الأربعاء 26 تموز: لبنان يأمل في الاستفادة من استثمارات الصين في سوريا والسعودية لن تفوز في معركتها ضدّ قطر


Idrak Editor

– لبنان يأمل في الاستفادة من الاستثمارات الصينية في سوريا – السوريون لا يعيدون بناء مسجدٍ قديمٍ في حلب بل يعيدون بناء مجتمعهم – الكثير من التواطؤ بين ترامب وبوتين في سوريا – يجب أن تدرك السعودية أنها لن تستطيع الفوز في المعركة ضدّ قطر

لبنان يأمل في الاستفادة من الاستثمارات الصينية في سوريا

كتب “إريكا سليمان” و”نزيه عسيران” في صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن المعاناة التي تكبدها لبنان طيلة السنوات الست الماضية بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب السورية، وآمالها الراهنة في الاستفادة من إعادة إعمار جارتها من خلال جذب مستثمرٍ جديدٍ قويّ: “الصين”.

ويقول سياسيون ومصرفيون إنّ بكين تحظى باهتمامٍ متزايد في لبنان، حيث زار أربعة وفودٍ صينيين الدولة العربية الصغيرة فى العام الماضي. لكن المراقبين يقولون إن ما يجذب انتباه بكين هو إعادة إعمار سوريا التى مزقتها الحرب.

ويرى اللبنانيون أن بلادهم قريبةٌ بما يكفي لتكون مركزاً مفيداً لسوريا، وبعيدةً بما يكفي لتمكين بكين من البدء في جهود إعادة الإعمار دون التعرض لانتقادات القوى الغربية التي تخشى أن تمويل المشاريع في سوريا من شأنه أن يضفي الشرعية على حكومة الرئيس “بشار الأسد” قبل التوصل إلى السلام.

وقال أحد السياسيين اللبنانيين الذين انضموا إلى الوفد الصيني الأخير، وطلب عدم الكشف عن هويته: “هذا يضع لبنان في موقعٍ استراتيجيٍّ جداً، من حيث البحث عن فرص في سوريا ما بعد الحرب”. مضيفًا: “إننا نتحدث عن مليارات ومليارات من الدولارات”.

 السوريون لا يعيدون بناء مسجد قديم في حلب بل يعيدون بناء مجتمعهم

احتفى الكاتب البريطاني “روبرت فيسك” بإعادة بناء الجامع الأموي الكبير في حلب، باعتباره يرمز لـ “إعادة بناء” المجتمع السوري. مشيرًا في مستهل مقالٍ نشرته صحيفة ذي إندبندنت إلى أن السوريين يتّهمون المتمردين بتدمير مئذنته، تماماً كما يلوم العراقيون داعش بتفجير مئذنة الموصل “المائلة”، بينما يلوم الإسلاميون خصومهم في حلب والموصل على الفعل ذاته.

ينقل الكاتب البريطاني المخضرم عن “مصطفى عمران كردي” المشرف على إعادة بناء المسجد، قوله: “عندما يعاد بناء حلب، سيكون ذلك بسبب محبة أهلها. رأيتُ أناسًا في الشوارع المدمرة يضعون الكراسي أمام محلاتهم اليوم، على الرغم من تدمير المحلات التجارية. إنهم ينظفون كل شيءٍ تدريجياً”.

 الكثير من التواطؤ بين ترامب وبوتين في سوريا

قال محرر الشؤون الخارجية في صحيفة واشنطن بوست “إيشان ثارور” إن هناك الكثير من التواطؤ بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وروسيا في سوريا، مستأنسًا بما كتبته الأمريكية “كارين دي يونج” هذا الأسبوع: “أن التعاون مع روسيا أصبح جزءاً أساسياً من استراتيجية إدارة ترامب المناهضة لتنظيم الدولة في سوريا”.

يعتمد المخططون العسكريون الأمريكيون _بحسب دي يونج_ على موسكو للمساعدة في منع انزلاق العمليات المدعومة من التحالف إلى الحرب السورية الأوسع التي يعتبرونها منفصلةً عن حملتهم ضد “تنظيم الدولة”. وعلى عكس الإدارة السابقة، لا يبدي ترامب ومساعديه اهتماماً كبيراً بالانخراط في الصراع الفوضوي الذي طغى على سوريا خلال السنوات الست الماضية.

يؤكد ذلك التصريح الذي أدلى به وزير الدفاع الأمريكي “جيم ماتيس” الشهر الماضي: “نحن نرفض الانجرار إلى الحرب الأهلية السورية”، وأضاف: “سنحاول إنهاء ذلك بوسائل دبلوماسية”؛ وهو ما يعني على الأرجح استقرار الأمور على الوضع الراهن الذي تفضله روسيا.

 يجب أن تدرك السعودية أنها لن تستطيع الفوز في المعركة ضد قطر

نشرت مجلة تايم الأمريكية مقالاً بقلم “باتريك ثيروس” سفير الولايات المتحدة لدى قطر ما بين 1995-1998، وهو حالياً الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس الأعمال الأمريكي-القطري، خلُصَ إلى تحذير المملكة العربية السعودية من أنها لن تستطيع الفوز في هذه المعركة ضدّ الدوحة.

يرى الدبلوماسي الأمريكي أن المواجهة بين قطر وجيرانها الثلاثة وصلت إلى طريقٍ مسدود، ويتوقّع أن التدابير الحالية لن تجبر الدوحة على الاستسلام، مستدلّاً بالأثر المؤقت الذي أحدثه الحصار الجوي والبحري والبري، وتمكن قطر من إيجاد مصادر بديلة لـ 90% من البضائع التي كانت تحصل عليها من جيرانها، رغم التكلفة المرتفعة.

يلفت “ثيروس” إلى الأثر طويل المدى الذي حدث بالفعل نتيجة هذه الجولة من الصراع الخليجي-الخليجي، قائلاً: “حتى لو حُلَّت الأزمة قريباً، فإن معظم الكيانات القطرية ستفضل استمرار هذه التدفقات الجديدة بدلاً من العودة إلى الاعتماد على جيرانها (غير الموثوقين) مرةً أخرى”، وهو التوجه الذي يتبعه أيضًا البنك المركزي القطري.

ويرى الكاتب أن توقيع اتفاقٍ بين قطر والولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب يضع هذه الكرة بشكلٍ خاص في ملعب جيرانها، الذي لم يعد لديهم سوى القليل من الخيارات لتغيير حسابات قطر. أما اللجوء إلى القوة العسكرية المباشرة فسيتمخض عنه نتائج كارثية على الجميع. كما أن فرض الحصار البحري والجوي سيكون خطراً، ويخاطر بمواجهةٍ مباشرة مع إيران، ناهيك عن تعطيل إمدادات الغاز الطبيعي الحيوية في جميع أنحاء العالم.

يذهب المقال إلى ما هو أبعد من ذلك، متسائلاً: “هل سيبلغ بهم اليأس مبلغًا لدرجة محاولة اغتيال القيادة الحالية في قطر؟” ليجيب: “بالتأكيد لا. وحتى لو نجح ذلك، فإن الدول المجاورة ستعاني من ازدراءٍ دوليّ هائل، دون التيقن من أن عائلة آل ثاني سوف تختار حاكماً جديداً أكثر قابليةٍ للاستسلام”.

Share this:


المصدر