الغوطة الشرقية من تخفيف التوتر إلى تصعيده
24 تموز (يوليو - جويلية)، 2017
بلال الخربوطلي
[ad_1]
منذ ما يقارب الشهر حتى اليوم، ما تزال قوات النظام السوري والميليشيات الأجنبية المساندة لها مستمرةً في حملتها العسكرية في الغوطة الشرقية على حي جوبر الدمشقي وعين ترما، تلك الحملة المصحوبة بالآليات الثقيلة والمدرعات مع سلاح المدفعية وبتغطية جوية بالطيران الحربي، بالإضافة إلى استخدام غاز الكلور الخانق؛ لم يستطع نظام الأسد حتى اليوم تحقيق أهدافه منها، إذ يبدي مقاتلو (فيلق الرحمن) بسالة كبيرة في التصدي لهذه الحملة التي يعدّونها معركة مصيرية، قد تحدد مصير الغوطة الشرقية كلها.
في الجهة الشرقية من الغوطة أيضًا، تستمر حملات النظام والميليشيات الإيرانية للسيطرة على حوش الضواهرة والريحان، على الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة التي كبدهم إياها مقاتلو (جيش الإسلام)، وعلى الرغم من نظام الأسد اعتمد في حملته على الآليات الثقيلة والمدرعات والمصفحات وكاسحات الألغام الروسية. وشهد الأسبوع الفائت عمليةً لـ (جيش الإسلام) في تلك المنطقة؛ كبدت قوات النظام نحو 35 قتيلًا في كمين محكم، خطط له ونفذه مقاتلو (جيش الإسلام). ومعظم قتلى النظام من مرتبات الحرس الجمهوري، ومن بينهم ضباط وصف ضباط.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت عن التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، إضافة إلى فتح ممرات ومعابر إنسانية وإجلاء للجرحى والمصابين، غير أن أمرًا كهذا لم يحدث، وكعادة نظام الأسد الذي يضرب جميع القرارات والاتفاقات الدولية والإقليمية بعرض الحائط، فقد شهد صباح اليوم التالي للاتفاق تصعيدًا واضحًا من قبل سلاح الجو التابع للأسد الذي استهدف بعدة غارات جوية مدينةَ عين ترما في الغوطة الشرقية، وبعدة غارات أخرى مدينةَ دوما والريحان، بالإضافة إلى استهداف عدة قرى وبلدات بقذائف المدفعية الثقيلة، وقد وثق تلك الاعتداءات الدفاعُ المدني السوري بخاصة في حرستا ودوما وجسرين، حيث أسفرت هذه الاستهدافات بمجملها عن وقوع جرحى وخسائر مادية كبيرة.
فصائل الغوطة الشرقية، عقب الإعلان عن الاتفاق، أعربت من خلال المتحدثين الرسميين لها عن قبولها بأي اتفاق يحقن دماء أهالي الغوطة، ويوقف حملات النظام العسكرية بحق مدنهم، على الرغم من عدم توقيعهم أو حتى إخطارهم بهذا القرار قبل الإعلان عنه، إلا أن فصائل الغوطة الشرقية، إضافة إلى الأهالي، لا يرون في هذا الاتفاق أي جدية أو أيّ شيء يذكر، مما يمكن أن يحدث على الأرض، بخاصة بعد فشل معظم الاتفاقات والقرارات الدولية والإقليمية السابقة التي أعلن عنها في الغوطة الشرقية، وضرب بها نظام الأسد عرض الحائط، واستمر بقصفه وحملاته العسكرية بحق أهالي الغوطة الشرقية ومدنهم، فالتجارب مع هذا النظام الذي لا عهدة له ولا ميثاق عديدة ومريرة، وباتت واضحة لدى الجميع ولا سيّما أهالي الغوطة وفصائلها.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]
[/sociallocker]