فصائل المعارضة تستخف بقرار إيقاف الدعم الأميركي
21 تموز (يوليو - جويلية)، 2017
عاصم الزعبي
اتسمت ردات فعل فصائل المعارضة السورية المسلحة التي كانت تتلقى دعمًا لوجستيًا من الولايات المتحدة الأميركية، بالبرود، تجاه قرار الرئيس دونالد ترامب، بوقف برنامج (سي آي إيه) الذي يدعم فصائل الجيش الحر لوجستيًا وعسكريًا.
سبب ذلك البرود هو ضعف الدعم الأميركي المقدم، وضعف تأثيره أيضًا على إحداث توازن عسكري مع النظام؛ إذ بقيت الإمدادات قاصرة عن منح فصائل المعارضة أسباب التكافؤ في القوة مع قوات النظام وميليشياته.
قال العقيد المنشق عن جيش النظام محمد الحريري، لـ (جيرون): “إن الدعم اللوجستي ليس له أي تأثير على التوازن العسكري على الأرض مع النظام، طالما أن هذا الدعم يتم توجيهه إلى المصالح الأميركية، وحتى إن كان له فائدة، فلن تشكل تلك الفائدة أيّ تغيير في مسار المعارك، وسيكون لها تأثير سلبي على المدى البعيد في الثورة السورية، من ناحية تبعية الفصائل للاستخبارات الأميركية؛ ما يفقدها صفتها الوطنية”.
وأضاف الحريري مفصّلًا: “يمكن تقسيم الأولويات الأميركية، في الحرب السورية، إلى قسمين: القسم الأول والأهم يتمثل بحماية أمن (إسرائيل). ويأتي القسم الثاني في المرحلة التالية، ويتمثل في الحرب على الإرهاب، في حين أن دعم المعارضة لإسقاط نظام الأسد بات آخر ما تنظر إليه أميركا”.
تُقسم الفصائل المعارضة، من حيث تلقي الدعم الأميركي، إلى قسمين: الأول يتلقى الدعم من الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، وهي غالبية الفصائل، وتتلقى دعمًا لوجستيًا فقط، (يتم تزويدها بمعلومات استخباراتية عن تحرك قوات النظام على الأرض، وبعض وسائل الاتصال وخاصة الفضائي) وهي الفصائل التي تم إيقاف الدعم عنها بموجب قرار ترامب، ولا يؤثر هذا الدعم على هيكليتها التنظيمية، أوالمعدات العسكرية، ومن هذه الفصائل، (جيش أسود الشرقية)، و(قوات الشهيد أحمد العبدو) في الجنوب.
أما القسم الثاني فيتلقى دعمًا عسكريًا من البنتاغون، بما في ذلك معدات عسكرية، وموازنات مالية، وتغطية جوية لعملياتها العسكرية، ومنها قوات (قسد)، و(جيش مغاوير الثورة) الذي يسيطر على معبر التنف على الحدود السورية-العراقية.
وكان الطيران الأميركي شارك، أكثر من مرة، في قصف أرتال تابعة لنظام الأسد و(حزب الله) أثناء توجهها نحو معبر التنف، بينما لم يشارك على الإطلاق في دعم (جيش أسود الشرقية، وقوات الشهيد أحمد العبدو)، خلال مواجهاتها مع النظام، في بادية الشام.
ونقلت صحف محلية أردنية عن سعيد سيف، مسؤول المكتب الإعلامي لـ “قوات الشهيد أحمد العبدو”، أن الدعم الذي كانت تقدمه (سي آي إيه) لفصائل الجيش الحر في البادية كان دعمًا لوجستيًا، وهو غير كاف، ولا يتناسب مع القوة العسكرية التي يهاجم بها النظام وحلفاؤه.
وأكد سيف أن “قوات الشهيد أحمد العبدو”، طالبت مرارًا، غرفة “الموك”، من أجل الحصول على سلاح نوعي مضاد للدروع، وسلاح يحد من هجمات الطيران، لكن لم يصلها شيء.
ولكن “البدائل موجودة” -كما يقول العقيد أبو طلال لـ (جيرون)- “وهي موجودة بشكل كبير لدى فصائل المعارضة، ولكن هناك قسمًا من هذه الفصائل، لم يعد يملك إرادة الصمود والإصرار، وحتى القدرة على اتخاذ القرار بقتال النظام، كما كان الحال في بداية تأسيس الجيش الحر، إضافة إلى القرار الذي يبدو أنه تم اتخاذه أميركيًا، بإعادة ترتيب المنطقة”.
وأفادت صحيفة (واشنطن بوست)، أول أمس الأربعاء، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) “قررت إنهاء برنامجها السري لدعم المعارضة السورية التي تقاتل قوات النظام السوري، بأوامر صادرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.
[sociallocker] [/sociallocker]