حكومة النظام تجاهلتهم… أهالي حلب يعتمدون على أنفسهم لإنارة شوارع مدينتهم
23 تموز (يوليو - جويلية)، 2017
editor4
زياد عدوان: المصدر
تعاني مدينة حلب بشكل عام من انقطاع الكهرباء بسبب الأعطال المستمرة في خطوط التغذية القادمة من منطقة الزربة في الريف الجنوبي الغربي، ونتيجة عدم وصول الكهرباء إلا بضعة ساعات في اليوم لجأت وزارة الكهرباء في حكومة النظام لإنارة الشوارع الرئيسة والأسواق بالطاقة الشمسية متجاهلة الشوارع الفرعية والأحياء المكتظة بالسكان، حيث أطلق سكان تلك الأحياء مبادرة شخصية لإنارة تلك الأحياء والحارات بالليدات التي تعمل على شحن البطاريات على الطاقة الشمسية.
وطرح العديد من المدنيين تلك المبادرة فيما بينهم عن طريق نشر الخبر في تلك الأحياء والحارات، ولاقت الفكرة إعجاب الكثيرين وحظيت بالاهتمام الشديد نظرا للتجاهل المتعمد من قبل الإدارة العامة للكهرباء في مدينة حلب وذلك بسبب تجاهل تلك الأحياء والحارات التي ما أن تصبح الساعة الثانية عشرة ليلا إلا ويخيم الظلام فيها بالرغم من تواجد مئات العائلات التي تقطنها.
وتعتبر هذه المبادرة شخصية من قبل السكان في مدينة حلب بحسب ما ذكر “أبو عمر” لـ (المصدر) الذي أضاف أن “التجاهل الشديد من قبل وزارة الكهرباء والإدارة العامة لكهرباء مدينة حلب جعلت المدنيين يقدمون على هذه المبادرة لإنارة الشوارع الفرعية وذلك من خلال وضع (ليد) ضوئيّ بعد انقطاع كهرباء الامبيرات على شرفة منزله وبذلك يكون قام بواجبه الشخصي وهذا الأمر لا يكلف شيئاً سوى القيام بإيصال شريط موصول بالبطارية وفي نهايته (الليد)”.
ونتيجة تجاوب العشرات من المدنيين وقيامهم بوضع (ليدات) تمت إنارة بعض الشوارع الفرعية ليلا بعد انقطاع كهرباء الأمبيرات في العديد من الأحياء في مدينة حلب، ولم يقتصر الأمر على وضع (الليدات)، فبادر عددٌ من المدنيين بوضع لمباتٍ لإنارة الشارع أثناء توفر كهرباء الامبيرات ليلاً والتي تشغل منذ الساعة السابعة من مساء كل يوم إلى الساعة الثانية عشرة ليلا أي بمعدل خمس ساعات أو أكثر بحسب كل منطقة أو حي من أحياء مدينة حلب.
في المقابل، تجاهل بعض المدنيين تلك المبادرة ملقين اللوم على حكومة النظام والتي لم تقدم خدماتها لمدينة حلب التي تعاني من انعدام شبه كامل للخدمات الأساسية، بالرغم من التصريحات الإعلامية المتكررة من قبل العديد من الوزارات بأنها قد صرفت المليارات لتقديم الخدمات والتي تشمل قطاع الكهرباء والمياه.
وعلق العديد من معارضي المبادرة على هذا الموضوع خلال حديثهم لـ “المصدر”، فبرر أحدهم قائلاً “إذا وضعت أمام منزلي ليدة فإن وزارة الكهرباء ستتجاهل إيصال الكهرباء أو حتى توصيل الليدات لتلك الشوارع المظلمة… لم نرى من تلك المليارات التي صرفوها على حلب تقدم في المجال الخدمي، الوضع مزرٍ للغاية”، فيما علق أحدهم على الموضوع محملا وزارة الكهرباء المسؤولية الكاملة عن وضع الكهرباء في مدينة حلب “حكومة النظام وخصوصا وزارة الكهرباء تريد إرجاع مدينة حلب للعصر الحجري وذلك بسبب تجاهل أمور الكهرباء، ووضع الليدات لإنارة الشوارع الرئيسية والأسواق بالطاقة الشمسية أكبر دليل على عجزها”.
وترى شريحة كبيرة من سكان المدينة بأن قيامهم بإنارة الشوارع الفرعية والأحياء المكتظة بالسكان سيجعل الإدارة العامة للكهرباء تتجاهل تلك الأحياء والحارات من خلال عدم تركيب إنارة عبر الطاقة الشمسية.
وتشهد مدينة حلب انعداماً لكامل الخدمات بالرغم من الوعود المتكررة، ومع حلول ساعات المساء يخيم الظلام الدامس في أغلب الأحياء السكنية وخصوصاً القسم الشرقي وأجزاء واسعة من القسم الجنوبي لمدينة حلب، وذلك بسبب رفض الإدارة العامة للكهرباء تركيب (ليدات) لإنارة تلك الأحياء والحارات ليلا.
[sociallocker] [/sociallocker]