on
مزارعو ريف حمص يخترقون الحصار عبر الطاقة المتنقلة
رغداء زيدان
دفع انعدام التيار الكهربائي في ريف حمص الشمالي المحاصر وسط سوريا سكان المنطقة إلى الاستعانة بأسلوب الطاقة البديلة المتنقلة، جراء الحاجة الملحة لها في الزراعة والري والحصول على مياه الشرب من الآبار، فضلاً عن تشغيل أجهزتهم المنزلية.
ومنذ أكثر من خمس سنوات تفرض قوات نظام الأسد حصاراً مستمراً على أكثر من 250 ألف مدني في ريف حمص الشمالي، وتقطع التيار الكهربائي عن أغلب مدن وقرى المنطقة، ضمن الحرب الدائرة مع قوات المعارضة منذ أكثر من ست سنوات.
أسلوب الطاقة المتنقلة يقوم على جمع عدد من ألواح الطاقة الشمسية، التي يتم إدخالها إلى المنطقة بطرق التهريب، ومن ثم لصق هذه الألواح مع بعضها، لتصبح بحجم كبير، على أن تُركب لها عجلات تتيح لها التحرك بحسب الحاجة.
وتُستخدم هذا الطريقة في تأمين الطاقة اللازمة لسقاية المزروعات، واستخراج مياه الشرب من الآبار المنتشرة في المنطقة، وغيرها من الاستخدامات.
وقال أحمد العلي، أحد المزارعين في ريف حمص الشمالي، إن "أغلب اعتماد الناس في ظل الحصار هو على المحاصيل الزراعية بكافة أنواعها".
ثم استدرك قائلاً: "لكن ري هذه المحاصيل بات أمراً صعباً في ظل انقطاع مياه الري من السواقي والأنهار؛ ما اضطر المزارعين للجوء إلى الآبار الجوفية لسقاية مزروعاتهم، والتي بدورها تحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود لتشغيل المضخات، ومع غياب الوقود بشكل متكرر كان لابد من مصدر بديل ودائم".
وموضحاً تابع العلي: أن "المزارعين وجدوا في ألواح الطاقة الشمسية البديل المناسب، ولجأوا إليها رغم أن كلفتها مرتفعة، إلا أن توفيرها للأهالي أكبر ومردودها على المزارع كبير، فهي توفر لهم المياه بشكل شبه دائم".
ويتباين مدى الاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية من مزارع إلى آخر، بحسب كمية المياه التي يريد المزارع استخراجها، وتتراوح ما بين فاز كهربائي أو ثلاثة فازات، وفق قدرة المزارع المادية وأعداد ألواح الطاقة التي يستخدمها.
نبيل التلاوي مزارع آخر من ريف حمص قال: إن "الحاجة إلى سقاية مزروعاتي دفعتني إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية، إضافة إلى الاعتماد عليها في تشغيل المعدات الكهربائية في منزلي من برادات وغسالات وإنارة، وغيرها".
وأضاف التلاوي: "بدأت بهذا المشروع حديثاً، حيث اشتريت ألواح الطاقة، وأسعى للحصول على رافع الجهد الصناعي (لتعديل قوة التيار الكهربائي)، كي أبدأ بعدها الاستفادة من ألواح الطاقة، التي ستغنيني عن الوقود اللازم لتشغيل بئر المياه".
وعن الكلفة التقديرية للمشروع، أوضح أنها "يتراوح بين 500 و600 ألف ليرة (حوالي 1000-1200 دولار أمريكي) حسب استطاعة كل مزارع".
وشدد المزارع السوري على أنه "رغم التكلفة الباهظة في البداية، إلى أن هذه الألواح توفر طاقة مستدامة نستفيد منها في تعويض ما أنفقناه على هذا المشروع".