إجبار آلاف اللاجئين على مغادرة لبنان ونقل مقاتلي "فتح الشام" إلى إدلب.. تفاصيل اتفاق لإنهاء معركة جرود عرسال


مراد الشامي

أجبرت ميليشيا "حزب الله" اللبناني آلاف اللاجئين السوريين على الانتقال من مناطق تواجدهم في جرود عرسال بالأراضي اللبنانية، إلى داخل الأراضي السورية، وذلك في أعقاب الإعلان عن وقف لإطلاق النار في منطقة الجرود بدأ تنفيذه، صباح اليوم الخميس.

وعلمت "السورية نت" من مصادر موثوقة داخل القلمون الشرقي بريف دمشق، أن سكان هذه المنطقة يستعدون لاستقبال ما بين 3 آلاف إلى 5500 لاجئ من سكان القلمون الغربي سيعودون قسرياً من جرود عرسال في لبنان إلى القلمون الشرقي.

وأشارت المصادر إلى أن سكان القلمون الغربي رفضوا الانتقال إلى إدلب ضمن اتفاق يمهد لإنهاء المعركة في جرود عرسال لصالح ميليشيا "حزب الله"، وفضلوا القلمون الشرقي، مضيفةً أنهم سيتوزعون بين بلدات الرحيبة، وجيرود، والناصرية، ومن بينهم مقاتلون من الجيش السوري الحر.

وبحسب المصادر ذاتها فإنه من المتوقع أن يبدأ اللاجئون السوريون تحركهم نحو القلمون الشرقي غداً الجمعة، وذلك بالتنسيق مع المجلس المحلي في الرحيبة.

وكانت "سرايا أهل الشام" (فصيل من الجيش الحر خاض مواجهات ضد ميليشيا حزب الله على الحدود السورية اللبنانية)، قال في بيان له، أمس الأربعاء، إنهم سيخرجون من عرسال إلى القلمون الشرقي، مشيرةً إلى أنها ستنشر مزيداً من التفاصيل عن الاتفاق.

فتح الشام إلى إدلب

ويأتي إجبار اللاجئين على العودة لسوريا تأكيداً لأهداف ميليشيا "حزب الله" وأطراف داخل الحكومة اللبنانية بتنفيذ خطة تقضي بإعادة اللاجئين قسراً إلى الأراضي السورية رغم المخاطر التي تنتظرهم هناك، وذلك لتحقيق أهداف عدة بينها تلميع نظام بشار الأسد والإيحاء بإعادة مسكه لزمام الأمور وعودة السيطرة عليها، عبر إيهام العالم بعودة اللاجئين إلى سوريا بعد "عودة الأمان إليها"، فضلاً عن خطة لبنانية لـ"تخفيف أعباء اللاجئين".

وفي سياق متصل، علمت "السورية نت" أنه جرى الاتفاق على نقل مقاتلين من جبهة "فتح الشام" وعائلاتهم من جرود عرسال إلى إدلب شمال سوريا.

أسرى حزب الله

وذكرت قناة "الميادين" المؤيدة لميليشيا "حزب الله"، اليوم الخميس، نقلا عما قالت إنه مصادر أمنية أن مقاتلي هيئة "فتح الشام" سيتوجهون إلى إدلب، وأشارت إلى أن عملية التفاوض غير المباشرة مع الهيئة تشارك فيها جهات إقليمية ومحلية.

وأضافت القناة أن "الأمن العام اللبناني سيتولى تأمين عبور عناصر النصرة وعائلاتهم إلى الأراضي السورية، حيث سيقوم الأمن العام بتأمينهم إلى نقطة في المصنع اللبناني، بالإضافة إلى مراحل أخرى سيتم نقلهم من المصنع إلى إدلب السورية، على أن يضمن حزب الله سلامتهم، وهو ما نصّ عليه الاتفاق"، وفق قولها.

وذكرت القناة أن أحد بنود الاتفاق ينص على إطلاق سراح مقاتلين أسرى من ميليشيا "حزب الله" وقعوا في الأسر خلال معارك ومناطق غير جرود عرسال، ولفتت إلى أنه سيتم تسليمهم عبر معبر بين سوريا وتركيا.

ومنذ الأربعاء 19 يوليو/ تموز 2017، تخوض ميليشيا "حزب الله" معارك في جرود عرسال، ضد مجموعات مسلحة، أبرزها جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقة)، وتمكن من السيطرة على مواقع عدة، كانت تحت سيطرتها، بدعم من طائرات نظام الأسد.

وبدأت الميليشيا هجومها الهجوم من محورين، أحدهما من الجانب السوري، والثاني من داخل الأراضي اللبنانية.

وارتكبت ميليشيا "حزب الله" انتهاكات عدة ضد النازحين السوريين من اعتقال بحجة انتمائهم لـ"تحرير الشام" إلى حادثة القصف أمس الأربعاء والتي طالت مخيم للنازحين على أطراف عرسال أدى لاستشهاد 3 سوريين.




المصدر