عودة نازحي درعا تنعش أسواق المحافظة


editor4

مضر الزعبي: المصدر

تدخل (هدنة 9 تموز/يوليو)، والتي شملت محافظة درعا، أسبوعها الثالث، وسط انخفاضٍ ملحوظٍ في العمليات العسكرية من قبل قوات النظام والميلشيات الموالية له، وغيابٍ تامٍ للطيران الحربي ولمروحيات النظام عن سماء المناطق المحررة في المحافظة، ما دفع المئات من الأسر النازحية للعودة إلى منازلها.

العودة بهدف جمع ما تبقى من أثاث

وقالت خلود العواد، من أهالي مخيم درعا للنازحين، إنها تمكنت من العودة إلى منزلها في مخيم درعا بعد أربعة أشهر من النزوح إلى سهول درعا الجنوبية، نتيجة العمليات العسكرية لقوات النظام والميلشيات الموالية له، والتي حاولت اجتياح المخيم خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تدمير أكثر من 85 في المئة من منازل الأهالي بشكل تام.

وأضافت العواد في حديث لـ (المصدر)، أنها عادت لجمع ما تبقى من أثاث منزلها، بعد أن تحول إلى كومة من الركام، بسبب الاستهداف بصواريخ (الفيل)، حالها حال المئات من الأهالي الذين عادوا لجمع ذكرياتهم من تحت الركام.

وأشارت إلى أنها تفضل الحياة في خيمة فوق ركام منزلها على أي مكان آخر في الكون، ولاسيما أنه بقي صامداً في وجه الآلة العسكرية لقوات النظام والميلشيات الموالية له.

وأكدت العواد أن عجلة الحياة عادت إلى المخيم على الرغم من حجم الدمار الكبير فيه، فأهالي المخيم افتتحوا من جديد عدداً من البقاليات لتأمين احتياجات الأهالي، كما أن فرق الدفاع المدني تعمل على مدار اليوم لإزالة مخلفات الحرب من طرق المخيم.

وأوضح الناشط سعد أحمد أن أكثر من 10 آلافٍ من أهالي أحياء درعا البلد ومخيم درعا نزحوا عن منازلهم منذ مطلع العام الجاري، نتيجة العمليات العسكرية لقوات النظام، وأن القسم الأكبر منهم توجه إلى السهول الجنوبية لدرعا البلد، وأنشأوا مخيمات عشوائية على الحدود السورية الأردينة.

وأضاف أحمد لـ (المصدر)، أن مشكلة هذه الشريحة تعتبر الأكبر في الوقت الحالي في المناطق المحررة من درعا، فهم لم يعد لدى معظمهم منازل، بسبب الدمار الكبير، وعودتهم في الوقت الحالي تعتبر مستحيلة.

الحياة تعود لطبيعتها في بلدة النعيمة

وقال الناشط أحمد العبود لـ (المصدر)، إن أهالي بلدة (النعيمة) شرق درعا، عاد معظمهم إلى البلدة عقب موجة نزوح جماعية في شهر أيار/مايو الماضي، إثر استهداف الطيران الروسي ومروحيات النظام للبلدة، بالتزامن مع محاولات من قبل قوات النظام والميلشيات الموالية للتقدم باتجاه البلدة من محور (المخابرات الجوية) شرق درعا.

وأضاف بأن أكثر من 3 آلاف نازح من البلدة توزعوا على مدن وبلدات ريف درعا الشرقي في الأسابيع الأخيرة، ولكن القسم الأكبر منهم عاد مؤخراً إلى البلدة عقب الإعلان عن اتفاق الهدنة، رغم استهداف البلدة لأربع مرات من قبل قوات النظام منذ سريان الهدنة.

العودة من السويداء

القسم الأكبر من نازحي محافظة درعا استقروا خلال السنوات الماضية في محافظة السويداء، نتيجة القرب الجغرافي والعادات المشتركة للأهالي، فقد وصل العدد في فترة من الفترات لما يقارب 200 ألف نازح، قبل أن ينخفض إلى ما يقارب 100 ألف نازح.

سامر الزعبي، أحد أهالي ريف درعا الشرقي، قال لـ (المصدر)، إن الأهالي باتوا يفكرون بشكل جدي بالعودة إلى منازلهم في محافظة درعا عقب الإعلان عن الهدنة وتوقف القصف، ولا سيما أن الضغوط عليهم في محافظة السويداء في تزايد، فقد تم اختطاف أكثر من 50 نازح خلال الأيام الخمسة الماضية، وتم طلب فدية قدرها 5 مليون ليرة سورية للإفراج عن كل مختطف.

وأضاف بأن أكثر من 200 عائلة عادت إلى منازلها في محافظة درعا خلال الأسبوع المنصرم، مشيراً إلى أنه في حال استمر الأمر على حاله، فإن شهر أب/أغسطس المقبل سيشهد عودة الآلاف من نازحي درعا.

انتعاش الأسواق

وأكد خلدون العامر، وهو أحد تجار مواد البناء في درعا، لـ (المصدر)، أن الطلب في الأسواق المحلية على مواد البناء زاد بشكل ملحوظ في الأسبوع الماضي، فقسم من الأسر النازحة تقوم بإجراء ترميمات على منازلها قبل أن تعود إليها.

وتوقع العامر أن يزداد الطلب في الأيام القادمة، ولاسيما مع استمرار حالة الهدوء، مشيراً إلى أن زيادة الطلب على المواد ستنعكس على العمالة في المناطق المحررة، فهذه الزيادة ستساهم بزيادة الطلب على العمالة وبرفع أجورها.

وقال إن الطلب سيزداد على كافة السلع في المناطق المحررة، نتيجة لزيادة عدد السكان المتوقعة، بعد أن كانت الأسواق الهدف المفضل للطيران الحربي قبل الهدنة، ما أدى لركودها.




المصدر