مساعٍ أهلية في الغوطة لإنهاء وجود (تحرير الشام)


جيرون

تواردت معلومات، من داخل الغوطة الشرقية، تفيد ببذل مساعٍ محلية من أطراف عديدة؛ لدفع (هيئة تحرير الشام) إلى حلّ نفسها واندماج مقاتليها مع بقية الفصائل داخل المنطقة، وذلك بهدف عدم ترك أي ذريعة للنظام السوري وحليفته موسكو، باستمرار التصعيد ضد مدن وبلدات الغوطة، ولا سيما القطاع الأوسط منها.

الحراك الأهلي، داخل الغوطة باتجاه إنهاء وجود الهيئة دون معارك، جاء تزامنًا مع إعلان قاعدة حميميم الروسية أن الهدنة لن تشمل المناطق التي تتواجد فيها الأولى داخل الغوطة، مشيرةً إلى وجود 9 آلاف مقاتل لـ (تحرير الشام) في الغوطة؛ الأمر الذي نفاه ناشطو المنطقة، مؤكدين أن عدد مقاتلي الهيئة في مناطقهم لا يتجاوز العشرات.

حتى اللحظة تفيد المعلومات بأن (هيئة تحرير الشام) رفضت كافة الوساطات لحلّ نفسها، أو الخروج من الغوطة الشرقية، وهو ما يهدد -وفق ناشطين- بتصعيد غير مسبوق من موسكو بذريعة محاربة الإرهاب؛ ما يهدد بمصير دموي لمئات الآلاف من المدنيين، ما يزالون داخل المنطقة.

في هذا الجانب، قال الناشط عبد الملك عبود لـ (جيرون): “شهدت الأيام الأخيرة مساعي من عدة جهات مدنية، وبعض وجهاء الغوطة؛ للتفاهم مع قيادة (تحرير الشام) في المنطقة: إما لحل الهيئة أو خروجها، لعدم ترك أي مبرر للنظام وحلفائه في الاستمرار بحربهم، إلا أن الهيئة حتى اللحظة تتهرب وتدفع بذرائع وحجج تؤكد عدم إدراكهم لمدى خطورة الموضوع، وتأثيره على آلاف المدنيين في المنطقة، وما زالت ترفض أيًّا من الطرحين حتى اللحظة، والمساعي ما زالت متواصلة”.

أما حول التداعيات على الغوطة الشرقية، في حال أصرت الهيئة على موقفها، فقال عبود: “أولًا رفض (تحرير الشام) للمساعي الحالية سيمنح النظام وروسيا ما يحتاجان إليه من ذرائع، لاستمرار التصعيد، والأمر الأخطر هو أن تواجه الغوطة الشرقية مصيرًا يشبه ما حدث في حلب، لا قدّر الله”.

في حين قال حمزة بيرقدار المتحدث العسكري باسم هيئة أركان (جيش الإسلام)، لـ (جيرون): “لم يعد خافيًا على أحد أن (تحرير الشام) تستكمل ما بدأه (داعش) من مخططات لإنهاء الثورة؛ بالتالي لا بد للفصائل الثورية من التسلح بمزيد من الإدراك والوعي، لما يدور حولهم وما يحاك ضدهم، وأن يبادر الجميع للتحرك قبل فوات الأوان، ونحن على ثقةٍ أنه، بوعي شعبنا وفصائلنا، ستفشل مخططات (تحرير الشام)، كما فشلت قبلها (داعش)، وسيمحى ذكرها من سورية”.

وأضاف “ليس لدينا معلومات وتفاصيل عن التحركات لدفع (تحرير الشام) إلى حلّ نفسها تجنيبًا لمآسٍ الغوطة بغنىً عنها، ولكن يمكن التأكيد بأن الأيام القليلة الماضية شهدت مواجهات بين الأخيرة و(فيلق الرحمن) في بعض البلدات.

في المقابل واصل الطيران الحربي قصفه لمدن وبلدات الغوطة الشرقية، مستهدفًا، اليوم الأربعاء، بلدتي (عين ترما وأوتايا) ومدينة زملكا، تزامنًا مع قصف مدفعي وصاروخي؛ ما أدى إلى مقتل طفلة وجرح آخرين، وذلك بعد يوم على مجزرة في مدينة عربين، راح ضحيتها عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، نتيجة غارات جوية روسية استهدفت الأبنية السكنية في المدينة.




المصدر