تغييرات طفيفة تطال خرائط السيطرة حول عرسال


خالد محمد

لم تسفر العملية العسكرية التي أطلقتها ميليشيا (حزب الله) اللبناني، أمس الجمعة، في محيط بلدة عرسال اللبنانية وجرود فليطة السورية، عن تغييرات جوهرية في خريطة السيطرة بين الأطراف. وفي هذه الأثناء اضطر كثير من اللاجئين السوريين إلى مغادرة خيامهم، نحو بلدة عرسال، من جراء القصف العنيف.

قال الناشط أحمد اليبرودي: إن “الهجوم البري لـ (حزب الله) انطلق أمس الجمعة من محورين: الأول بلدة فليطة باتجاه مواقع في القلمون الغربي، والثاني من جنوب جرود عرسال، باتجاه مرتفعات شمال وشرق البلدة”؛ الأمر الذي أدى إلى “اندلاع اشتباكاتٍ عنيفة مع (سرايا أهل الشام) و(هيئة تحرير الشام)، في محاور الثلاجة والرهوة؛ انتهت بانسحاب الأخيرة منها، بسبب القصف العنيف على المنطقة”.

وأضاف أن “دور النظام ينحصر -في الوقت الراهن- في قصف مناطق المعارضة بالطيران الحربي الذي أخذ يشنّ غاراتٍ يومية على مرتفعات الضليل، وتلة الكرة، وتلة العلم، إضافةً إلى قصف مدفعي وصاروخي، أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من المعارضة، ووقوع عددٍ من الإصابات في صفوفها”.

وأوضح اليبرودي، في حديثه لـ (جيرون): أن “الجيش اللبناني استهدف مخيمات اللاجئين السوريين، في جرود بلدة عرسال اللبنانية، بقذائف الهاون، بالتزامن مع استهدافٍ مماثل لجميع التحركات في المخيمات بالرصاص الحي والمباشر؛ ما أسفر عن مقتل لاجئَين اثنين، وهروب جماعي لبعض اللاجئين من المخيمات إلى داخل البلدة”، مشيرًا إلى “وصول نحو30 عائلة من وادي حميدة إلى بلدة عرسال؛ جراء القصف العشوائي واقتراب المعارك من المنطقة”.

نفى اليبرودي كذلك “الأنباء التي تُروجها بعض وسائل الإعلام اللبنانية، حول وجود مراقبين تابعين لهيئة الأمم المتحدة، لضمان حصول اللاجئين السوريين على تسهيلات من حواجز الجيش اللبناني المحيطة بالمخيمات للسماح لهم بالعبور باتجاه بلدة عرسال”.

على صعيد متصل، ذكر (المركز الإعلامي في القلمون الغربي)، عبر صفحته الرسمية على (فيسبوك) أن “هيئة (تحرير الشام) تمكنت من أسر عنصرَين لـ (حزب الله) في نقطة الثلاجة بين جرود فليطة وجراجير، وقتلت 12 عنصرًا آخرين في منطقة وادي العوينة”، وأشار أيضًا إلى أن “الجيش اللبناني شنّ حملة دهمٍ واعتقالات طالت 50 لاجئًا سوريًا، في بلدة دير عمار شمال مدينة طرابلس اللبنانية”.

يرى مراقبون أن هذه العملية العسكرية التي تشهدها منطقة الجرود السورية-اللبنانية، تأتي في إطار استكمال (حزب الله) لمشروعه الطائفي الممتد على طول الشريط الحدودي بين البلدين، من مدينة القصير بريف حمص وحتى مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي؛ وبالتالي فإن الحزب يندفع حاليًا للسيطرة على الشريط الحدودي الممتد في الجزء القلموني الخارج عن سيطرته.

جدير بالذكر أنّ (هيئة تحرير الشام) و(سرايا أهل الشام) تسيطران معًا على مساحات واسعة من جرود وتلال بلدة عرسال اللبنانية، وجرود بلدة فليطة في القلمون الغربي، في حين يسيطر “تنظيم الدولة الإسلامية” على بعض التلال في جرود عرسال، من جهة العجرم والمعبر الواصل بين بلدتَي قارة والجراجير، وجرد بريتال التي تعتبر جميعها أبرز المعاقل الرئيسة للتنظيم في المنطقة.




المصدر