عائلات مفقودين تلجأ للسحر والشعوذة لمعرفة مصير أبنائها.. قصة حي بدمشق تكشف تواطؤ النظام لابتزاز الأهالي


مراد الشامي

دفع الغياب الطويل وعدم معرفة مصير عشرات آلاف السوريين المختفين إلى وقوع عائلات ضحية للابتزاز والكذب من قبل أُناس يعتاشون على آلام الأم التي تنتظر ابنها، أو السيدة التي لا تعلم عن زوجها شيئاً، وغيرها من القصص المأساوية التي يزيد اليأس من وطأتها.

عشرات آلاف المعتقلين في سجون نظام الأسد مصيرهم مجهول، وآخرون فُقدوا في مناطق متفرقة من سوريا ولا يعلم ذويهم ما إذا كانوا أحياءً حتى الآن، ووسط صعوبة معرفة العائلات لمصير أبنائها من قبل نظام الأسد، لجأت بعضها إلى السَحَرة والمشعوذين باحثة عن "أمل ضئيل" للحصول على معلومة تُهدأ من ألم غياب ذويها مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة، إلا أنه في نهاية الأمر يضافون إلى قائمة ضحايا تجار الحروب.

صحيفة "الأخبار" اللبنانية المؤيدة لنظام بشار الأسد، ذكرت أمس الإثنين، أن بعض عائلات المفقودين في سوريا تستعين بـ السَحَسرة والدجالين، مشيرةً أنهم يقعون ضحية للاحتيال.

وتشير الصحيفة إلى أن إحدى الساحرات ذاع صيتها مؤخراً في دمشق، حيث "ادعى المروّجون لها أنها قادرة على تحديد مكان أي مفقود مقابل مليون ليرة سورية، يُدفع نصفه قبل الكشف عن المكان، والنصف الآخر بعد أن يتأكد أهل المفقود من صحة كلامها".

وتعيش الساحرة في حي اليهود بدمشق وهي من أكثر الشخصيات شهرة فيه، ويقول مختار الحي  إن أكثر من 3 أشخاص يومياً أغلبهم من الإناث يتوافدون إلى الحي للسؤال عن الساحرة، بحسب الصحيفة.

واللافت أن حارة اليهود تحتوي على كثير من المنجمين، إلا أنهم يزعمون أن عملهم يتركز على "الأمور العاطفية من قبيل الزواج، والطلاق، والغرام، أما موضوع المفقودين، فهو الموضوع الذي يجفل منه المنجم، لما له من خصوصية أمنية" خوفاً من تعرضهم للاعتقال.

وتشير "الأخبار" إلى أن لهؤلاء السحرة والمشعوذين سماسرة ينتشرون في الحي، ويرشدون أهالي المفقودين إلى أماكن وجودهم.

ويعمل هؤلاء تحت مرأى أجهزة نظام المخابرات التابعة لنظام الأسد، وهو ما يشير إلى تواطؤ بين السحرة والمشعوذين وبين شخصيات في النظام، محققين فائدة متبادلة على حساب آلام العائلات.

كما تتعرض الكثير من العائلات إلى الابتزاز من قبل متنفذين في نظام الأسد، وذكرت الصحيفة اللبنانية قصة "رباب" وهي شقيقة أحد العسكريين المفقودين قبل نحو أربع سنوات في أحد المطارات العسكرية، وفشلت جميع جهود العائلة في الحصول على معلومة عن ابنهم المفقود.

وأشارت الفتاة إلى أنهم دفعوا أكثر من 200 ألف ليرة لمقابلة "شخص مهم" لديه معلومات عن مختطفين، وأضافت أنهم انتظروا لساعات طويلة أمام بابه ثم جلسوا معه لدقائق معدودة، استمعوا خلالها إلى محاضراته الوطنية، وقابلهم بابتسامة ووعود فضفاضة لكنهم عادوا صفر اليدين.

ويرفض نظام الأسد الكشف عن مصير المعتقلين في سجونه التي مات فيها آلاف المحتجزين جراء التعذيب، كما يواجه النظام ضغوطاً من حاضنته الشعبية التي تتهمه بأنه يتهاون مع ملف المفقودين لا سيما العسكريين الذين لقوا مصرعهم في المعارك.




المصدر