"حزب الله" يسعى ظاهرياً لإنشاء منطقة آمنة على الحدود مع سوريا.. وهذه أهدافه الخطيرة منها


ياسر العيسى

دخلت معركة عرسال التي أطلقها "حزب الله" وقوات نظام الأسد مرحلتها النهائية بحسب ما ذكرته وسائل إعلامية لبنانية اليوم الثلاثاء، وذلك بعد يوم من سيطرة عناصر الحزب على وادي الخيل الاستراتيجي في جرود عرسال.

وأدى توتر الوضع الميداني في المنطقة، إلى إطلاق لاجئات سوريات في مخيم "وادي حميد" بجرود عرسال، نداءات استغاثة للمنظمات الدولية، بسبب عدم السماح إلا لأعداد قليلة منهن بالخروج من المخيم، وأكدن وقوع إصابات بعد استهداف قناصة ميليشيا "حزب الله"  الأهالي داخل المخيم بالرصاص.

اقتراب هذه المعركة من نهايتها بعد أن أطلقت الأربعاء الماضي، جعل الحديث حول نتائجها السياسية والإنسانية المتوقعة تطغى على حديث وسائل إعلام محلية ومراكز دراسات دولية، وحذر بعضها من المخاطر التي يمكن أن تلحق بالسكان واللاجئين في تلك المناطق، بينما تواردت معلومات عن نية "حزب الله" إنشاء "منطقة آمنة" خاصة به على الحدود السورية اللبنانية، ستكون لها نتائجها السلبية على اللاجئين السوريين خاصة.

وتضم بلدة عرسال مخيمات يقطنها عشرات الآلاف من اللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا، ويعيشون في ظروف سيئة زاد من حدتها المعارك الأخيرة التي تشنها ميليشيا "حزب الله" في المنطقة.

وبحسب ما جاء في موقع "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، فإن من أهم نتائج معركة عرسال، أنها ستسمح لـ"حزب الله" بإنشاء "منطقة آمنة" في لبنان على طول الحدود السورية، وسيقع فيها جميع اللاجئين في المنطقة تحت سيطرة الحزب، سواء بقوا في المنطقة الآمنة التي يديرها هذا الحزب، أو عادوا إلى سوريا للعيش تحت حكم نظام الأسد.

أما على الجانب المتوسط، فقد أشار تحليل المعهد الذي جاء بعنوان: "عرسال: العقبة الأخيرة أمام المنطقة الخاصة بحزب الله"، إلى أن الحزب سيحظى على المدى المتوسط بمناطق سيطرة لا تخضع للتحدي حول الحدود اللبنانية - السورية، وبخط إمدادٍ آمن إلى لبنان ومنه.

وأضاف في هذا المجال، أن "حزب الله" سيستغل هذا النصر من أجل استعادة دعم جمهوره، بعد أن تراجع هذا التأييد بسبب مشاركته في الحرب داخل سوريا، والخسائر المصاحبة لها.

وحذر المعهد في تحليله، من نتائج "وخيمة" ستترتب على المنطقة الآمنة التي يديرها "حزب الله" لأسبابٍ إنسانية وسياسية على حدٍ سواء، محذراً من أن تقاقم الإحباط بين العائدين إلى سوريا، ربما يجعلهم "مهيأين للتجنيد من قبل الجماعات الإسلامية"، ومنوهاً إلى أن ذلك إن لم يحدث الآن، فسيحدث في غضون سنوات قليل "لا سيما إذا عامل الأسد وحزب الله السنة العائدين على نحو سيء كما هو متوقع".

أما على الصعيد السياسي، فإن من نتائج المعركة إكساب الأسد المزيد من الشرعية، وستجد الحكومة اللبنانية نفسها تتعاون تلقائياً نظام الأسد.

ووفقاً لذلك، دعا المعهد إلى تجنب هذه التداعيات عبر جعل المحادثات الدولية بشأن اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا تشمل اللاجئين والسلامة الفعلية للمناطق التي يعودون إليها.

وطالب أيضاً بأن تأخذ هذه المناقشات في الاعتبار، الأسباب الحقيقية وراء الحرب في سوريا، وأن تقرّ بأن معظم اللاجئين، على الأقل في لبنان، كانوا يفرون من الأسد و"حزب الله"، وليس من تنظيم "الدولة الإسلامية".




المصدر