مجزرة في الغوطة الشرقية بعد أيام من إعلان الهدنة


جيرون

جدد الطيران الحربي، صباح اليوم الثلاثاء، استهدافَه لبلدات عين ترما والنشابية، في الغوطة الشرقية، بخمس غارات، تزامنًا مع قصف مدفعي وصاروخي، في ظل استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام وميليشياتها الرديفة، في محاولة للسيطرة على طريق البلدة الواصل إلى مدينة زملكا، وفصل حي جوبر شرق العاصمة عن بقية مناطق الغوطة.

وشهد يوم أمس الإثنين مقتل وجرح عشرات المدنيين، نتيجة قصف جوي استهدف مدينة عربين، تزامنًا مع قصف مماثل طال بلدات (عين ترما، النشابية، حوش الضواهرة، الريحان)، ومدينة دوما، وذلك بعد ثلاثة أيام من الإعلان عن هدنة، ضمت المنطقة بناء على اتفاق بين الروس وفصائل المعارضة بوساطة مصرية.

وقال الناشط أحمد الدومي لـ (جيرون): “منذ الإعلان عن سريان الهدنة، صعّد النظام استهدافه لمدن الغوطة الشرقية وبلداتها، وشارك في التصعيد مقاتلات روسيا الضامنة للاتفاق، وقد قتل أمس ما لا يقل عن 10 مدنيين بينهم سبعة أطفال، وجرح نحو 50 آخرين؛ نتيجة استهداف مدينة عربين بأربع غارات جوية. وكان من المتوقع ألا يلتزم النظام بالهدنة، ولكن السؤال: أين الفصائل التي وقعت الاتفاق أمامَ ما يحصل”.

وأوضح الدومي: “هناك جمل مريبة في الاتفاق، ويمكن تفسيرها بأكثر من اتجاه؛ ففي بيان وزارة الدفاع الروسية ذكر أنه تم ترسيم مناطق خفض التصعيد في الغوطة مع فصائل المعارضة، وبما أن الفيلق لم يكن طرفًا في الهدنة، فهذا يعني أن الاتفاق تم مع (جيش الإسلام)، ومعلوم أن الاتفاق أساسًا جاء بتكليف سعودي للمصريين للدخول كوسيط، فهل نفهم أن (جيش الإسلام) استثنى القطاع الأوسط من الاتفاق، للضغط على (فيلق الرحمن) وإجباره على الرضوخ لشروطه”.

من جهة ثانية، قال الناشط أبو محمد الدمشقي لـ (جيرون): “استهداف القطاع الأوسط ومدينة عربين تحديدًا جاء بذريعة تواجد (هيئة تحرير الشام) المستثناة من اتفاقات خفض التصعيد، وهو ربما ما يمنح مبررًا لأصحاب وجهات النظر التي ترى أن (جيش الإسلام) يحاول استثمار الاتفاق سياسيًا لإجبار الفيلق على الرضوخ لمطالبه ورؤيته، ولكن كيف نفسر استهداف بلدات حوش الضواهرة والنشابية، والريحان، ومدينة دوما الخاضعة جميعها لسيطرة الجيش؟! أعتقد أن هناك محاولات لتكريس حالة الانقسام في الغوطة، من خلال الاتفاق، وهو ما يفرض على الجميع داخل الغوطة الشرقية مسؤولية البحث عن مشتركات، ودفع طرفَي الخلاف إلى تقديم بوادر حسن نيات، كمدخل لإنهاء الانقسام ومواجهة ما يحدث لمناطقنا موحدين، دون ذلك الجميع سيخسر دون استثناء”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت، في بيان لها السبت الفائت، أنها أبرمت اتفاقًا مع فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، يقضي بوقف الأعمال القتالية، ونشر قوات فصل بين الثانية والنظام، والسماح بدخول قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية؛ وصولًا إلى إنهاء حالة الحصار، مشيرة إلى أن الاتفاق دخل لحظة التنفيذ منذ الإعلان عنه.

جاء الاتفاق -بحسب ناشطين سوريين- بوساطة مصرية بناء على تكليف من السعودية، الداعم الأساسي لـ (جيش الإسلام)، وهو ما يعني -وفق رأيهم- تكريس انعكاس الصراع بين الأخيرة، وقطر داعم (فيلق الرحمن) على الأرض داخل الغوطة الشرقية؛ الأمر الذي يثير مخاوف حقيقية بفرض أمر واقع ينذر بصراع مرير بين الفصيلين، ندفع ثمنه جميعًا بخسارة آخر معاقل الثورة، في محيط العاصمة.




المصدر