محلي (دوما) لـ (المصدر): نعاني من أزماتٍ حقيقيةٍ في المياه والزراعة إضافةً للبطالة


editor4

محمد كساح: المصدر

بدأ النظام نهاية العام 2012 بفرض حصارٍ جزئيٍ على الغوطة الشرقية، تحول بعدها، وبشكل تدريجي، إلى حصارٍ خانقٍ فُرض على 400 ألف نسمةٍ يعيشون في المنطقة، جعل حياة هؤلاء صعبةً للغاية في كافة النواحي.

وبعد خمس سنوات على الحصار، وفي ظل حالةٍ من التفكك الاجتماعي والثوري، تعاني الغوطة أوضاعاً معيشيةً صعبة. وقال “خليل عيبور” رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما، إن الخدمات في الغوطة الشرقية تتراوح بين المتوسطة والجيدة، وذلك وفقاً للمجلس المحلي الذي يدير المنطقة. مشيراً إلى أن خدمات الاتصالات والكهرباء غير متوفرة نهائيا.

وأوضح “عيبور” في تصريح لـ (المصدر)، أن الوضع المعيشي صعب جداً في الغوطة الشرقية، بالأخص مع اشتداد الحصار وأسعار المواد الثابتة على ارتفاعها الفاحش.

وأشار إلى أن الغوطة اليوم تعاني من شيء من التفكك الاجتماعي نتيجة الاقتتال الحاصل بين فصائلها. “للأسف هناك حالة من اليأس لدى الأهالي نتيجة الاقتتال الحاصل”.

وعن سماح النظام بدخول البضائع والمواد الإنسانية إلى الغوطة المحاصرة، قال رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما: “دخول البضائع مسموح لكن بعقود بين النظام وبعض التجار، والأسعار مرتفعة بالفعل في أغلب المواد. البنزين مثلاً يبلغ سعره 5 آلاف ليرة، والمازوت بين 2300 و2600 ليرة، وأسعار المواد الغذائية تزيد عن أسعار دمشق بين 50 و100 في المائة، حسب كل مادة. كل ذلك نتيجة الأتاوات المفروضة على هذه المواد”.

وتحدث “عيبور” عن الصعوبات التي تواجه المجلس المحلي في مدينة دوما، وكيف حاولوا حلها، وقال: “هناك العديد من الصعوبات التي تواجهنا في مدينة دوما، أبرزها الوضع المادي السيء جداً للأهالي. لدينا نسبة بطالة عالية سببها قلة المشاريع التي تعاني منها جميع مؤسسات المجتمع المدني، ونحاول التوجه لفرض بعض الرسوم لتغطية احتياجات المجلس المحلي”.

وحول أزمة مياه الشرب وتلوثها، أوضح “عيبور” أنه “يتم تعبئة المياه في دوما عن طريق الصهاريج المتنقلة أو الكباسات اليدوية المنتشرة في كل مكان، وجميع هذه الحلول بدائية جداً ولها العديد من المشاكل، أبرزها التلوث وعدم كفايتها للأهالي”.

وأضاف “بالنسبة لمشكلة التلوث أصدرنا تعميماً منذ فترة بحظر حفر آبار جديدة بسبب التلوث، كما نراقب الآبار الملوثة لتعقيمها وجعلها صالحة للشرب”.

وأشار “عيبور” إلى أن هناك أزمة أخرى تتعلق بالزراعة المحلية، معللاً ذلك بارتفاع أسعار المحروقات وانخفاض أسعار المنتجات الزراعية بالمقارنة مع أسعار المحروقات، وأكد “نقوم حالياً بالعمل على تمويل مشاريع زراعية، لكن قلة الدعم شكلت عائقا كبيرا”.

وتضاف مشكلة الفقر إلى الأزمات التي يعاني منها الأهالي المحاصرون، فقد أكد “عيبور” أن نسبة الفقر مرتفعة جداً في مدينة دوما، بسبب قلة فرص العمل، موضحاً أنها “تتعلق بانقطاع الدعم عن مؤسسات الغوطة الشرقية، فبعض المشاريع تتوقف وفي أغلب الأحيان تتأخر رواتب أسر الشهداء بسبب إغلاق المعابر، وهذا يسبب ضعفاً في السيولة النقدية لدى أهالي الشهداء”.

وحول المساعدات التي يقدمها المجلس المحلي لمدينة دوما لأهالي المدينة على الصعيد الإغاثي، قال رئيس المجلس: يعتبر عملنا كمجلس محلي في مدينة دوما عملاً خدمياً بحتا، فنحن لا نتطرق للجانب الإغاثي إلا في حالات استثنائية كدخول القوافل الأممية مثلا، وإننا نقدم خدمات النظافة والصرف الصحي والمياه إضافة لتخديم المدارس في المدينة”.




المصدر