رغم التخبط الذي يعيشه… كتائب الثوار تعجز عن حسم المعركة ضد (جيش خالد) غرب درعا


editor4

إياس العمر: المصدر

سادت خلال الأسابيع الماضية حالة من الجمود على جبهات القتال ضد “جيش خالد” في ريف درعا الغربي كما بقية الجبهات مع النظام والتي تشهد هي الأخرى حالة من الهدوء عقب الإعلان عن اتفاق (9 تموز/يونيو).

وعزا القيادي في كتائب الثوار سعيد الحريري توقف المعارك الهجومية من قبل كتائب الثوار إلى إطباق “جيش خالد” الحصار على بلدة (حيط) غرب درعا، والتي تضم قرابة أربعة آلاف مدني، وقد باتت الأولوية لدى الثوار كسر حصار جيش خالد المستمر منذ خمسة أشهر.

وكان “جيش خالد” أحكم الحصار على البلدة منتصف شهر حزيران/يوليو الماضي، عقب سيطرته على طريق (الوادي) شمال البلدة، والذي كان آخر الطرق الواصلة بين مناطق سيطرة الثوار غرب درعا وبلدة (حيط).

وأضاف الحريري لـ “المصدر” أن السبب الآخر لتوقف المعارك كان الهجمة الشرسة من قبل قوات النظام والميلشيات الموالية له على الأحياء المحررة من درعا، ولاسيما عقب استقدام مقاتلين من الفرقة الرابعة بقوات النظام وميلشيا (حزب الله) مطلع شهر أيار/يوليو الماضي، مما دفع كتائب الثوار لنهج سياسة الدفاع ومنع جيش خالد من استغلال الفرصة وقضم مناطق جديدة كما حدث منتصف شهر شباط/فبراير الماضي عندما استغل جيش خالد عمليات قوات النظام وسيطر على بلدات (جلين وسحم وتسيل وعدوان).

ولمّح إلى أن الفرصة باتت مواتية لاستكمال كتائب الثوار العمليات العسكرية ضد جيش خالد غرب درعا، واستعادة المناطق الخاضعة لسيطرته، والتي تشكل ما يقارب من 7 في المئة من إجمالي مساحة محافظة درعا.

التخبط الداخلي

واعتبر الناشط أحمد الديري خلال حديثٍ لـ “المصدر” أن كتائب الثوار لم تستغل حالة التخبط التي يعيشها “جيش خالد” خلال الأسابيع الماضية، وذلك نتيجة الغارات الجوية التي استهدفت قادة الصف الأول في جيش خالد الشهر المنصرم، وقد أدت الغارة الأولى لمقتل قائد جيش خالد (أبو محمد المقسي) مع ستة من قادة الصف الأول مطلع الشهر المنصرم، وذلك عقب استهداف مقر عمليات جيش خالد ببلدة (الشجرة).

وأضاف أن الغارة الثانية منتصف الشهر المنصرم استهدفت أحد مقار جيش خالد ببلدة (جلين) وأدت لمقتل قائده الجديد (أبو هاشم الرفاعي) وخمسة أخرين من قادة الصف الأول، ليصل عدد القتلى من قادة جيش خالد بشهر واحد إلى 13 قتيلاً من ضمنهم اثنين من الشرعيين والمسؤول الأمني بالإضافة للمسؤول عن (الحسبة).

وأشار الديري إلى أن الخسائر في صفوف جيش خالد أصابته بحالة من التخبط، التي وصلت إلى حد الاقتتال الداخلي بين التيارين الرئيسين داخل الجيش، فالجيش تشكل من تحالف للواء (شهداء اليرموك) مع حركة (المثنى الإسلامية) منتصف العام المنصرم، وقد أدت العمليات الأمنية التي تم تنفيذها مؤخراً إلى تبادل تهم الخيانة بين الطرفين مما أدى لاندلاع مواجهات بينهم في بلدة (تسيل) غرب درعا، وعلى الرغم من هذا لم تتمكن كتائب الثوار من استعادة أي من النقاط التي كانت قد خسرتها لصالح جيش خالد.

التدخل الدولي

ولفت الناشط عبد السلام الجولاني إلى أن الغارات التي استهدفت مقار جيش خالد الشهر المنصرم، تم تنفيذها بشكل محكم ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، ومع ذلك شكلت الغارات الضربة الأقوى لجيش خالد منذ تأسيسه كونها قضت على قادة الصف الأول في الجيش، ولاسيما من الأجانب.

وجاءت الغارات أتت عقب فشل كتائب الثوار على مدار عام ونصف بإنهاء تواجد جيش خالد غرب درعا، على الرغم من الإعلان عن أكثر من 20 عملية عسكرية من قبل كتائب الثوار، ولكن جميعها كان يأخذ طابع الكر والفر.

وتلعب وعورة المنطقة دور كبير بفشل كتائب الثوار، بحسب الجولاني، موضحاً أن الطرق إلى (حوض اليرموك) غرب درعا مكشوفة لجيش خالد التي يتمركز في الوادي الفاصل بين مناطق سيطرته ومناطق سيطرة الثوار، ومن الغير الممكن أن يتم إنهاء تواجد جيش خالد في المنطقة دون مشاركة الطيران الحربي، ولاسيما أن المعارك تحولت لمعارك استنزاف بالنسبة لكتائب الثوار وأسفرت عن مقتل ما يقارب من 1000 مقاتل من الثوار منذ شهر آذار/مارس الماضي.




المصدر