بيرقدار لـ (جيرون): اتفاق خفض التصعيد لا يعني تقسيم البلاد و(النصرة) سرطان الثورة


صبحي فرنجية

اعتبر الناطق باسم هيئة أركان (جيش الإسلام) حمزة بيرقدار أنّ اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه لا يعني “بداية تقسيم” في سورية، ونفى ما قيل حول عرقلة للهدنة، من قبل القوى الفاعلة في الغوطة الشرقية، بذريعة الخلاف بين (جيش الإسلام) و(فيلق الرحمن).

وقال بيرقدار، في حوار مع (جيرون): إن اتفاق خفض التصعيد لا يعني “بداية لتقسيم البلاد”، موضحًا أن “خطوط القتال، بين قوى الثورة وعصابات الأسد، رسمت حدودًا على مبدأ الأمر الواقع”.

ورأى أنه “بموجب هذا الاتفاق؛ سيتم تثبيت هذه الجبهات وإيقاف القتال فيها، ليتسنى للمدنيين الذين عاشوا تحت وطأة هذه الحرب أن يلتقطوا أنفاسهم، حيث سيتم إدخال المساعدات وإخراج الجرحى، وفي مرحلة قادمة سيتم إتاحة حرية التنقل بين هذه المناطق”.

وحول أنباء عن تحضير قوات الأسد لحشود للدخول إلى الغوطة من حي جوبر، قال بيرقدار: إن “قوات الأسد وميليشياته الطائفية، على مدار 5 سنوات من الثورة، تزج نفسها في جبهات الغوطة الشرقية، في محاولة منهم للسيطرة عليها والنيل منها ومن أهلها، وذلك بعدة طرق ووسائل، وخلال معاركنا السابقة والحالية، واجهنا جميع أنواع صنوف المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب الأسد (الحرس الجمهوري، الفرقة الرابعة، الحرس الثوري الإيراني، حزب الله اللبناني، جيش التحرير الفلسطيني، القوات الروسية، وغيرها من هذه الميليشيات)”.

وتابع: “وبالتالي؛ فإن أمرًا كهذا أصبح عاديًا، بالنسبة إلينا، وترويجه على وسائل الإعلام لا يضعف عزيمة مقاتلينا؛ لأنهم أذاقوا هذه الأصناف من الميليشيات الويلات، وأروهم ضراوة المعارك من أبناء الغوطة ومقاتليها”.

وعن المبادرة المطروحة من قبل المجلس العسكري في دمشق وريفها، لحل الأزمة في الغوطة الشرقية بين (جيش الإسلام) و(فيلق الرحمن)، أكد بيرقدار أن المبادرة “تسعى لتحقيق التوافق والوصول إلى حل في أزمة الغوطة الشرقية. (جيش الإسلام) وافق عليها، ونتمنى أن تجد موافقة من (فيلق الرحمن)؛ لنسعد برؤية غوطتنا بجيش واحد، وقيادة واحدة”.

وأضاف: “بالنسبة إلى ما ذكر في المبادرة، من تشكيل الجيش الوطني؛ لم تتم مناقشة تفاصيل وآلية التطبيق، لكن المراد منه ضم جميع المجاهدين في الغوطة ثم في سورية كلها، للمطالبة بحقوق الثورة، ولا علاقة لها بتاتًا بالكلام الذي روّجه بعضهم عن أنها نتيجة لاتفاق مع روسيا أو النظام، فالمبادرة ثورية داخلية، والقرار هو قرار المجاهدين”.

ورأى أنه في حال “تم التوصل إلى مطالب هذه المبادرة والتوافق عليها من كل الفصائل، فالتوحد تحت راية واحدة مطلب شرعي وثوري. وما بدا من (جيش الإسلام) من موافقة يوضح أنه لا يوجد لديه أي خط أحمر أو شروط مسبقة للتوحد؛ وهذه نقطة إيجابية يجب تحفيز (فيلق الرحمن) على اتخاذ مثلها، إذ إن قتالنا من أجل إحقاق الحق وليس لأسماء أو رايات ترفع، وكل مشروع يحقق مصلحة عامة يجب على الجميع العمل فيه ودعمه والحث عليه”.

وعن رؤية (جيش الإسلام) في حل الخلاف مع (فيلق الرحمن)، قال بيرقدار: “لا شك أن الخلاف الحاصل بيننا وبين (فيلق الرحمن)، بسبب تحالف الأخير مع (جبهة النصرة) ودعمها بالعدة والعتاد، يشكل خطرًا على الغوطة الشرقية فضلًا عن الثورة بشكل عام. أما الطريقة الأنجع لحل هذا الخلاف فهي عودة قيادة (فيلق الرحمن) إلى جادة الصواب، وفق ما تحدده بوصلة الثورة، والتوقف عن دعم سرطان الثورة المتمثل في (جبهة النصرة)، والمضي معًا. نحن هدفنا الرئيس نظامُ الأسد وميليشياته وحلفاؤه”.

وشدد على أن (جيش الإسلام) اتخذ قراره بقوله: “من واجبنا تجاه شعبنا وثورتنا والغوطة بشكل أخص إنهاء وجود (جبهة النصرة) في الغوطة الشرقية، كما أنهينا شقيقتها (داعش) من قبل، لأنها أصبحت معول هدم للثورة، في حين أنها صدعت رؤوسنا بشعار (ما جئنا إلا لنصرتكم)، فلا يمكن أن يكون لـ (جبهة النصرة) أي وجود في الغوطة، فضلًا عن أنه لا يمكن أن تكون في الأيام القادمة جزءًا من الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية. الجميع شاهد ما فعلته النصرة في حلب، وماذا حل بها وبفصائلها. وبالتالي لن نقبل أن تنفذ في الغوطة مخططها نفسه”.

وفي ما يخص سياسة النظام في انتهاجه ما يسمى “المصالحات”، رأى بيرقدار أن “نظام الأسد اتبع سياسات عدة في سبيل النيل من الثورة وأهلها، ومنها أنه عمد إلى التغيير الديموغرافي لكثير من المناطق، وخصوصًا تلك الواقعة حول العاصمة دمشق؛ وذلك من أجل أن يحل فيها أولئك المرتزقة الطائفيون، ويكونوا دِرعًا له من هجمات الثوار”، ونبّه إلى أن “الإيرانيين هم الراعي والمنفذ الأول لهذه السياسة، للانفراد بالمناطق واحدة تلو أخرى، وتنفيذ مخططها الإجرامي، والسيطرة عليها، ثم الانتقال إلى منطقة أخرى خارجة عن السيطرة، وهكذا”.

وعن مفاوضات جنيف في حلتها السابعة، قال: “لم تختلف كثيرًا عن سابقاتها؛ في هذه النسخة عملنا على إشراك الفاعليات المدنية داخل سورية في هذه المفاوضات بشكل مباشر. لم يحصل تقدم ملموس؛ بسبب عدم جدية النظام وعدم وجود ضغوط حقيقية عليه”.

وختم بيرقدار حواره بالقول: إن “تحركات (جيش الإسلام) -سياسيًا- من شأنها العمل على رفع المعاناة عن الشعب السوري المكلوم الذي يعيش تحت وطأة الظلم والاستبداد والحصار الذي يمارسه نظام الأسد وحلفاؤه وميليشياته الطائفية، وكان لـ (جيش الإسلام) الدور البارز في أغلب المحافل الدولية”.




المصدر