"حزب الله" يغتال مسؤول التفاوض في عرسال اللبنانية و الاشتباكات تتواصل داخل جرودها


شادي السيد

ذكرت وسائل إعلام لبنانية، اليوم السبت، أن وسيطاً كان يتولى المفاوضات بين ميليشيا"حزب الله" و"هيئة تحرير الشام" لوقف المعارك في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، قتل جراء إصابته بصاروخ موجه.

وقالت وسائل الإعلام اللبنانية أن نائب بلدية عرسال السابق أحمد الفليطي توفي متأثرا بجراحه بعد استهداف سيارته بصاروخ، وهو من كان يتولى المفاوضات بين ميليشيا "حزب الله" و"تحرير الشام".

وذكرالشيخ مصطفى الحجيري من عرسال لموقع "جنوبية" اللبناني، أن ميليشيا حزب الله، هي من اغتالت الفليطي"، مشيراً إلى أنّ "الوفد لا يمكن أن يصعد دون إذن وتنسيق مع الأجهزة المعنية"، مضيفاً "أستاذ أحمد الفليطي كان له أيادي بيضاء سواء في المفاوضات مع جبهة النصرة أو مع تنظيم الدولة الإسلامية كان له دور كبير في فك أسر العسكريين اللبنانيين".

وفيما يتعلق بمجريات المعركة، قال الحجيري "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، الحرب كر وفر، عدد عناصر الحزب الذين سقطوا في هذه المعركة لم يسقطوا بكل حروبه التاريخية مع اسرائيل، ولا في حروبه في جرود القلمون، الحزب تكبد خسائر كبيرة اليوم في صفوف مقاتليه".

وتواصلت المواجهات، اليوم السبت بين ميليشيا "حزب الله" اللبناني وقوات نظام بشار الأسد من جهة، ومسلحين من فصائل عدة في جرود بلدة عرسال الواقعة على الحدود السورية اللبنانية، فيما يزداد الخطر على اللاجئين السوريين الذين يعيشون قرب مناطق المواجهات.

وذكر "الإعلام الحربي المركزي" التابع لميليشيا "حزب الله" أن "المواجهات اليوم السبت اندلعت على مرتفع ضهر الهوة في جرود عرسال والذي تمت السيطرة عليه بعد مواجهات مع هيئة تحرير الشام"، ويتميز هذا المرتفع وفقاً للمصدر بارتفاعه الشاهق والذي يعتبر موقعا استراتيجيا يكشف المنطقة الغربية لجرود عرسال.

وتأتي هذه المواجهات في ظل مخاوف كبيرة على مصير اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيمات بالمنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، حيث أنها لا تبعد عن المخيمات سوى مسافة تتراوح بين 800 إلى 900 متر.

وأسفرت المعارك عن حالة نزوح للسوريين المتواجدين في المخيمات باتجاه بلدة عرسال القريبة خوفاً على حياتهم.

وكانت وكالة "رويترز"، نقلت في وقت سابق، اليوم الجمعة عن مصدر أمني لبناني - لم تذكر  اسمه - قوله أن "اللاجئين الذين يعيشون في المنطقة يهربون باتجاه عرسال" مشيرا حسب قوله إلى أن "الجيش اللبناني يسهل دخولهم تحت إشراف الأمم المتحدة"، إلا أن عددهم غير معروف حتى الآن.

وتلعب كل من قوات نظام الأسد والجيش اللبناني دوراً بارزاً في الهجوم على جرود عرسال، إذ يقصف الطرفان مواقع الجرود من مواقعهما.

ويتوقع أن تأخذ المعارك الجارية في جرود عرسال وقتاً طويلاً بسبب طبيعة المنطقة الوعرة التي تتطلب الكثير من المقاتلين، وفي هذا السياق أشار المصدر إلى أن المنطقة جبلية وفيها مغارات وأنفاق ويصعب اختراقها بالصواريخ.

ورجح أن تتكبد ميليشيا "حزب الله" خسائر بشرية كبيرة لكونها هي القوة المهاجمة، ولا تمتلك المعرفة الكافية بالطبيعة الجغرافية للمناطق التي تدور فيها المواجهات.

وشهدت عرسال عام 2014 أحداثا أمنية خطيرة مرتبطة بالحرب الأهلية السورية بعد أن سيطر متشددون على البلدة اللبنانية لفترة وجيزة.

وفشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق لانسحاب المتشددين من منطقة جرود عرسال إلى أجزاء أخرى داخل سوريا تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وتسيطر هيئة "تحرير الشام"، و"سرايا أهل الشام" على مساحات واسعة من جرود وتلال بلدة عرسال اللبنانية، بالإضافة إلى سيطرة مقاتلين من تنظيم "الدولة الإسلامية" على جزء من تلال جرود عرسال.




المصدر