10 آلاف طفل سوري ولدوا لاجئين في إربد


رغداء زيدان

في محافظة إربد الشمالية، يعيش أكثر من 140 ألف سوري في المجتمعات المستضيفة، من أصل 660.550 لاجئاً مسجلاً، وأكثر من مليون حسب السلطات المحلية.

كثير من هؤلاء استقروا في إربد والمناطق المجاورة لها منذ 5 سنوات أو أكثر. في هذه السنوات، وُلد الكثير من السوريين بعيداً عن وطنهم، بما لا يقل عن 10 آلاف في مستشفى الأمومة والطفولة المدعوم من أطباء بلا حدود في مدينة إربد، الذي يبعد حوالي 35 كيلو متراً عن الحدود السورية.

وشرح "إروان غريّون"، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأردن، قائلًا "لقد وضعنا ذلك في موقع مميز مكننا من أن نشهد الآمال التي تنعقد على كل حياة تُنجب حديثًا، وكذلك في موقع مشاهدة تهديد مُحتمل لأطفال قد لا يرون موطنهم الأصلي يومًا".

وراء براءة الطفل المولود حديثًا، سيكون هناك بحث حثيث عن الهوية في بلد يمثل فيه اللاجئون السوريون عبئاً ثقيلاً حسب السلطات الأردنية.

وقال "غريّون": "عند مجيئهم إلى المستشفى، يتحدث المرضى عن الصعوبات التي يواجهونها في عملية اندماجهم بالمجتمع الأردني – فهم غرباء في الثقافة والمجتمع، ودخيلون على الاقتصاد الفقير والساعي للنهوض، والذي يتحمل مع ذلك عبء شريحة أضيفت إلى حالة سوق العمل الأردني".

داخل منشأتها، ترحب منظمة أطباء بلا حدود كل يوم بعشرات العائلات التي تأتي لتتلقى رعاية ما قبل وبعد الولادة، ولإجراء عمليات الولادة، بالإضافة إلى الحصول على الدعم النفسي والعقلي.

إن العائلات التي تأتي إلى مستشفى الولادة لا تستطيع أن تدفع أجرة العيادات الخاصة، والتي تكلف بالمتوسط من 25 إلى 40 دينار للزيارة الواحدة، وهم بالغالب لا يعملون، ومديونون، ويعتمدون على العون الإنساني المحدود.

ميسون محمد خلف الحجازات هي رئيسة الممرضين وقابلة في إربد. وخلال السنوات شهدت مئات الأوضاع الصعبة. "كانت هناك مريضة لن أنساها يوماً. كانت حاملاً عندما أتت. وكانت قد فقدت ساقيها بعدما مشت عبر وابل من القنابل في سوريا. كان من المؤلم رؤيتها لكننا حافظنا على رباطة جأشنا وعاملناها وكأنها مجرد مريضة طبيعية أتت هنا لتلقي رعاية ما قبل الولادة. وقد صعّبت حالتها عملية الإنجاب ولم يستطع طفلها النجاة".

قد لا تكون كل الحالات التي أتت إلى مستشفى الولادة بذات القدر من المأساوية لكنها كلها تكشف عن الواقع الأليم للاجئين السوريين في الأردن، والمصاعب التي يواجهونها لبناء هوية لهم بعيداً عن موطنهم، ومواجهتهم للأسئلة التي يسألونها لأنفسهم كل يوم. هل سيبقون في الأردن؟ هل سيتمكنون من الرجوع إلى سوريا؟ وما الذي سيجدونه هناك؟ وكيف سيكون شكل مستقبل أبنائهم؟ هل سيبقون لاجئين طوال حياتهم؟.




المصدر