‘مركز الشؤون الدولية الروسي: هل تدخل العلاقات الروسية السعودية مرحلةً جديدة؟’

23 تموز (يوليو - جويلية)، 2017
4 minutes

Idrak Editor

ترجمة: صابرين زهو

 

نشر مركز “الشؤون الدولية الروسي” دراسةً تحدّث فيها عن العلاقات الروسية السعودية التي قد تشهد مرحلةً جديدة، خاصةً بعد تولي الأمير الشاب “محمد بن سلمان آل سعود” لمنصب ولاية العهد.

وأكدت الدراسة أن تعيين الأمير “محمد بن سلمان” البالغ من العمر 31 سنة، يعتبر تأكيداً للدور الهام الذي يقوم به الأمير في إدارة المملكة. وبالنظر إلى سن الملك الحالي للسعودية وحالته الصحية، فإن “محمد بن سلمان” يعدّ الممثل الرئيسي للمملكة على مستوى السياسة الخارجية.

وفي هذا الصدد يحظى الأمير “محمد بن سلمان” بشعبيةٍ كبيرة لدى الشباب، بعد سنوات حكم الشيوخ الطويلة التي مرت بها المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن الأمير لديه موقفٌ حازم على مستوى السياسة الخارجية لبلاده، وخاصة فيما يتعلق بإيران، حيث يعتبرها مصدر تهديدٍ أساسي للرياض.

وفي الواقع هناك العديد من الاختلافات حول جملةٍ من القضايا بين المملكة العربية السعودية وروسيا. فمن جهةٍ يختلف الطرفان بشأن الملف السوري. ومن جهةٍ أخرى رحّبت المملكة العربية السعودية بتداول السلطة في مصر سنة 2013، وشاركت موسكو في دعم “عبد الفتاح السيسي” والعمل معه. وفي هذا السياق مكّنت المساعدات السعودية القاهرة من شراء الأسلحة الروسية.

وفي سياقٍ آخر اتّسمت العلاقات الروسية السعودية بتفاهمٍ متبادل، خاصّةً حول ملفّ النفط. ففي ربيع سنة 2017 اتفق البلدان على خفض الإنتاج إلى 1.8 مليون برميل يومياً؛ من أجل الحفاظ على الأسعار. وتجدر الإشارة إلى أن الأمير “محمد بن سلمان” ينتهج قدر الإمكان سياسةً براغماتية صرفة مع موسكو. وفي هذا الصدد يذكر أن الأمير “محمد بن سلمان” أكّد أن العلاقات الثنائية بين البلدين في أوج ازدهارها. في حين أعرب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، من جهته، عن رغبته في العمل مع المملكة فيما يتعلق بالتسوية السورية.

وفي هذا الصدد تشهد العلاقات الثنائية تضارباً في مصالح الطرفين؛ حيث تواصل موسكو دعم الأسد، وتعمل جاهدة لمواصلة تحالفها مع إيران. وفي المقابل تتعاون المملكة مع الجماعات السنية في سوريا التي تسعى إلى إسقاط نظام الأسد.

بالإضافة إلى ذلك تعتبر مسألة توريد الأسلحة الروسية إلى إيران، على غرار أنظمة الدفاع الجوي الحديثة من طراز “آس-300″، أحد أهم أسباب الخلاف بين روسيا والمملكة.

 وفي الحقيقة يعتمد تطوير العلاقات الثنائية على موقف موسكو من المسألة القطرية. وفي هذا السياق تعتبر الدوحة مهمّةً جداً بالنسبة لموسكو، إلا أن التدخل الروسي في أحد النزاعات المحلية بين الأنظمة الملكية العربية قد تقيّمه المملكة بشكل سلبيٍّ للغاية؛ نظراً لأن الرياض تعتبر الخليج العربي منطقة نفوذها.

وعلى هذا الأساس فإنه من الصعب تقييم العلاقات الروسية السعودية. في المقابل تدرك السياسة الخارجية للسعودية مدى أهمية التعاون مع روسيا؛ ما دفعها إلى مزيد من تعزيز أفق التعاون معها. وفي الوقت نفسه من الصعب أن يغفر الأمير “محمد بن سلمان” لموسكو موالاتها العلنية لإيران؛ ما قد يقوض سبل التعاون وتعزيز العلاقات.

المصدر: مركز الشؤون الدولية

الرابط: http://russiancouncil.ru/analytics-and-comments/analytics/otnosheniya-moskvy-i-er-riyada-na-poroge-novogo-etapa/

Share this:

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]