(نشأة الدولة السورية وتحولاتها) على طاولة منتدى الفرات

ينظم منتدى (الفرات) للحوار، في السادسة والنصف من مساء غد الإثنين، محاضرةً بعنوان (نشأة الدولة السورية وتحولاتها)، في مقر مركز (حرمون للدراسات المعاصرة)، بمدينة غازي عنتاب التركية.

يلقي المحاضرة الباحث في (حرمون) د. عبد الله تركماني، مرتكزًا على ثلاثة محاور، تبدأ بـ (نشأة الجمهورية الأولى)، ومن ثم (الديكتاتورية العسكرية ونشأة الجمهورية الثانية)، وأخيرًا (الثورة والجمهورية الثالثة).

تأتي المحاضرة -وفق تركماني- بهدف استخلاص الدروس من تجربة السبع سنوات الماضية في الثورة، والتركيز على حاجة القضية السورية الملحة لخلق قيادة وطنية ناضجة، تعمل من خلال شعارَين أساسيين (الوطنية السورية الجامعة، الطموح إلى بناء الدولة الحديثة).

وأضاف الباحث: “من أهداف المحاضرة أيضًا، التركيز على حاجة سورية إلى نخب مرتبطة بالشعب، وألا تنحسر في إطار نخب معزولة عن الحاضنة الاجتماعية، وكذلك محاولة رسم ملامح الدولة التي نريد، وينبغي أن تستند إلى معايير الحق والقانون والكرامة الإنسانية، وأن تكون قادرة على عكس وحدة المجتمع السوري، وأن تؤسس لمرحلة جديدة تستند إلى مؤسسات وطنية، أهمها هيئة العدالة الانتقالية؛ بهدف محاسبة كل من تلطخت أياديه بالدم السوري، بمن فيهم بعض الفصائل المتطرفة والمحسوبة على الثورة، وغيرها من المؤسسات”.

أما في ما يخص أهمية المحاضرة في هذا التوقيت الذي تمر به القضية السورية؛ فقال تركماني: “من حيث المبدأ، الثورة السورية مرتبطة أساسًا بمسألة بناء الدولة، وإن عدم قدرتنا -منذ الاستقلال- على بناء دولة حديثة هو أحد أهم الأسباب في ما وصلنا إليه من مآزق في الوقت الحالي؛ ذلك أن الشعوب، عندما تعجز عن التأسيس لدولة الحق والقانون؛ تراكِم الأزمات وصولًا إلى المأزق المركزي المستعصي على الحلول، ولا شك في أن الديكتاتورية العسكرية التي بناها وأسسها البعث هي السبب الرئيس في ما وصلت إليه سورية الآن، لأنها أجهضت أي أمل في بناء دولة حديثة؛ وبالتالي هناك أهمية كبرى للتعرف على مراحل نشوء الدولة السورية وتحولاتها”.

جدير بالذكر أن منتدى (الفرات) هو إحدى منصات مركز (حرمون للدراسات المعاصرة) الحوارية، وهو يعنى بالقضايا المتعلقة بالوطنية السورية، بما فيها القضايا الإشكالية، ويطرحها للنقاش والحوار، وسبق له أن نظم عدة لقاءات وندوات، كان آخرها (المسألة السورية من أستانا إلى جنيف)، في منتصف شباط/ فبراير الماضي.