدة على تويتر بأنها "إذا ما ثبت صحتها.. ستكون أشبه بالاستسلام الكامل للأسد وروسيا وإيران".

ولفت في تغريدة أخرى إلى أن وقف تسليح المعارضة السورية إذا صح فإن ذلك سيكون "خسارة كبيرة أولا: للسوريين الذين يتعرضون لهجمات بلا هوادة من قبل الأسد، وثانياً: لشركائنا من العرب، وثالثا: لوضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

واعتبر أن مثل هذه الخطوة ستعني بالضرورة "منح عاصمة عربية أخرى للإيرانيين".




المصدر